السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرأة العاملة متى تتقاعد .. ولماذا ؟

المرأة العاملة متى تتقاعد .. ولماذا ؟
16 أغسطس 2014 23:03
المرأة من ضروريات الحياة الحديثة، تأكيداً لدورها في المجتمع، إلى جانب مهمتها الأساسية في البيت كزوجة وربَّة أسرة ومربية لأبنائها، غير أن هناك عوامل كثيرة ربما تعيق المرأة عن الاستمرار في مسيرة العمل والنجاح في حياتها الوظيفية، وهذا القرار بالتقاعد المبكر عن العمل يحمل آثاراً على الأسرة والمرأة، ويجب اتخاذ هذه الخطوة في التوقيت الصحيح حتى لا تسبب تداعيات سلبية على المرأة ومحيطها الأسري والاجتماعي. المكانة المادية ومن أبرز الأسباب التي تدفع المرأة إلى التوقف عن العمل على الرغم من قدرتها على الاستمرار والنجاح فيه، رغبة الزوج أو أن أولادها صاروا كباراً، فيحتاجون إلى مزيد من الرعاية والاهتمام، والبعض من النساء قد يتوقفن عن العمل اكتفاء بما حققنه من مكانة مادية أو الوصول إلى مرتبة وظيفية معينة. وتقول حسناء السويدي «47 سنة»، موظفة بإحدى الهيئات الحكومية، وأم لخمسة أبناء في مراحل التعليم المختلفة، أكبرهم طالبة بالجامعة: «إن قرار التقاعد المبكر كثيراً ما يراودها حتى تستطيع البقاء فترات أكبر مع أبنائها، خاصة أنهم الآن صاروا في مراحل عمرية تحتاج إلى مزيد من الرقابة والمتابعة، غير أن الأعباء المادية، وارتفاع تكاليف الحياة، والرغبة في تحقيق مستوى تعليمي وحياتي جيد لأبنائها، تجعلها تؤجل هذا القرار حالياً، خاصة وأنها الآن في منصب مرموق بالهيئة التي تعمل بها. وعبرت، عن أملها في اليوم الذي تتوقف فيه عن العمل، وأن تبقى مع أولادها وقتاً أطولاً لمتابعة شؤونهم عن قرب، لأن هناك مواقف ولحظات كثيرة مهمة ربما أبعدتها ظروف العمل عن معايشتها مع أولادها، مشيرة إلى أن زوجها لا يضغط عليها مطلقاً في قرار التقاعد، ودائماً يقول لها إن ذلك قرار خاص لها، ويمكن اتخاذه في أي وقت. قرار ذاتي وتقول أحلام علي «34 سنة»، أم لثلاثة أبناء، أكبرهم في الحادية عشرة من عمره، والصغيرة 4 سنوات، أنها قررت بنفسها التوقف عن العمل منذ ثلاثة أعوام، حيث كانت تعمل مدرسة بإحدى المدارس الخاصة، وزوجها مهندس بإحدى الشركات، غير أن راتبها لم يكن مرتفعاً، فآثرت أن تترك العمل وتتفرَّغ لبيتها وزوجها، لأن ذلك أكثر جدوى من قضاء ساعات طويلة بعيداً عن البيت من دون مردود مادي مشجع، فضلاً عن التقصير في بعض حقوق الزوج والأبناء، وهو شيء لا بد منه مهما حاولت الأم العاملة أن تتغلب عليه. عمار فريد «38 سنة»، يعمل موظف علاقات عامة بإحدى الشركات، يؤكد أن قرار تقاعد المرأة يجب أن يكون بالتفاهم والتنسيق مع الزوج، ولا تنفرد به المرأة وحدها، خاصة بالنسبة للوافدين، لأنهم يضعون أهدافاً معينة يسعون لتحقيقها خلال سنوات الغربة مثل شراء شقة أو عقار أو سيارة، وغيرها من الأمور. تحقيق الأهداف ويذكر أن زوجته تعمل في إحدى الشركات العقارية، ولديه طفلان، أحدهما في المرحلة الابتدائية، والآخر ثلاث سنوات، ويحاول بالتنسيق مع زوجته ألا يؤثر غيابها عن المنزل على تربية الأبناء، حيث يقوم هو برعاية شؤونهم في الفترة التي يكون متفرغاً فيها بين الثانية ظهراً والخامسة عصراً، خاصة أن الطفل ذا السنوات الثلاث يذهب إلى إحدى دور الحضانة صباحاً، ويعود معه في موعد عودته نفسه بعد ظهر كل يوم. شريكة الرجل ويقول الدكتور جاسم محمد المرزوقي، استشاري الإرشاد النفسي والتربوي بمؤسسة التنمية الأسرية: «إن المرأة صارت شريكة للرجل في المجالات والأعمال كافة، وتلعب دوراً مهماً في بناء مؤسسات الدولة والارتقاء بمختلف هيئاتها. ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن هناك أولويات في حياة الإنسان في هذه الأيام، يأتي التعليم في مقدمتها، ويجب ترجمة الواقع التعليمي في حياة الإنسان وما يحصل عليه من علوم ومعارف، إلى توظيف تلك المهارات والعلوم التي حصل عليها لفائدة نفسه والمجتمع والدولة، وبما أن المرأة حصلت على معارف ووصلت إلى مستويات علمية متقدمة، فلا بد أن توظفها خاصة فيما يتعلق بوظائف الصحة والتعليم. التقاعد المبكر ويلفت إلى أنه من مؤيدي التقاعد المبكر للمرأة، لما له من إيجابيات كثيرة سواء لصحتها النفسية والبدنية، أو للأسرة والوطن كله. وما يقال إن ذلك خسارة للمرأة وتعليمها وبه شيء من الإجحاف لها، يرجع لتقديرات الإنسان نفسه، ويجب على كل شخص أن يكون على قناعة بأن هناك مرحلة ينبغي أن يتقاعد فيها، والأهم هنا هو الاستعداد النفسي لها، بأن يكون هذا اليوم ضمن مخطط الإنسان لمسيرة حياته، وأن الأسرة في وقت ما في حاجة إلى اتخاذ هذا القرار، وذلك ليس به أي ظلم للمرأة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©