الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

روحاني يدعو لتحويل العداء مع أميركا إلى صداقة

روحاني يدعو لتحويل العداء مع أميركا إلى صداقة
24 يناير 2014 16:31
دافوس، سويسرا (وكالات) - قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس إن بلاده تتفاوض مع الولايات المتحدة في إطار «التعامل البناء» مع المجتمع الدولي، وتنتظر أن تُترجم واشنطن أقوالها إلى أفعال. وقال روحاني الذي كان يتحدث في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن العلاقة بين إيران وأوروبا تشهد الآن تطبيعاً مع دخول الاتفاق النووي المؤقت حيز التنفيذ. ودعا روحاني في كلمته أمام نحو 2500 من القادة السياسيين وكبار رجال الأعمال في العالم الشركات الأوروبية إلى اغتنام الفرص الاقتصادية في إيران خاصة شركات الطاقة الكبرى. وقال «إيران مستعدة لإقامة التعاون البناء من أجل تعزيز أمن الطاقة العالمي واستغلال مواردها الضخمة من النفط والغاز». وتأكيدا على هذا المسعى الإيراني عقد روحاني اجتماعا خاصا مع مسؤولين تنفيذيين في قطاع النفط والغاز بفندق في المنتجع السويسري قبل إلقاء كلمته. وجرى تطبيق اتفاق بين إيران والقوى العالمية الست بما فيها الولايات المتحدة هذا الأسبوع للحد من برنامج طهران النووي مقابل تخفيف جزئي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وتعهد روحاني باتباع سياسة خارجية قائمة على «التعقل والاعتدال» لإنعاش الاقتصاد المتعثر. ودعا إلى التعاون مع جميع جيران إيران. ورفض إدراج إسرائيل بين الدول التي تسعى طهران لإقامة علاقات ودية معها حين ضغط عليه مرتين. وقال إن طهران تريد الصداقة والتعاون مع «جميع الدول التي تعترف بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وجدد روحاني تعهد إيران التقليدي بعدم السعي لتصنيع أسلحة نووية وقال إن طهران مستعدة لقبول جميع الضمانات وعمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية شريطة ألا تتعرض «للتمييز». وتعتقد دول غربية أن الجهود النووية الإيرانية تهدف إلى اكتساب قدرات عسكرية. وأضاف روحاني «لم نسع قط ولن نسعى لامتلاك الأسلحة النووية.. أعلن أنه لا مكان للسلاح النووي في استراتيجيتنا الأمنية». وقال روحاني إن بلاده لديها رغبة قوية في التوصل لتسوية دائمة للقضية النووية بينما يسري الاتفاق المؤقت الذي تبلغ مدته ستة أشهر. ولكنه أشار إلى أن دولا أخرى قد تستسلم «للضغط الذي تمارسه أطراف أخرى» لعدم التوصل لاتفاق في إشارة مستترة إلى إسرائيل. وفي علامة على صعوبة التفاوض على اتفاق طويل الأمد قال روحاني «لن تقبل إيران بأي عقبات أمام تقدمها العلمي». وقال الرئيس الإيراني «أعلن من هنا أن من الأولويات النظرية والعملية لحكومتي التعامل البناء مع العالم». وفي مقابلة مع التلفزيون السويسري، مساء أمس الأول، قال روحاني إن من الممكن تحويل العداء على مدى أكثر من ثلاثة عقود مع الولايات المتحدة إلى صداقة إذا بذل الجانبان جهدا. وكان روحاني يتحدث في مقابلة مع التلفزيون السويسري بعد وصوله إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لمحاولة إعادة الاستثمارات العالمية والشركات النفطية الكبرى إلى بلاده. وعندما سئل بشأن إمكانية وجود سفارة أميركية مرة أخرى يوما ما في طهران بدلا من سفارة سويسرا التي ترعى مصالح الولايات المتحدة في إيران قال روحاني لتلفزيون (آر. تي. إس). العام «لا يستمر عداء إلى الأبد ولا تستمر صداقة إلى الأبد أيضاً.. لذلك علينا أن نحول العداوات إلى صداقة». وفي المقابلة التي تحدث فيها باللغة الفارسية وترجمها التلفزيون باللغة الفرنسية قال روحاني إن العلاقات مع واشنطن كانت صعبة في الماضي لكن بالعمل الجاد وجهود الجانبين يمكن التغلب على المشاكل. وقال «هذا الجهد ضروري لبناء الثقة لدى الجانبين. إيران في الواقع تمد يدها بالسلام والصداقة لكل دول العالم وتريد علاقات ودية وجيدة مع كل دول العالم». ولم يتحدث بخصوص المفاوضات الأكثر صعوبة في المستقبل للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن برنامج إيران النووي الذي يعتقد الغرب أنه يهدف إلى تطوير أسلحة نووية. وقال روحاني ووزير النفط الإيراني لبعض أبرز المسؤولين التنفيذيين بشركات النفط العالمية الذين حضروا كلمته في دافوس إن إيران ستضع نموذجا استثماريا جديدا وجذابا لعقود النفط بحلول سبتمبر مع سعيها لتشجيع الشركات الغربية على العودة إليها. وقال ثلاثة مسؤولين تنفيذيين حضروا الاجتماع وتحدثوا لرويترز مشترطين عدم نشر أسمائهم إن الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير النفط بيجن زنجنه شددا على أهمية الوقود الاحفوري في ظل ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة. وقالا إن الحكومة الجديدة في إيران راغبة في الانفتاح على الاستثمارات والتكنولوجيا الغربية في إطار جهودها للتصالح مع الغرب. وقال أحد المسؤولين التنفيذيين «كان عرضا توضيحيا مثيرا للإعجاب». من جهة أخرى قال روحاني إن اقتصاد إيران سيكون من ضمن أفضل 10 اقتصادات في العالم خلال 3 عقود. واعتبر أن السياسات الاقتصادية في العالم يجب أن تركّز على العدالة الاجتماعية، مشيراً إلى أن السياسات التي تخدم الشعوب هي التي ستظل إلى الأبد. وكان روحاني وصل أمس إلي سويسرا للمشاركة في منتدي دافوس الاقتصادي، ويرافقه في زيارته وزيرا الخارجية، محمد جواد ظريف، والنفط، بيجن نامدار زنجنة، ومساعده الخاص، حسين فريدون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©