كابول (وكالات) - قتل ثلاثة من جنود حلف شمال الأطلسي في أفغانستان “إيساف” في سلسلة هجمات في نهاية الأسبوع في أفغانستان، كما أعلنت القوة. جاء ذلك فيما قتل خمسة مدنيين يعملون في قاعدة تابعة لـ”الناتو” بإقليم وردك بعد أن خطفهم متشددون.
وفي هذه الأثناء حذرت كابول باكستان من استمرار قصفها للمناطق الحدودية الأفغانية في استهدافها لمتشددي طالبان الذين ينطلقون من الأراضي الأفغانية لتنفيذ هجمات في باكستان.
وقد أعلن الجيش الباكستاني أمس أنه قتل ما لا يقل عن 15 متشدداً في شمال المنطقة الغربية القبلية في باكستان، حيث يتحصن المتمردون المتشددون وينطلقون لتنفيذ هجماتهم الدامية ضد القوات الحكومية.
وقالت “إيساف”، إن جنديين قتلا في انفجار قنبلة وضعت على حافة طريق السبت، بينما سقط الثالث في هجوم لمتمردين، دون أن تضيف أي تفاصيل. ويشكل شرق أفغانستان مع جنوبها منطقة المواجهات الرئيسية بين القوات الحكومية التي تدعمها “إيساف” ومتمردي طالبان. وقتل 250 جندياً على الأقل من قوات التحالف منذ بداية عام 2012 وفق تعداد لموقع آيكاجواليتيز الإلكتروني المستقل. وطردت حركة طالبان من السلطة في نهاية 2001 التي وصلت إليها في 1996، من قبل تحالف دولي بقيادة أميركية وتقاتل منذ ذلك الوقت الحكومة الأفغانية وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي. والعمليات الانتحارية والقنابل اليدوية الصنع هي السلاح الأكثر استخداماً لدى المتمردين.
من جهة أخرى، قال مسؤول، إن مسلحين من طالبان قاموا بخطف وقتل خمسة مدنيين يعملون في قاعدة تابعة للناتو بإقليم وردك. وأوضح شاهد الله شاهد المتحدث باسم حاكم الإقليم أن مسلحين تابعين لطالبان اختطفوا ستة من العاملين في القاعدة أمس لدى عودتهم إلى منازلهم، مضيفاً أنه تم العثور على خمس جثث صباح أمس مضيفاً أن الشخص السادس تمكن من الفرار في ظلام الليل وكتبت له النجاة. ولم يتسن الاتصال بأي من مسؤولي طالبان للتعليق. وحذرت أفغانستان جارتها باكستان أمس من أن أي عمليات قصف جديدة تتعرض لها مناطقها من داخل باكستان يمكن أن تضر بالعلاقات بين البلدين بشكل كبير، وذلك بعد أيام من لقاء زعماء البلدين لإجراء محادثات سلام. وصرح المتحدث باسم ولاية كونار الأفغانية يوسف الله وصيفي إن أكثر من 300 قذيفة مدفعية وقذيفة صاروخية أطلقت من باكستان على إقليم دانجام في الولاية الشرقية الجمعة والسبت.
والشهر الماضي أجبر قصف من باكستان على ولاية كونار آلاف سكان القرى على الفرار من منازلهم، بينما اتهمت إسلام آباد كابول بتوفير الملاجئ الآمنة لمسلحين تسللوا وقتلوا 13 جندياً باكستانيا.
وتتبادل كل من أفغانستان وباكستان اللوم في أعمال العنف التي ينفذها مسلحو طالبان المنتشرين على طول جانبي الحدود المليئة بالثغرات.
واستدعى جاويد لودين نائب وزير الخارجية الأفغانية أمس السفير الباكستاني في كابول لمناقشة القصف المتقطع عبر الخط الحدودي، بحسب بيان وزارة الخارجية. وجاء في البيان أن لودين أبلغ السفير الباكستاني محمد صديق أن “استمرار مثل عمليات القصف هذه ضد القرى الأفغانية يمكن أن يكون لها تأثير سلبي بالغ على العلاقات الثنائية”.
واتفق الطرفان على عقد اجتماع على مستوى كبار المسؤولين في الجيش قريباً في مدينة جلال أباد شرق أفغانستان لمناقشة عمليات القصف وتحسين التنسيق العسكري على خط دوراند الحدودي الفاصل، بحسب البيان. وكان رئيس الوزراء الباكستاني راجا برويز اجتمع مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الخميس، حيث ناقشا هذه المسألة.
من جهة أخرى، قال مسؤولون عسكريون، إن طائرات الجيش الباكستاني ضربت مخابئ للمتشددين في شمال غرب البلاد أمس فقتلت 15 متشدداً وأصابت عدداً آخر. وذكر المسؤولون أن الضربات الجوية استهدفت أربعة مخابئ في منطقتي غالجو ودابوري في أوراكزاي بالمنطقة القبلية.
والمواقع يستخدمها أعضاء بحركة طالبان الباكستانية. ولم يتسن التحقق من عدد القتلى على نحو مستقل وكثيراً ما يشكك المتشددون في الأرقام الرسمية. ويقوم الجيش الباكستاني بعمليات ضد متشددين في أوراكزاي منذ أشهر. وتنشط عدة جماعات متشددة في المناطق القبلية شبه المستقلة في شمال غرب باكستان قرب الحدود مع أفغانستان ومن بينها طالبان الباكستانية المسؤولة عن العديد من التفجيرات في أنحاء البلاد في السنوات الأخيرة.
عدد اليوم
