الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حربان دموية واستنزافية وتقييد للحريات.. هل العالم أكثر أمنا؟

حربان دموية واستنزافية وتقييد للحريات.. هل العالم أكثر أمنا؟
5 سبتمبر 2006 01:05
واشنطن-وكالات الانباء: تجد الولايات المتحدة نفسها عشية الذكرى الخامسة لاعتداءات 11 سبتمبر الارهابية التي تصادف الاثنين المقبل منزلقة في حرب دموية في العراق وأخرى استنزافية في أفغانستان وحملة لمكافحة الارهاب أصبحت أكثر تقييدا للحريات التي تقوم عليها الهوية الاميركية· في 11 سبتمبر ،2001 وفيما كان غبار برجي مركز التجارة العالمي يلف نيويورك وحريق البنتاجون يغطي أجواء واشنطن، قال الرئيس جورج بوش ''إن الليل هبط على عالم مختلف''، وبعد أيام أعلن من فوق ركام البرجين الحرب على الارهاب لتنطلق بعد أشهر قليلة حملة إطاحة نظام ''طالبان'' في افغانستان والقضاء على قادة تنظيم ''القاعدة'' الارهابي، ولتمتد قبل حلول الذكرى الثانية الى العراق حيث أطيح نظام صدام حسين· لكن النجاحات الاولى التي تمثلت بإطاحة ''طالبان'' أصبحت طي النسيان، إذ أن وتيرة المعارك تزداد في افغانستان شهرا بعد آخر، إضافة الى هيمنة العنف على مناطق بكاملها في العراق إذ أسفرت منذ مارس 2003 عن مقتل أكثر من 2600 جندي اميركي· وفي موازاة ذلك، دفعت الولايات المتحدة ثمن دعمها غير المشروط لاسرائيل من علاقات كانت تحاول إقامتها في العالم العربي، حيث أظهرت استطلاعات للرأي مزيدا من الحذر حيال الاميركيين· وعلق جيمس دوبنز المحلل في مركز ''راند كوربوريشن'' للابحاث ''إن الدبلوماسية الاميركية لم تنجح في عزل الارهابيين بل الولايات المتحدة نفسها''· حيث أن الداخل الاميركي أيضا يعاني مشكلات بدءا من إبطال المحكمة العليا المحاكم التي أقامها بوش لمحاكمة المعتقلين في جوانتانامو الى الصعوبات البالغة التي تواجه إدارته في تبرير برنامج التنصت الهاتفي من دون إذن قضائي· لكن يشدد مناصرو بوش في مواجهة الانتقادات على ان الولايات المتحدة لم تتعرض لأي هجوم جديد· في حين انفجرت قنابل في كل من لندن ومدريد والهند، كما أحبط مخطط في بريطانيا في أول اغسطس الماضي وبالتالي فإن التهديد لا يزال فعليا· ومنذ هجمات 11 سبتمبر يتعامل العالم مع ولايات متحدة جديدة، فالقوة العظمى ترغب في استعراض عضلاتها العسكرية بدون موافقة دبلوماسية أو دعم من جانب حلفائها الرئيسيين· واذا لم يكن الامتعاض من هذه القوة جليا في الشهور التي تلت الهجوم العسكري في أفغانستان، الا انه بدا واضحا مع بدء بوش تحويل دفة إدارته نحو الحرب على العراق دون توافر دليل على تورط صدام في اعتداءات سبتمبر· وعقب حرب العراق سعت عدة دول لإيجاد وسائل لمحاصرة القوة العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية الاميركية· وحاولت بلجيكا وفرنسا وألمانيا إقامة منظومات عسكرية تابعة للاتحاد الاوروبي خارج نطاق حلف الاطلسي، لكن المشروع فشل· كما استغلت الصين وروسيا أيضا منظمة تعاون شنجهاي في التصدي للنفوذ الامريكي المتزايد في بلدان وسط آسيا· الا أن واشنطن ظلت القوة المهيمنة في القضايا الدولية المحورية حيث كانت القوة المحركة خلف جهود متعددة ترمي لمنع كوريا الشمالية وإيران من تطوير أسلحة نووية· ومع ذلك يتفق المراقبون في جميع أنحاء العالم على أن ما حدث في العراق جاء عكس ما كانت تريده الولايات المتحدة تماما، أي أن حرب العراق ادت إلى انتشار الجماعات المتطرفة وليس العكس، وذلك باعتراف آخر دراسات وكالة الاستخبارات المركزية (سي·آي·ايه) والتي جاء فيها أن العراق أصبح معسكرا لتدريب وتجنيد وتحسين الفرص التقنية للارهابيين· ورأى الكثير من أجهزة الاستخبارات الغربية ايضا أن الصراع الدائر في العراق والذي أدى إلى أحوال أشبه ما تكون بحرب أهلية قد ساهم بشكل كبير في تزايد مخاطر الارهاب على مستوى العالم الى جانب أن الامر يبدو وكأن العراق حل محل أفغانستان كساحة لا يحكمها قانون والتي يمكن أن يستغلها إرهابيون كمكان للتدريب على عمليات لتنفيذها في دول أخرى فيما بعد· وكان أول مثال على ذلك الهجمات التي استهدفت فندقا في العاصمة الاردنية عمان في نوفمبر 2005 حيث تبين أن منفذيها عراقيون يأتمرون بأمر الزرقاوي الذي اغتالته القوات الاميركية لاحقا· اما في افغانستان فلا يبدو الوضع افضل خصوصا مع اصطفاف مئات الافغان في طوابير أمام قسم التأشيرات بالسفارة الايرانية في كابول فيما يعد مؤشرا قويا على أن الجهود الدولية الرامية إلى بعث روح جديدة لإحياء بلادهم تتعثر· وليس ثمة شك في أن الوضع في أفغانستان بات أسوأ بعد خمس سنوات على أحداث 11 سبتمبر وما أعقبها من الاطاحة بنظام طالبان والذي وصفه بوش في نوفمبر 2004 بأنه الانتصار الاول في الحرب على الارهاب· لكن الآن تتعالى الصيحات والتحذيرات بأن المجتمع الدولي قد يمنى بالهزيمة في أفغانستان بدلا من تذوقه طعم الانتصار· وقال قاسم أخجر عضو لجنة حقوق الانسان الافغانية ''بعد خمس سنوات لم نعد نرى تقدما وإنما تراجعا في عملية التنمية··حركة طالبان تستعيد الآن قوتها وتحرز نجاحا في أرجاء البلاد في الوقت الذي يتردى فيه الوضع الامني ويزداد سوءا''، وأضاف ''الحكومة أخفقت والقوات الدولية قصفت المدنيين وزجت بالابرياء في غياهب السجون· وفي استطلاع أجرته مجلة ''فورين بوليسي'' وشارك فيه مائة من خبراء السياسة الخارجية الاميركية، قال 86 في المائة منهم إن الحرب على الارهاب جعلت العالم أكثر خطرا بالنسبة للاميركيين وللولايات المتحدة· ومن بين المشاركين آن-ماري سلاوتر عميد كلية وودرو ويلسون بجامعة برنكتون والتي قالت في تصريحات إن الحرب باءت بالفشل لأنه تم التعامل خلالها مع الاعراض وليس الاسباب الحقيقية للمرض· أما وزير الدفاع البريطاني السابق جون ريد فقد أعرب عن اقتناعه بأن الغرب ليس إلا إحدى ساحات المعركة· وقال خبراء بالمعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن في دراسة نشرت مؤخرا إن الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على الارهاب عززت من نفوذ طهران في الشرق الاوسط· فبينما أدت الاطاحة المفاجئة بنظامي الحكم في أفغانستان والعراق إلى أن تربض الولايات المتحدة على حدود إيران من جهتي الغرب والشمال الغربي من ناحية ومن جهة الجنوب الشرقي من ناحية أخرى، أسفرت هذه الخطوة أيضا عن القضاء على اثنين من خصوم طهران السابقين· هذا الى جانب انه بات ينظر إلى الصراع الفلسطيني الاسرائيلي باعتباره أحد الاسباب التي تؤدي إلى تنامي ظاهرة التشدد المسلح·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©