الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حظر روسيا للسلع الغذائية الأوروبية والأميركية ينعش اقتصادات دول أميركا اللاتينية

حظر روسيا للسلع الغذائية الأوروبية والأميركية ينعش اقتصادات دول أميركا اللاتينية
16 أغسطس 2014 20:30
أعلن اتحاد (بي جي إيه) الألماني للشركات العاملة في التجارة الخارجية أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا تثير قلق الشركات الألمانية العاملة في مجال التجارة. وفي مقابلة مع مجلة «فوكوس» الألمانية الصادرة بعد غداً، قال انتون بورنر، رئيس الاتحاد، إن المشكلة الكبرى تتمثل في «الاضطراب وفقدان الثقة والخوف، وهو ما يؤثر على نشاط هذه الشركات». وقال بورنر إن الشركات التي لم تعقد صفقات مع روسيا ستتردد في الاستثمار هناك في ظل هذا الوضع. وأعرب بورنر عن اعتقاده بأن الاقتصاد الألماني يمكنه أن يتحمل تداعيات العقوبات «لكن الأمر سيستغرق أعواماً أو عقوداً لحين استعادة الثقة في روسيا مرة أخرى». كما أشارت غرفة التجارة والصناعة الألمانية إلى وجود «اضطراب ملحوظ» لدى الشركات المتوسطة، مضيفاً أن «الكثير من هذه الشركات ستبدي تحفظاً في علاقاتها مع الشركاء الروس بصورة أقوى مما تتطلبه العقوبات». يأتي هذا في وقت قال فيه خبراء إن القرار الروسي بتعليق واردات السلع الغذائية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رداً على العقوبات المفروضة عليها لدورها في النزاع الأوكراني يشكل فرصة جيدة للقطاع الزراعي الغذائي الأميركي اللاتيني. وبالرغم من صعوبات المستوى والقدرة التنافسية المرتبطة بتكلفات الإنتاج لتلبية حاجات السوق الروسي العملاقة، يعتبر هؤلاء المحللون أن موسكو قد تطلب من البرازيل والأرجنتين وتشيلي والمكسيك إمداد المتاجر الكبرى المحلية. ولفت جيزس فالديس دياز دو فيليجاس، البروفسور في قسم الدراسات الاقتصادية في الجامعة الايبيرية الأميركية في المكسيك، إلى أن قرار حكومة فلاديمير بوتين «قد يحث شركات أميركية لاتينية على التوجه نحو السوق الروسي». وأضاف «لكن ذلك سيجري بحذر بسبب الوضع السياسي الناجم عن اتخاذ تدابير ضد روسيا». ويوضح هذا الخبير أن الأمر يتعلق بـ«قرارات صادرة عن شركات بدون أن تعكس دعما من حكومات (الدول المعنية) لروسيا». وفي البرازيل التي تعد أكبر منتج للمواد الغذائية في المنطقة، أجازت الأجهزة الصحية الروسية صادرات 87 وحدة لإنتاج اللحوم واثنتين لإنتاج الحليب. ورأى جوزيه أوجوستو دي كاسترو، مدير هيئة التجارة الخارجية، «إنها فرصة بالنسبة للبرازيل من الناحية التجارية. لكنها مشكلة سيتعين على البرازيل مواجهتها من الناحية السياسية». وسيتعين بشكل خاص على قطاع اللحوم البرازيلي وخاصة الدجاج أن يتخلص بمهارة من هذا الوضع الحساس. في المقابل لم تعد البرازيل تملك صويا للبيع هذا العام، وإنتاجها من الفاكهة خاصة المدارية لا يمكنه منافسة إنتاج تشيلي على سبيل المثال، كما قال دي كاسترو. ويعتبر هذا المحلل أن الصادرات البرازيلية قد ترتفع هذه السنة من 300 إلى 500 مليون دولار على أثر القرار الروسي. وستكون تشيلي أحد أكبر المنافسين للبرازيل بسبب موقعها الجيد في قطاعات الفاكهة والخضار. وبحسب اريك هايدل، الخبير الاقتصادي في جامعة جابرييلا ميسترال، «فإن تشيلي تملك فرصة كبيرة» بفضل «تقدمها النسبي» في القطاع الغذائي. وأكد دييجو فيسنتي، المسؤول عن برنامج تنمية الأعمال الذي وضعته الشركة الوطنية للزراعة من أجل تشجيع الصادرات التشيلية إلى روسيا، «أن الروس طلبوا منا مساعدتهم على إيجاد مزودين». ويتوقع على المدى القصير أن تزداد المبيعات التشيلية من البطاطس والخوخ أو سمك السلمون. وصرح مدير العلاقات الاقتصادية الدولية في وزارة الخارجية التشيلية اندريس ريبوليدو مؤخراً أن بلاده ترى أيضاً «فرصة» في الحظر الذي فرضته الحكومة الروسية على المنتجات الغذائية الأوروبية والأميركية، لكنه ذكر بأن الأمر «موضوع تجاري بحت» لا صلة له بالسياسة الخارجية. إلى ذلك، أكد ماتياس جارسيا تونون، المنسق العام في غرفة التجارة والصناعة الروسية الأرجنتينية، أن الطلبات الروسية تضاعفت أيضاً في الأرجنتين. وأوضح «لقد تلقينا طلبات عديدة من روسيا خاصة بالنسبة للحمضيات والمنتجات المشتقة من الحليب واللحم، تزايدت المشاورات لأن شبكة التوزيع الروسية الكبيرة ستستبدل منتجات كانت تستوردها من قبل من دول أخرى مثل ألمانيا وإيطاليا وهولندا. هناك فرص غير مسبوقة». وبالنسبة لبعض الدول المنتجة مثل البرازيل يتعلق الأمر بتقوية أسواق موجودة أصلاً. وقد ارتفعت المبادلات بين البلدين إلى ثلاثة مليارات دولار بين يناير ويوليو الماضيين، منها 563 مليوناً فقط لقطاع اللحوم الذي يعد من القطاعات الرئيسية. وفي ما يخص تشيلي تعتبر روسيا سادس زبون لصادراتها من المنتجات الغذائية الزراعية. وبلغت قيمة المبادلات الثنائية في 2013 نحو 2,44 مليار دولار. أما بالنسبة للمكسيك، فإن 1% فقط من صادراتها تتوجه إلى روسيا بحسب أنطونيو جازول سانشيز، من كلية الاقتصاد في جامعة مكسيكو المستقلة، القسم الأكبر منها من اللحوم والجعة ومشروب التيكيلا. ولخص جازول سانشيز الوضع بقوله «الآن تتوفر فرصة لحصول توازن في المبادلات، إن استفدنا من الهوة التي تتسع مع الاتحاد الأوروبي». (ميونيخ وساو باولو ـ أ ف ب، د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©