بروكسل-د ب أ: يمكن اطلاق وصف ''القطار الافعواني'' (لعبة مدن الملاهي التي ترتفع وتنخفض بسرعة وتجري فوق قضبانها الحديدية عربات صغيرة) على العلاقة بين جانبي الاطلسي منذ اعتداءات 11 سبتمبر الارهابية ·2001 وكان تضامن الاتحاد الاوروبي مع الولايات المتحدة في الفترة التي تلت الاعتداءات هو العبارة الطنانة لكن العلاقات بين جانبي الاطلسي صادفت لاحقا وعلى مدى السنوات الخمس الماضية الكثير من العقبات والأوقات العصيبة·
في البداية كانت موجة التعاطف مع أميركا التي اجتاحت أوروبا خريف عام 2001 كبيرة الى درجة ان صحيفة ''لوموند'' الفرنسية خرجت ذات يوم تحت عنوان ''كلنا أميركيون'' فيما وقفت حكومات الاتحاد الاوروبي مع الادارة الاميركية جنبا الى جنب للقيام بمجموعة من التحركات لمواجهة الارهاب في الداخل والخارج حيث ايدت دعمها العسكري الكامل لجهود اطاحة حركة طالبان في أفغانستان ومطاردة قادة ''القاعدة'' وعلى رأسهم أسامة بن لادن·
لكن بعد عام واحد فقط بدأ قسم من الاوروبيين ''يتأفف'' من موقف الرئيس الاميركي جورج بوش المتشدد تجاه العراق· وبينما كانت الصواريخ الاميركية تضرب أهدافا في بغداد في 20 مارس 2003 مؤذنة ببدء حملة اطاحة صدام حسين فإن الولايات المتحدة وحليفين أوروبيين (ألمانيا وفرنسا) اللتين عارضتا الحرب كانا لا يكادان يتحدثان إلى بعضهما البعض·
واتسم الخلاف الطويل بين طرفي الاطلسي الذي تلا ذلك بتوبيخ سياسي من المحافظين الجدد في واشنطن لاوروبا بوصفها القزم السياسي والعسكري وبحديث قادة الاتحاد الاوروبي بشجاعة عن بناء أوروبا بوصفها ''قوة موازنة'' لاميركا· لكن المواجهة خمدت إلى حد كبير في الشهور الاخيرة حيث بدأ بوش وقادة الاتحاد الاوروبي خلال قمة فيينا في يونيو الماضي الكلام عن فتح صفحة جديدة في علاقاتهم المتوترة·
لكن هل يمكن للمرء أن يقول وهو مطمئن أن الامور تعود إلى طبيعتها؟ فقد كشف استطلاع أجرته مؤخرا شركة ''بريتش يوجف'' للبحوث أن نحو 46 % ممن استطلعت آراؤهم يشعرون الآن بأنهم ''أقل أمانا'' مقارنة بما كان عليه الحال قبل هجمات 11 سبتمبر، وأشارت تقديرات نحو 44 % أن ما يسمى بالحرب على الارهاب ربما تستمر لاكثر من 20 عاما·
عدد اليوم
