واجهت إندونيسيا أمس الأول ثورة النار والماء في آن بعد مقتل العشرات بأمواج مد بحري عاتية (تسونامي) ضربت الساحل الغربي لإقليم سومطرة، في نفس الوقت الذي أخلت فيه السلطات 19 ألف شخص أغلبهم من النساء والأطفال بعد ثورة بركان “ميرابي” في جزيرة جاوة.
وأعلن مسؤولون إندونيسيون أمس أن 108 أشخاص لقوا مصرعهم واعتبر 500 آخرون في عداد المفقودين، بعدما دمرت موجات مد بحري عاتية (تسونامي) 10 قرى، إثر وقوع زلزال بقوة 7,5 درجات على مقياس ريختر قبالة سلسة جزر “مينتاواي” مساء الاثنين. وتضم سلسلة “مينتاواي” 70 جزيرة صغيرة، يبلغ عدد سكانها نحو 68 ألف نسمة. وتقع على مسافة 150 كيلومترا قبالة الساحل الغربي من إقليم سومطرة.
وأضاف المسؤولون أنه تم تسجيل العديد من التوابع الزلزالية في الساحل الغربي لإندونيسيا أمس الثلاثاء. وقالت هيئة الأرصاد الجوية والأبحاث الجيوفيزيقية والمناخية إنها سجلت على الأقل 10 توابع زلزالية وصلت قوتها إلى نحو 6,2 درجات على مقياس ريختر بعد ظهر أمس. وأضاف مسؤولون من الهيئة أن سكان العديد من مناطق سومطرة الغربية شعروا بالزلزال، ما أصاب سكان “بادانج” عاصمة الإقليم بالهلع.
وقال موياراتو، رئيس مركز الإغاثة من الأزمات بوزارة الصحة الإندونيسية، إن أمواجاً وصل ارتفاعها 3 أمتار اجتاحت مسافة 600 متر من اليابسة، وجرفت أو دمرت عشرات المنازل بعد دقائق من وقوع الزلزال. وأضاف أن 80% من منازل قرية “بيتومونجا” بجزيرة “باجاي أوتارا” قد دمرت، ما أسفر عن فقدان الكثيرين، ويخشى وفاتهم. كما اعتبر عدد غير محدد أيضاً من سكان قرية “بوسوا” بجزيرة “سيبورا” من المفقودين.
وأكد موياراتو أن عملية البحث عنهم بدأت بالفعل وقد عثر على جثتين.وقال “هارديمانسيا” المسؤول بوحدة إقليم سومطرة لإدارة الكوارث إن عدد المفقودين لا يقل عن 500 شخص معظمهم من النساء والأطفال. وأضاف لم يتمكن كثيرون من الإمساك بأمواج التسونامي التي سحبت أطفالهم أو زوجاتهم، الكثير هنا يبكون. ومن جانبه قال نائب البرلمان المحلي “هيندري” لقناة “مترو. تي. في” إنه تلقى تقريراً يفيد بوفاة 100 شخص، وفقدان أكثر من 480 آخرين عقب الزلزال.
وقال “رونالد” وهو ضابط شرطة من مركز شرطة “سيكاكاب” إن الشرطة المحلية تبحث عن المفقودين وتقيم مراكز طوارئ. وأضاف “نتوقع أن يحتاج الناس لإمدادات غذاء ومأوى. الأمطار تهطل بغزارة والرياح قوية جداً”. ويذكر أن زلزالا قويا بلغت شدته 7,6 درجة على مقياس ريختر ضرب “بادانج” ومناطق مجاورة لها في سبتمبر الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1100 شخص.
وفي جزيرة جاوة ثار بركان “ميرابي” أمس وقذف سحباً من الرماد. وبينما فر المئات مذعورين، أمرت السلطات بإجلاء حوالي 19 ألف شخص يعيشون على سفوح جبل “ميرابي”. وقال “سورونو” مسؤول الإشراف على البراكين “سمعنا 3 انفجارات في الساعة خرجت بعدها سحب من الرماد وصلت لارتفاع 1,5 كيلومتر، وسحباً حرارية على طول منحدرات”. وأضاف “سورونو” “على كل الأشخاص الذين يعيشون في بعض المناطق القريبة من البركان مغادرتها في أسرع وقت ممكن”. وكانت السلطات رفعت مستوى الإنذار إلى حده الأقصى أمس الأول خشية حدوث ثوران وشيك لبركان “ميرابي” الذي يبلغ ارتفاعه 2914 متراً. وبينما أجلي 19 ألفا يعيشون في دائرة قطرها 10 كيلومترات حول فوهة البركان، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، عاد عدد كبير من الرجال معظمهم من المزارعين إلى منازلهم أو رفضوا المغادرة أمس للاهتمام بمواشيهم ومزروعاتهم. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع ضحايا.
ويعد البركان الذي يبعد 26 كيلومتراً شمال مدينة “يوجياكارتا” الكبيرة، هو الأنشط بين البراكين النشطة في إندونيسيا. ويبلغ متوسط دخوله حالة الثوران مرة واحدة كل 4 سنوات. وكانت آخر مرة يثور فيها بشهر يونيو 2006.
عدد اليوم
