الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الصين و «الرؤية الإماراتية»

21 يناير 2012
لا يختلف اثنان على الثقل الذي أصبح يتمتع به الاقتصاد الصيني في العالم كأحد أكبر الاقتصادات وأسرعها نمواً ولربما يتحول إلى الاقتصاد الأول في العالم خلال السنوات المقبلة، فالصين تعيش حالياً مرحلة تحول جذرية ستسهم في تغيير الخارطة الاقتصادية العالمية مستقبلا. وفي خضم التطورات والتغيرات الاقتصادية الهائلة التي يشهدها العالم، تتضح أهمية ما نراه اليوم من تقارب وتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية في المجالات الاقتصادية، والتي تمثلت بجزء منها في الاتفاقيات المتعددة التي تم توقيعها خلال الأيام الأخيرة على هامش زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لدولة الإمارات ولقاءاته بقيادات الدولة، وحضوره لعدد من الفعاليات المهمة، منها القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي، ومؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين بالشارقة. ولعل من بين النقاط المهمة في هذا التقارب بين الجانبين، هو الرؤية العميقة التي تقف وراء العمل على تطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة، ونقلها إلى مرحلة أكثر قوة ومتانة، تلك الرؤية التي تتفق مع ما يراه بعض الخبراء الاقتصاديين العالميين، الذين ينظرون إلى الصين باعتبارها طوقاً للنجاة من انعكاسات الأزمات الاقتصادية التي يعيشها «العالم المتقدم» متمثلا في الولايات المتحدة وأوروبا. وإذا كان ما يراه هؤلاء الخبراء صحيحاً فيما يخص الدور المستقبلي للصين، فإن المطلوب من القوى الاقتصادية العالمية هو العمل على مساندة الصين ومساعدتها في لعب هذا الدور، و«المحافظة» على قوتها الاقتصادية، لتحقيق الاستفادة للاقتصاد العالمي برمته، وهنا يبرز عمق الرؤية التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة في التعامل مع الواقع الاقتصادي الجديد للصين، فبالرغم من أنها قوة اقتصادية عملاقة، إلا أنها تظل بحاجة إلى المساندة والشراكة مع القوى الاقتصادية الأخرى، ومنها الاقتصاد العربي الذي تعد دولة الإمارات جزءا رئيسيا منه كونها ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة. ما يبدو بوضوح، هو أن هذه الرؤية العميقة وبعيدة المدى التي تتبناها دولة الإمارات، ستسهم بشكل فعال في عملية إعادة تشكيل الخارطة الاقتصادية العالمية، وسيكون للاقتصاد الإماراتي والاقتصاد العربي عموما، دور عالمي أكثر قوة وأهمية في الحقبة الاقتصادية القادمة، عبر تعزيز التعاون والتكامل مع القوة الاقتصادية الصينية. اقتصاد الإمارات لم يكن ليصل إلى ما هو عليه اليوم، دون وجود إرادة قوية ورؤية تتسم بالحكمة والقدرة على قراءة المستقبل، وما دامت الخطط والاستراتيجيات التي تتبناها الدولة تقوم على هذه الأسس، فمن المؤكد بأننا نسير نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وإشراقاً في المجالات الاقتصادية المختلفة. hussain.alhamadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©