الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أكثر من شمال أقل من بوصلة» جديد الشاعر سعد سرحان

16 أغسطس 2014 23:55
محمد نجيم (الرباط)ضمن منشورات بيت الشعر في المغرب، أصدر الشاعر المغربي سعد سرحان ديوانه الشعري الجديد «أكثر من شمال، أقل من بوصلة» وهو الديوان الذي يأتي بعد أعمال شعرية سابقة نذكر منها: «حصاد الجذور»، «شكراً لأربعاء قديم»، «نِكاية بحطاب ما »، إضافة إلى كتاب نثري نشره بالإشتراك مع الشاعر ياسين عدنان بعنوان «مُراكش أسرار مُعلنة» ويقع ديوان «أكثر من شمال أقل من بوصلة» في 170 صفحة من الحجم المتوسط زُين بغلاف من إبداعات الفنان والشاعر المغربي عزيز أزغاي. قصائد هذا الديوان لا تختلف كثيرا، في طعمها، عن قصائد دواوين سعد سرحان السابقة، فالشاعر سعد سرحان شاعر مُعتكف في برجه لا يبحث عن الأضواء والشهرة، مُتفرد بصوته وبأدواته الذي يحفر به حفرا عميقا ، فهو يختار نصوصه بكثير من الحذر والريبة، يكتب مسروده الشعري بنفس شذريّ دقيق وصارم وبأقل تكلفة، وبأقل الخسائر. فالشاعر لا يهمه إلا التكثيف والبحث عن اللُّب في داخل جسد اللغة، يكتشف قارات أخرى في عُمق الذات الإنسانية المُنكسرة والمتشظية والمُثقلة بالألم والقروح والأوجاع يراهن في ذلك على مساءلة الزمان والمكان وتحولاتهما بدفق هزلي مُتفرد، يلعب على اللغة والإيقاعات المتكررة المتشظية، وهو في كل ذلك لا يهتم بأصول الصنعة ولا القوالب الفنية، وإنما ينصرف انصرافا إلى معابثة ومشاغبة كل أقانيم القصيدة مثلما لو كان طفلا يخربش رسوما غير مفهومة. لكنها حبلى بالجمال والشاعرية. نصه قريب جدا من الشّذرة وقصيدة الهايكو، هذا الفن الأصعب والقاسي، الذي يُشتت الذهن ويجعلنا نعيد ترتيب أوراقنا أمام واقع الذات والكون، واستشكالات الوجود والزمن المُتسارع والمُتحول. قصائد سعد سرحان في عمله هذا َتنْغرزُ كالإبر في قلب القارئ والمُتلقي لتسلِّمه في الأخير حالة من النشوة واللذة والخدر. . والصفاء وتُشعره أنه أمام قصيدة تطرح التساؤلات الوجودية الصعبة، ولا تنتظر الأجوبة، قصائد تسبح في فضاء الديوان وبياضه مثل سمكات مُلونة، لكنها مُزعجة، قلقة، حائرة، وهذا القلق الشعري الوجودي غير مفصول عن لوعة الذات وتشظيها وأحاسيسها القلقة جراء ما يعتمل في الحياة من سلوكيات بشرية ضد الإنسان وقيمه ومُثله. لذلك فهو شديد الانتقال من تيمة الى تيمة، ومن إيقاع لإيقاع، وربما كان يكتب نثراً أو ما شابه. أو يرسم لوحاته بكلمات ملونة حبلى بالرموز والأسطورة. إنها إنشاد طويل من الصور الفاتنة، التي تشبه ألحان موسيقى تصويرية، لفيلم سينمائي من الزمن البعيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©