الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الحب والخوف في «الحياة في عطلتها» للشاعرة العراقية هنادي جليل

الحب والخوف في «الحياة في عطلتها» للشاعرة العراقية هنادي جليل
17 أغسطس 2014 01:09
محمد عبدالسميع (الشارقة)من الظاهر أن النثر أصبح له سحراً يجتذب مخيلة الشعراء، فهل ذلك يعود لأن شعر النثر أصبح الآن الأكثر تنوعا في التعبير عن إرهاصات الإنسان وحدائق الروح والوجدان، لا سيما باستخدام المفارقات اللغوية، لإثارة الانتباه وتحفيز التفكير والتأمل، واستخدام الصورة المجازية التي تعني الإحساس المرئي؟. هذا السؤال تجيب عليه مجموعة «الحياة في عطلتها» للشاعرة العراقية هنادي جليل، المتضمنة نصوص تعرض إحساسات وانفعالات تجاه أوجه الحياة لتكوين رؤية وموقف، وتأثيث أسس العلاقة بين الشاعر والمحيط وفق هذه الرؤية. . تستهل هنادي مجموعاتها بالقسم الأول تحت عنوان «دفء حياة الصوت» معبرة عن واقع تعيشه وسط حصار وخوف، باحثة عن الأمن والاستقرار، فتقول: «قريب مني/ في قفص المدينة/ اصطحبته في الطريق/ ثم ندخل حديقة/ نزرع بذورا كالجمرات/ أنتظره كل مساء». ورغم المعاناة والخوف إلا أن حواسها الحالمة وآمالها نحو الخلاص تصنع لها بوابة للعبور، محدثة نوعاً من التوتر بين الخيال والواقع وظلت تفترض لحبيبها الطيران بين الظهور والاختفاء. وعندما تتوحد مع الموقف برؤية واحدة هي (أنت- أنا) ثم الربط الصادق بين فعل الحياة وبين الأعماق أي بين المرئي واللامرئي، فهي مازالت تحلم وتعيش الواقع بعزم ومقررة أنها لن تنام حتى تتحقق الحرية والخلاص. تقول: «نفتح الشرفة/ رأينا طيران الملاك/ فطرنا معاً». ثم ترسم الشاعرة لوحة معبرة عن التوحد نتيجتها الكينونة في عالم واحد. فتقول: «هكذا بقينا/ نبصر عالماً واحداً،/ نفيت وحدتي/ أمسكت حياتك،/ ورتبت أوراقك،/ شعاعك ضوء نجمة في قلبي/ هو عالم واحد». وتظل هنادي جليل تبحث عن مفردات تبرز من خلالها مشاهد وأحداث حياتية تواجهها وتحاول التخلص منها، فتتحول إلى شجرة ونهر وغابة تغرد فيها الطيور. صورة جميلة لما تتمناه أن يكون عليه الواقع فتقول: «كيف تتحول العين إلى صور/ والنظرة إلى خيال/ كيف أراقب تحولات الشجرة/ إلى قيثارات وسرير». ثم ركزت على الثنائية في طرحها لخلق إيقاع أكثر مع الحياة، فحولت الطفولة ملاذاً تهرب إليه لعلها تصل في بوحها الشعري إلى القول: «هو يرى الجذر ممتداً إلى أعماق الطرقات،/ هي ترى العمق في وردةٍ بيضاء طافحة/ على شاطئ النهر طفلان يتعاركان/ كملاكين مختلفين بفواتِ العودة إلى البيت». وفي القسم الثاني من المجموعة الذي جاء بعنوان «ما تبقى من الحياة» تناولت الشاعرة ويلات الحرب والدمار، وخرجت من الذات الى الأنا، وعاشت الغربة في أحضان الوطن، فتقول: «الأسماء الغريبة على اللسان/ كحراس غرباء/ على مصاطب الحدائق/ حتى: الحب في بلادنا معجزة». وأخيراً تعبر الشاعرة عن صدمتها في دولة تعتبر الرائدة في الحرية والتحرر وهي أمريكا فتقول: «صدمتي بك عميقة/ عاداتك قديمة/ تصنعين القاتل/ وتأتين لقتله».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©