السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مبيدات بشرية.. وليست حشرية

مبيدات بشرية.. وليست حشرية
17 أغسطس 2014 14:01
? البعض يلجأ للشركات الوهمية بحثاً عن السعر الأقل ? أقراص التبخير خطر داهم على حياة أصحاب المنزل والجيران ? تدوير: 20 شركة على القائمة السوداء بعد انتهاء مهلة توفيق الأوضاع في ظل استمرار الحوادث والإصابات الناجمة عن رش المبيدات الحشرية في البيوت والمناطق السكنية، يصر البعض على الاستعانة بالباعة الجائلين لرش المبيدات الحشرية، وشركات وهمية، لاتراعي أدنى معايير الصحة العامة، معرضين أنفسهم للخطر والإصابة بأمراض قد تكلفهم حياتهم، ووقعت العديد من الوفيات جراء هذه الممارسات التي يعاقب عليها القانون. تحقيق: منى الحمودي مسلسل الموت مازال مستمراً مع عرض الشركات غير المرخصة وبائعي المبيدات الحشرية الجائلين خدمات ومنتجات رخيصة الثمن وغير قانونية تحمل في طياتها الخطر والموت. وقد تسببت الممارسات الخاطئة للمبيدات الحشرية في الآونة الأخيرة في الكثير من حالات التسمم، نتج عنها عدد من الوفيات في مختلف مناطق الدولة، وتوضح الإحصائيات في الدولة وحول العالم أرقاماً متزايدة لأرواح تروح ضحية للجهل والعشوائية في التعامل مع المبيدات الحشرية. ودعت تدوير «مركز إدارة النفايات في أبوظبي» المواطنين والمقيمين إلى عدم التعامل مع الشركات غير المصرح لها بممارسة أنشطة مكافحة الحشرات، ويمثلها الباعة الجائلون الذي يروجون لمبيدات غير مسموح باستخدامها داخل المنازل. ورغم التحذيرات التي تطلقها الجهات الرسمية، وقيام وسائل الإعلام بنشر حالات اختناقات ووفيات ما زال بعض المستهلكين يتعاملون مع الباعة الجائلين والشركات الوهمية في رش منازلهم. مواد سامة يقول حنفي جايل: إن المبيدات الحشرية مواد كيماوية سامة يتم خلطها حتى تعطي مفعولاً قوياً لقتل الحشرات، ولكن غير المختصين «يخلطون الحابل بالنابل»، مع عدم مراعاة سلامة أهل المنزل، فيتم رش المنزل وأخذ المال والفرار من أي مشكلة متوقع حدوثها بعد الرش، ويتسبب معظم هؤلاء بأخطاء قاتلة. كثيرون سقطوا ضحايا لشركات رش المبيدات الحشرية التي ترفع شعار «إبادة الحشرات والقضاء نهائياً عليها، وبلا عودة، في وقت قياسي» مع تنظيف وتعقيم المنزل، وقد ترى الكثير من العائلات التي ترفض رش المنازل خشية تأثيرها على أطفالهم وكبار السن. وأضاف: إن حالات الوفاة والتسمم بسبب رش المبيدات الحشرية، تتطلب تضاعفاً وتشديداً للرقابة والجولات التفتيشية على الشركات، كما يجب توعية جمهور المتعاملين بخطورة المبيدات الحشرية، فالبعض منهم يستنشق رائحتها ويكون ضامناً أنه سوف يسلم كل مرة. وعلى العائلات المتضررة وغير المتضررة في حال رؤيتها لمواد محظورة إبلاغ الجهات المختصة وعدم السكوت حتى لا تتمادى هذه الشركات. وحذر الأهالي من التعامل مع الشركات غير المرخصة أو الباعة الجائلين في رش منازلهم، ففي حال حدوث أي مضاعفات خطرة أو أضرار فإنهم لن يتمكنوا من ملاحقتهم أو معرفة موقعهم لأنهم بالأساس غير مرخصين. شركات متخصصة ولا يتهاون جرير الكعبي في اختيار الشركة المناسبة لرش المبيدات الحشرية وتنظيف المنزل، ولا يسمح للباعة الجائلين بالدخول للمنزل، ويتم الأمر عن طريق شركة متخصصة وذات سمعة، مع الأخذ باحتياطات الأمن والسلامة. وأوضح أن تكرار الحوادث بسبب المبيدات الحشرية غير المرخصة، يتطلب جهداً رقابياً، وتشديد العقاب على الذين يتاجرون بالموت، فحالات التسمم والوفاة بسبب المبيدات الحشرية تكررت باستمرار مما يدعو السكان للقلق من رش الجار لشقته أو منزله، فبعض المواد لها قدرة على التسرب عبر مرواح التهوية وأنابيب الصرف. ولفت إلى ضرورة فرض الرقابة الشديدة على الذين ينشرون إعلاناتهم بمجال المبيدات الحشرية في مداخل الأبنية، وأبواب المنازل والشقق، وفي بعض الجرائد الإعلانية، وتكون أغلبها بلا مقر للشركة، فقط رقم هاتف للتواصل معهم، مما يجعلك تفكر في آلية ترخيص هذه الشركة. وذكر أن بعض الشركات تستخدم أقوى أنواع المبيدات الحشرية والتي في بعض الأحيان تستخدم فقط في المجال الزراعي لمكافحة الحشرات. كما يجب توعية أفراد المجتمع وسكان الشقق خصوصا بآلية التعامل مع هذا النوع من الشركات وأنواع المبيدات المصرح بها، إضافة إلى التأكد من هوية الشركة. شركة رش مبيدات يقول جمال الأنصاري من شركة «سونيك للتنظيف ومكافحة الحشرات»: إنه أكمل سنتين في مجال رش المبيدات الحشرية، ولم تردها أي شكوى من الزبائن الذين تعاملوا معه، بل قام معظمهم بإخبار أقرانهم عنه، حيث تتم مكافحة جميع الحشرات بمادة الجل الفرنسي الأصلي، السائل بلا رائحة، إضافة إلى مواد إيطالية، وجميعها مواد مصرح بها من بلدية أبوظبي. وأضاف: إن مجال رش المبيدات الحشرية حساس جداً، ويحتاج إلى ممارسة بحرفية ومصداقية، لوجود الأطفال، وكبار السن، ومرضى خصوصاً الربو، لذلك يجب أن تكون عملية الرش بمواد آمنة ومعتمدة، مع دقة في الأداء وسرعة في التنفيذ، وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان مغادرة أصحاب المنزل حتى يصبح المكان نقياً وآمناً. وقال: إنه رغم قانونية رخصنا، فإن بعض الأشخاص يتجهون للشركات الوهمية ظناً منهم أن تكلفة رشها أقل، لكن ليس لديهم علم بأن الخسائر أكبر في حال تسمم أحد الأفراد أو الوفاة. تحذير من الباعة الجائلين ويحذر من التعامل مع الباعة الجائلين الذين يطرقون الأبواب عارضين خدماتهم، وقد يستعين البعض بهم من دون التأكد من صلاحية المواد المستخدمة، حيث يوجد الكثير من المواد الخطيرة المحظورة مثل أقراص التبخير، والتي قد تسبب خطراً للجيران، ويجب أن يُترك المنزل أكثر من 24 ساعة بسبب المكونات التي تحتويها وتؤدي إلى الوفاة فوراً. وأصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في 10 يوليو 2012 قراراً بشأن تنظيم تداول مبيدات مكافحة آفات الصحة العامة، والذي أكد أنه «يحظر على أي جهة مزاولة أي عملية من عمليات المكافحة ما لم تكن حاصلة على ترخيص من السلطة المحلية بمزاولة النشاط». ونص القرار رقم 27 لسنة 2012 على أن يشمل نطاق عمل منشآت مكافحة آفات الصحة العامة، مكافحة الحشرات المزعجة الطائرة منها والزاحفة الضارة بالصحة العامة والناقلة للأمراض، مثل الذباب والبعوض والصراصير وغيرها، إضافة إلى مكافحة القوارض وآفات المنتجات المخزنة. ويتعين على جميع المنشآت العاملة في مجال مكافحة آفات الصحة العامة الالتزام باستخدام المبيدات المسجلة في سجلات وزارة البيئة والمياه، ويحظر عليها استخدام أي مبيد محظور أو غير مسجل، كما يحظر عليها استيراد، أو تداول أي صنف من أصناف مبيدات آفات الصحة العامة، إلا بعد تسجيلها في الوزارة، ويعتبر كل مبيد مغشوشاً إذا خالف البيانات المدونة في الملصق المحلي على العبوة. وعلى المنشآت المستوردة للمبيدات المقيدة والمسجلة لدى الوزارة إرسال كشف دوري للإدارة المختصة بالمبيدات التي تم صرفها للمنشآت العاملة في مجال مكافحة آفات الصحة العامة في الدولة، والالتزام بالقرارات والتعميمات التي تصدرها الوزارة بشأن استيراد المبيدات أو توزيعها أو تخزينها أو الاتجار فيها أو التعامل معها، وعدم خلط مبيدات آفات الصحة العامة عند الاستعمال. المبيدات الحشرية أوضح المهندس محمد محمود المرزوقي مدير إدارة مشاريع مكافحة آفات الصحة العامة في مركز إدارة النفايات في أبوظبي، أن المبيدات الحشرية تنقسم إلى فئتين، وهي المبيدات الزراعية التي تعد الأكثر سمية بين المبيدات، وتشمل المركبات الفوسفورية العضوية والفوسفيدات، وكلاهما يمكن أن يسبب التسمم الحاد وحتى الموت في البشر والحيوانات الداجنة. والفئة الثانية هي مبيدات الصحة العامة يمكن استعمالها في المنازل مثل البيريثرويد؛ وذلك لأنها تشل حركة الحشرات وفي الوقت نفسه فهي ذات سمية منخفضة في الثدييات ومقارنة مع الفئات الأخرى من المبيدات الحشرية، فهي أقل تأثيراً في البيئة؛ وذلك لأنها تتحلل بسرعة، وهي الأكثر استعمالاً في المنازل والحدائق. مناشدة ناشد المهندس محمد المرزوقي أفراد المجتمع عدم التعامل مع أي نوع من المبيدات الحشرية، والتأكد من ترخيص شركات مكافحة آفات الصحة العامة، والاتصال بمركز اتصال حكومة أبوظبي على الرقم 800555، أو مركز أبوظبي لإدارة النفايات - إدارة مشاريع مكافحة آفات الصحة العامة على الرقم 8185555 - 02 لطلب الخدمة أو الاستفسار عن وضع أي شركة مكافحة الحشرات. 8 شكاوى تتعلق بعدم فاعلية المبيدات أوضح المهندس محمد محمود المرزوقي، مدير إدارة مشاريع مكافحة آفات الصحة العامة في مركز إدارة النفايات في أبوظبي، أن المركز خلال العام الماضي 2013 تلقى (5) شكاوى والعام الجاري 2014 (3) شكاوى بحق شركات مكافحة آفات الصحة العامة المرخصة تتعلق بعدم فاعلية المبيدات، وقد تم التحقيق وتبين عدم التزام العميل بتعليمات الشركة من ناحية تنظيف وإزالة المخلفات من الموقع، بالإضافة إلى قيام بعض العملاء بغسل الموقع الذي تمت معالجته مباشرة. وذكر المرزوقي أن عدد حالات الوفاة خلال السنوات الخمس الماضية بسبب المبيدات الحشرية بلغ 4 حالات بحسب تقرير هيئة الصحة أبوظبي، لافتاً إلى العقوبات التي يتم إصدارها بحق المخالفين في حال ثبوت أن الشركة المرخصة أخلت بأحد شروط الترخيص أو التعامل مع المبيدات، حيث يتم التحقيق معها وفي بعض الحالات يتم إغلاق المنشأة لحين تحسين أوضاعها. أما فيما يتعلق بالشركات الوهمية أو الباعة الجائلين، يتم إبلاغ جهات الاختصاص في شرطة أبوظبي أو دائرة التنمية الاقتصادية، لاتخاذ الإجراءات القانونية. وأضاف: تعمل «تدوير» جاهدة على توفير إحصاءات دقيقة بخصوص عدد الشركات العاملة في مجال مكافحة آفات الصحة العامة في إمارة أبوظبي، حيث إن العديد من الشركات تقوم بهذا النشاط كجزء من أعمالها، خصوصاً شركات النظافة وشركات صيانة المباني، مشيراً إلى أن الهدف من هذا النظام، هو حصر عدد الشركات العاملة في هذا المجال وتأهيلها والتأكد من توفيرها للاشتراطات الضرورية. كما ضبطت «تدوير» بالتنسيق مع عدة جهات مثل شرطة أبوظبي ودائرة التنمية الاقتصادية والبلديات الشركات غير المرخصة والباعة الجائلين، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم للتخلص من المشاكل والتحديات التي تواجه الإدارة بالنسبة لاتجاه بعض أفراد المجتمع إلى شركات تستخدم مبيدات غير مرخصة. حماية العاملين يشترط أن تتوافر في مخازن المبيدات معدات الأمان الضرورية كالكمامات والأقنعة الواقية لحماية الوجه والعيون والقفازات والأحذية المناسبة والملابس الخارجية الواقية للعاملين في المخزن، مع توفير مستلزمات حماية للمخزن، ويجب أن تكون حوائط المبنى من مواد غير قابلة للاشتعال، وأن تكون جدرانه مغطاة بمادة ملساء عازلة للسوائل، مثل «السيراميك»، كما يشترط في المخازن أن تتوافر فيها لوحات إرشادية مثبتة في مكان بارز تسهل رؤيتها تحمل عبارات وصوراً تحذيرية مثل «مبيدات خطرة وسامة.. ممنوع التدخين والأكل والشرب»، وغيرها، بجانب تزويد مخازن المبيدات بحوض غسيل مزود بصنبور ماء بارد وساخن وصابون ومناشف ورقية. ويحظر استخدام مخازن المبيدات لأي أغراض أخرى غير المخصصة لإنشائها، ويمنع استخدام أجهزة التدفئة ووسائل الإنارة الكهربية القوية التي قد تكون سبباً لاشتعال الحرائق، إضافة إلى توضيح أرقام الطوارئ وهواتف الإسعاف وإدارة الدفاع المدني في المخزن. معايير الشركات يتطلب من شركات المبيدات الحشرية الالتزام بحزمة من الاشتراطات والمعايير الواجب توفرها للقيام باعمالها، حيث إن تأهيل الشركات يعتمد على توافر عدة معايير، كما ورد في قرار مجلس الوزراء رقم 27 لسنة 2012 بشأن تداول مبيدات آفات الصحة العامة، مثل وجود مشرف فني متخصص بمكافحة الآفات، أو تخصص صحة عامة ذو خبرة للإشراف على فريق العمل مباشرة وتوجيه العمالة الفنية المدربة لاستخدام المبيدات بالطريقة الصحيحة وحسب معدلات الاستخدام المسموح بها.وتتطلب عملية التأهيل تتطلب توفير مخازن خاصة لحفظ المبيدات والمعدات والآليات المستخدمة بطريقة آمنة، وتوفير سيارات مجهزة لنقل المبيدات بشكل منفصل عن العمالة لحماية فريق العمل من هذه المبيدات السامة في حال تعرض السيارة لأي حادث أو في حال انسكاب المبيدات خارج العبوات الخاصة بها. المبيدات الممنوعة وحول أنواع المبيدات الحشرية، والمصرح به والممنوع استخدامه، أوضح المهندس محمد المرزوقي أن هناك قائمة من المبيدات المرخصة من وزارة البيئة والمياه، ولكن المشكلة تكمن في قيام أشخاص غير مؤهلين باستخدامها، وعدم معرفتهم بنسب الخلط أو يقومون باستخدام مبيدات لغير الأغراض المرخصة لها، مثال ذلك مبيد فوسفيد الألومنيوم، حيث يعتبر من المواد السامة والقاتلة، إذا استخدم داخل المنازل بغرض القضاء على الحشرات، حيث يتفاعل هذا المبيد مع الرطوبة ويطلق غاز «الفوسفين» الذي قد ينتج عن استنشاقه حالات تسمم ووفاة. ورغم التحذيرات التي تطلقها الجهات الرسمية وقيام بعض الجرائد الرسمية بنشر حالات اختناقات ووفيات، إلا أن بعض المستهلكين يتعاملون مع الباعة الجائلين أو الشركات الوهمية. وقال إن «فوسفيد الألمنيوم» عادة ما يكون على شكل أقراص رمادية اللون ولا تستخدم إلا في مجالات محددة، ومن أفراد مختصين ومرخصين لاستخدامها وممارسة أنشطة المكافحة بالتبخير. وتم التصريح لهذا المبيد من قبل وزارة البيئة والمياه، تحت بند المبيدات الزراعية مقيدة الاستخدام، أي يجب استخدامها من الفنيين المختصين والمدربين ويستخدم فقط لمكافحة آفات الحبوب المخزونة مثل الأرز والقمح والشعير وما في حكمها، ويتم استخدامه أيضاً في مكافحة سوسة النخيل، ويحظر تماماً في كل المنازل. التوعية أكد المرزوقي الدور التوعوي والحملات التي يقوم بها مركز إدارة النفايات للحد من انتشار المبيدات الحشرية غير المصرح بها، حيث قام المركز بحملات توعية عدة، ومازالت الحملات مستمرة لتوعية الجمهور بعدم التعامل مع الشركات غير المرخصة من خلال الندوات والمعارض والملتقيات، بالإضافة إلى نشرها رسائل تحذيرية بعدم التعامل مع الأشخاص غير المؤهلين والاتصال مباشرة مع المركز. 35 شركة تحمل تصاريح أشار مركز إدارة النفايات في أبوظبي «تدوير» إلى أن عدد شركات مكافحة آفات الصحة العامة المسجلة بلغ 35 شركة حاصلة على تصاريح دائمة بحكم التزامها بجميع الاشتراطات التي وضعها المركز، و54 شركة منحت موافقات مبدئية لتعديل أوضاعها، و20 شركة تم وضعها على القائمة السوداء بالتعاون مع دائرة التنمية الاقتصادية لعدم استيفائها شروط الترخيص بعد إعطائها مهلة 90 يوماً لتعديل وضعها القانوني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©