الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن: الحرية والديموقراطية تهزمان الإرهاب على المدى الطويل

6 سبتمبر 2006 01:03
واشنطن-وكالات الانباء: أكد البيت الأبيض أمس أنه رغم تحقيق الولايات المتحدة تقدما جوهريا في الحرب على الإرهاب فمازالت هناك تحديات خطيرة ماثلة يجب مواجهتها للقضاء على هذا التهديد· وقال تقرير إنه رغم أن أميركا صارت أكثر أمنا فنحن لسنا آمنين تماما فالعدو مازال متربصا ونحن نواجه تحديات خطيرة في الداخل وفي الخارج· وأصدر البيت الأبيض التقرير في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس جورج بوش لإلقاء كلمة اليوم عن الحرب على الإرهاب في إطار سلسلة تتزامن مع الذكرى الخامسة لهجمات 11 سبتمبر· وقال التقرير ''حققنا تقدما جوهريا في تفكيك شبكة القاعدة منذ الهجمات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن وفي قتل أو اعتقال القيادات المهمة والقضاء على الملاذات الامنة وقطع خطوط الاسناد القائمة''· وشدد التقرير أيضا على أهمية نشر الحرية والديمقراطية باعتبارهما ضروريين لهزيمة الإرهاب على المدى الطويل· واستفاد بوش من خوف الاميركيين بعد اعتداءات 11 سبتمبر، مؤكدا باستمرار انه واصدقاءه الجمهوريين وخلافا للديموقراطيين يرون الوقائع على حقيقتها منذ وقوع هذه الهجمات· لكن هذه الرؤية لم تعد تلك التي يشاطرها كل الاميركيين، حيث تشير استطلاعات الرأي قبل نحو شهرين على انتخابات الكونجرس الى ان الاميركيين اصبحوا يعتقدون ان التهديد الارهابي يجب الا ينسيهم الامور الاخرى· وجاء في افتتاحية ''نيويورك تايمز'' قبل ثلاثة اسابيع من إحياء ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر الاثنين المقبل ''اصبحنا نعرف اليوم نتائج المشروع الاخير للبيت الابيض لاستغلال الارهاب لغايات سياسية''· وقد اظهرت ردود على الصحافة في الايام الماضية ان بوش لم يتراجع عن هدفه، معتبرا ان واجبه هو حماية الاميركيين وهذه المعركة تتم في كل مكان الولايات المتحدة والعراق او حتى لبنان· وحين سأله صحافي ما اذا حان الوقت لتغيير الاستراتيجية في العراق الذي اصبح على شفير حرب اهلية، رد بوش انه اذا انسحب الاميركيون من العراق قبل انجاز المهمة ''فان الارهايين سيلاحقوننا الى هنا''· وحولت اعتداءات 11 سبتمبر مسار رئاسة كانت في مستهلها حيث اعلن بوش مساء اليوم نفسه أن البلاد في حالة حرب ضد الارهاب واصبح منذ ذلك الحين وبحسب عباراته الخاصة ''رئيس فترة حرب''· ووضعت السياسة الخارجية للولايات المتحدة والى حد ما السياسة الداخلية تحت شعار ''الحرب العالمية ضد الارهاب''· وضرورات النصر على الارهابيين سيستخدمها بوش والجمهوريون لمواجهة الديموقراطيين في الانتخابات البرلمانية التي تجري في 7 نوفمبر وتجنب نهاية صعبة لولاية الرئيس، وهي تبرر ايضا للبيت الابيض التدخل في العراق واعتقال ''مقاتلين اعداء'' في جوانتانامو وانشاء محاكم استثنائية او حتى اعطاء الادارة صلاحيات تلاقي اعتراضات من اجل مكافحة الارهاب· وقد جعل الديموقراطيون من النكسات في العراق حيث قتل اكثر من 2600 جندي اميركي، حجتهم الرئيسية في الحملة الانتخابية ونددوا بالخلط بين الحرب في العراق و''الحرب ضد الارهاب''· وسأل احد الصحافيين الرئيس قبل ايام ''ما علاقة العراق بالحرب ضد الارهاب''، ورد بوش ''لا شيء انما الدرس من 11 سبتمبر هو:'' واجهوا التهديدات قبل ان تصبح ملموسة''· لكن حملة الديموقراطيين يبدو انها اتت بثمارها، فقد اظهر استطلاع للرأي اجري لحساب ''نيويورك تايمز'' وشبكة ''سي بي اس'' في نهاية اغسطس انه ليس فقط 53% من الاميركيين يعتقدون ان شن الحرب كان خطأ وانما 51% لا يرون اي علاقة بين هذه الحرب والحرب ضد الارهاب· وبين فترة ما بعد 11 سبتمبر مباشرة واليوم تراجعت شعبية بوش من حوالى 90% في ما اعتبر رقما قياسيا منذ ولاية فرانكلين روزفلت (1933-1945) بحسب معهد جالوب الى اقل من 40%· واقر بوش بوجود الكثير من الاشخاص الذين يقولون ''فلننسحب'' لكنه اضاف ''انهم على خطأ''· وقال في اغسطس بعدما اعلن قاض ان عمليات التنصت التي جرت بدون تفويض قضائي مخالفة للدستور ''اولئك الذين يرحبون بهذا القرار لا يفهمون بكل بساطة طبيعة العالم الذي نعيش فيه''· واذا كان العالم وقف غداة 11 سبتمبر صفا واحدا وراء الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب، الا ان هذا الاجماع تبخر بعد خمس سنوات واصبحت السياسة الخارجية الاميركية تواجه صعوبات على كل الجبهات· وقال المسؤول السابق في البيت الابيض ووزارة الخارجية جيمس دوبينز الخبير في الشرق الاوسط ''بعد خمس سنوات من اعتداءات 11 سبتمبر نجحت الدبلوماسية الاميركية في عزل الولايات المتحدة بدل عزل الارهابيين''· وقدمت الولايات المتحدة تشكيل حكومة ديموقراطية في افغانستان في خريف 2001 على انها الانتصار الاول لتحالف واسع كان يفترض ان ينجز الامر نفسه في العراق وايران وفي النزاع الفلسطيني الاسرائيلي· لكن حكومة الرئيس حميد كرزاي لم تتمكن من وضع حد للهجمات المتكررة لحركة طالبان وانصار تنظيم القاعدة وذلك رغم انتشار عدد كبير من قوات حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة في افغانستان· اما العراق فهو بحسب اختلاف الاراء على حافة الحرب الاهلية او انه انزلق اليها، مع اعتداءات يومية واعمال عنف طائفية تتسبب بسقوط العديد من القتلى، وذلك بعد ثلاث سنوات من سقوط نظام صدام حسين· ودخلت ايران التي عزز موقفها النفوذ المتزايد لحلفائها في المنطقة في صراع قوة مع الغرب حول ملفها النووي· كما تصاعد اخيرا التوتر بين اسرائيل والدول العربية بعد النزاع في لبنان وغياب اي تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين· وفي ظل هذا المشهد الدبلوماسي القاتم، تجد ادارة بوش نفسها معزولة اكثر فاكثر· وتسبب تفردها في التعاطي مع الامور في افقادها دعم بعض حلفائها، كما ان هذه العزلة تحد من قدرتها على التاثير· ورات جوليان سميث من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ''ان التحالف الدولي الذي نشأ بعد 11 سبتمبر بدأ ينهار وهو في حاجة ماسة الى تقويته''· واضافت ان قرار الحكومة الاميركية توجيه سياستها الخارجية عبر منظار الحرب على الارهاب، ادى الى سلسلة اعمال متسرعة وعدائية· وقال الخبير في الشؤون الايرانية وفي منع الانتشار النووي جون ولفستال ''بدأ الرئيس وحكومته عبر اقامة ربط بين الحرب على الارهاب والحرب في العراق واجتياح افغانستان باعادة تكوين الشرق الاوسط في مجمله وقد اطلق ذلك شرارة امور كثيرة نرى انعكاساتها الآن من ارتفاع اسعار النفط، الى انعدام الاستقرار، وتمسك ايران ببرنامجها النووي اكثر من اي وقت مضى''· وراى زبغنيو بريجنسكي مستشار الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر بين 1977 و1981 ان انصار التشدد في حكومة بوش استغلوا الاثر العاطفي الذي تركته اعتداءات 11 سبتمبر لادخال اميركا في سياسة مغامرة وفئوية مدمرة، واضاف ان الحرب على الارهاب والكراهية الهستيرية للاسلام وتضخيم التهديد الارهابي واعلان العراق جبهة مركزية لمكافحة الارهاب وتخلي الولايات المتحدة عن دورها كوسيط في الشرق الاوسط كل ذلك اساء الى المصالح الاميركية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©