الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدب الحرب العراقية

27 أكتوبر 2010 20:46
وصلت الحرب العراقية إلى حدود بلادنا عبر منفذ جديد آخر هو الأدب، لا سيما الروايات وأدب السيرة الموجه إلى القراء دون سن العشرين. ففي رواية الكاتبة "دانا راينهاردت" المعنونة بـ "أشياء يعرفها الأخ" يُصارع صبي مراهق من أجل التكيف والتعامل مع اضطرابات القلق التي يعانيها شقيقه المحارب القديم العائد من الحرب. أما في رواية "باد" المتوقع صدورها في شهر يناير المقبل، لمؤلفها "تم ثارب" تحاول صبية دون العشرين فهم ما تعنيه الشجاعة في مواجهة المشاكل والاضطرابات النفسية التي يعانيها أخوها العائد من العراق للتو. وعلى حد الكاتبة "باتريشيا ماكورميك" التي صدرت روايتها "القلب الأرجواني" في خريف العام الماضي، وقد تناولت قصة جندي مقاتل أصيب بهوس موت مواطن عراقي مدني، فإن في وسع هذه الروايات أن تشجع الشباب من الجنسين على مناقشة أقرانهم حول معنى أن يكون أحدهم ذلك الشخص الذي ينتظر بفارغ الصبر تلك الرسالة الإلكترونية، أو يخشى تلك المكالمة الهاتفية التي ربما تحمل إليه خبراً محزناً مفاجئاً في أي وقت. أما رايان سميثسون -البالغ من العمر الآن 25 عاماً- فقد صدرت مذكراته "أشباح الحرب" في عام 2009، وكان طالباً في المرحلة المتوسطة عندما أطاح الإرهابيون ببرجي مركز التجارة العالمي. والتحق بالخدمة العسكرية وهو في سن السابعة عشرة وأرسل إلى العراق ولم يزل في التاسعة عشرة من العمر. وعلى حد قوله، فإن طلاب الثانوية العليا اليوم، كانوا في الصف الدراسي الثاني أو الثالث الابتدائي عندما وقعت هجمات 11 سبتمبر. ولذلك فقد شبوا معها وهم لا يزالون يحاولون فهم ما حدث بالضبط عندما كانوا في تلك السن. ويجدر بالذكر أن الروائيين يستقون إلهامهم الأدبي من أشخاص حقيقيين يسيرون ويعيشون بينهم بلحمهم ودمهم. فقد عثرت الروائية "راينهاردت" على حبكتها الروائية من خلال استماعها لحوارات مسجلة أجريت مع بعض أمهات قدامى المحاربين الذين يعانون اضطرابات نفسية عادوا بها من ساحات الحرب. تقول الكاتبة في شرح تلك الحبكة: لقد حاولت أن أتخيل ما يمكن أن يحدث للعائلة كلها. فماذا لو كان من يواجه هذه الاضطرابات أخ أصغر سناً، وما الأثر الذي يمكن أن تتركه عليه اضطرابات شقيقه الأكبر، وبأي شكل ولأي مستوى يمكن أن تؤثر هذه الاضطرابات على العلاقة بين الأخوين؟ وأوضحت "راينهاردت" أنها أرادت أن تكتب قصة جيدة، ولكن يمكن لهذه القصة أن تعطي كل واحد من الشباب والشابات القراء انطباعاً بأن للقصة علاقة به على نحو ما. أما "تم ثارب" فقد التقط خيوط روايته من قدامى المحاربين الذين يعانون متلازمات صدمة ما بعد الحرب، وكان قد التقاهم بـ"كلية روز" بولاية أوكلاهوما، التي يعمل بها أستاذاً. وعلى حد قوله: فلم تعد خيوط هذه الروايات تلتقط من المفكرات القديمة المهجورة. وكان "ثارب" قد خطط في بداية الأمر لكتابة عمل روائي تدور أحداثه في ساحات الحرب العالمية الأولى في الأساس. لكنه عدل عن تلك الخطة عندما وجد أمامه قدامى محاربين عائدين من العراق، فقرر التعامل معهم مباشرة. وفي حين لم تنجح غالبية هذه الكتب في الانضمام إلى قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في أميركا، فقد ازدادت شعبيتها وإقبال الطلاب عليها إلى درجة تم إدخالها في مناهج المرحلتين المتوسطة والثانوية العليا. ومن رأي "ماكورميك" أن الصراع لا يزال طويلاً قبل أن تصل مثل هذه المؤلفات إلى حجم مبيعات الروايات الأكثر مبيعاً وشهرة. ولكن أتيحت لـ"ماكورميك" زيارة عشرات المدارس التي تحدث فيها مباشرة إلى الطلاب حول المواضيع التي تناولتها روايته، مثلما أتيحت الفرصة نفسها لزميله "ثارب". وعلى حد قول "ماكورميك": "فإن لروايتي وأمثالها من كتابات الآخرين، عمراً أطول في الصفوف الدراسية من أن تنتشر عبر موقع بارنس آند نوبل". كارول ميموت محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©