الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أبناء يحاربون أباهم في ساحات القضاء

6 سبتمبر 2006 01:10
حمد الكعبي: الأبناء يقفون أمام أبيهم في المحاكم بدرجاتها الثلاث ليقطعوه ويحرموه من المساعدة بـ''حكم القانون''! ويقابلوا الحب والعطاء بالجحود والنكران· بعد 63 عاما تعب الأب وهده المرض وداهمت قلبه جلطة من هول الصدمة، لم يكن يتخيل الأب ''المفجوع'' بعد أن أمضى حياته في تربية الأبناء وتعليمهم في الجامعات حتى تخرجوا وحصلوا على شهادات عليا ووظائف مرموقة، الطبيب والمحامي والمعيد في الجامعة والمدرس الذي يربي الأجيال ان يكونوا خصمه في أروقة المحاكم لأنه تزوج من سيدة أخرى وطلق أمهم بعد خلافات عائلية استحالت معها الحياة، ''يحارب'' الأبناء الأب في ساحات القضاء، المحكمة الابتدائية أيدت حق الأب في الحصول على مساعدة من أبنائه، والاستئناف أيدت أيضا حكم الابتدائية، ولكن نقض الأبناء الحكم في المحكمة العليا التي نظرت في القضية من حيث ''اجراءات التقاضي'' وحكمت باعادة الدعوى إلى محكمة الاستئناف التي كانت أصدرت حكما بحق الأب في المساعدة، وطالبت المحكمة العليا التي قبلت الحكم المطعون فيه ''شكلا'' في حكمها بالنظر مجددا في الدعوى أمام الاستئناف ولكن بهيئة مغايرة · الواقعة مؤلمة وقاسية·· ولكنها ليست الوحيدة من الأبناء العاقين لآبائهم وأمهاتهم في زمن تجمدت فيه العواطف وتيبست الدماء في العروق، الأبناء الذين يبارون أباهم العجوز في ساحات المحاكم خسروا كثيرا عندما خالفوا نواميس الطبيعة والدين (فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما· واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) لقد خسر الأبناء كثيرا لمجرد وقوفهم أمام أبيهم في أروقة المحاكم ولم يتذكروا الوقوف أمام الحاكم العادل رب العالمين في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، فالولد وما يملك لأبيه، والأب لم يخرج عن الشرع عندما تزوج من امرأة ثانية فهذا حق من حقوقه الشرعية ولو كان الأب غنيا لجاء الأبناء إليه مباركين مهللين· ولكن الفقر والحاجة والمرض هي التي دفعت الأب للجوء إلى القضاء ليأخذ حقه الشرعي من أبنائه· طلب ''الشايب'' من أبنائه أن يخصصوا له جزءا بسيطا من رواتبهم يصل إلى 500 درهم من كل واحد شهريا بعد ان أرهقته الديون ومطالبة البنوك ولا يتبقى له من راتبه سوى 1500 درهم يصرف منها ''الشايب'' على أمه -جدة الأولاد- الذين استأنفوا الأحكام مرتين وحاولوا أن يقلبوا الحكم على أبيهم والزموه بدفع مبلغ 2000 درهم أتعاب محاماة (···)هنا لابد أن نذكر هؤلاء الأبناء الذين يرفلون في ''السعادة'' ''كما تدين تدان''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©