رنا سرحان (بيروت) - اختتمت منذ أيام، مهرجانات ذوق مكايل الدولية بلبنان، فعالياتها بليلة ساحرة أحياها مغني الأوبرا الإسباني خوسيه كاريراس أمام أكثر من ألفي شخص، وسطع صوته الذهبي في أرجاء المسرح الروماني في مدينة ذوق مكايل، مستضيفاً إلى جانبه السوبرانو الأميركية البنغالية الأصل مونيكا يونوس، منشدين الحب والحلم في ختام مهرجانها السنوي.
60 عازفا
ورافقت كاريراس ويونس الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية، بقيادة دافيد خيمينيث والتي ضمت نحو 60 عازفاً، من بينهم أكثر من 40 على الآلات الوترية من كمان وفيولونسيل وكونتروباص، وتوزع نحو 18 عازفاً على الآلات النفخية فلوت وترومبيت، وعازفين على الإيقاع.
وقسم برنامج الحفل الى قسمين أساسيين، ولكن نزولاً عند رغبة الجمهور وهتافاته وتصفيقه، كان هناك فصل ثالث قد عكس كرم المغني الكبير الذي قدم أغنيتين منفردتين وكذلك فعلت يونس، وأغنيتين مشتركتين مع ضيفته السوبرانو، من بينهما “لا دونا اي موبيليه”.
في ختام “مهرجانات الذوق” أطلّ كاريراس على المدرج الروماني في واحدة من أبهى اطلالاته، ولم تكن ليلة عادية تلك التي جمعته مجدداً بجمهوره اللبناني بعد لقائه سابقاً في “مهرجانات بيت الدين” و”مهرجانات بعلبك”. وبعد زحمة متوقعة للوصول إلى المدرج، بدأ الغناء بحضور شخصيات سياسية وفنية، تقدمها السفير الأسترالي والسفيرة الأميركية، إلى جانب جمهور عريض ملأ المدرج على اتساعه ومن كل جوانبه.. ورافقته في الحفل السوبرانو يونوس التي تتمتع بشهرة كبيرة في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بحضور ومشاركة الاوركسترا الوطنية الفيلهارمونية بقيادة دافيد خيمينيز كاريراس ابن شقيق التينور كاريراس.
وإذ بدأ الحفل بافتتاحية اوركسترالية من أجواء أعمال جورج بيزيه، دخل كاريراس إلى المنصة مفتتحاً بغناء “اولتيما كانزوني” من أعمال فرنشيسكو توسني و”بيتشي” من فرانشيسكو بينينو.
أما السوبرانو مونيكا، فقد سحرت كذلك الجمهور منذ اطلالتها الأولى مع أغنية “اريد ان أعيش”، وهي مقتطفة من المسرحية الغنائية “روميو وجولييت” لشارل جونود.
أجواء ساحرة عبقت المدرج الذي حضن الآلاف وقد تفاعلوا مع صوت كاريراس وأعماله الساحرة، منها “روسو بيل تو امور” من جوزف ريباس و”الحلم المستحيل” من مسرحية “رجل المانشا” لميتش ليش.
وبعد الاستراحة تفاعل الحضور بقوة الأداء الذي بدا جلياً مع “باسيوني” و”فوريا”، وصولاً إلى “حلاق إشبيليا” في مقتطفات رائعة، منها غنى كاريراس بالإسبانية وقليلاً بالفرنسية والإنجليزية، إلا أن سحر الصوت لم يكن يتوقف عند لغة أو كلمة، وسجل كاريراس بحضوره البهي وصوته الساحر بريقاً جديداً على سجله الحافل وأطلق في فضاء الذوق الذي سهر بكل ناسه على حلم صوته العذب لحناً أوبرالياً تسجل في القلب والذاكرة.
أحب لبنان
واشتهر كاريراس بأدائه لأعمال فيردي وبوتشيني، بالإضافة إلى كونه أحد التينور الثلاثة The 3 tenors، وسبق وقد شارك في مهرجانات بعلبك الدولية، إلى جانب الديفا الأميركية جيسي نورمان، وفي مهرجانات بيت الدين أيضاً، فقد عبر عن سعادته لوجوده في لبنان، في حين عبرت السوبرانو الأميركية البنجالية الأصل مونيكا يونوس عن سعادتها الغامرة بهذه المشاركة، إلى جانب الفنان الأول في عالم موسيقى الأوبرا، خاصة أن الحفل في مكان مميز جداً في لبنان، وأحست أن الناس يستمتعون بالموسيقى وهم لا يفهمون اللغة التي تتكلمها، لأن ذلك دليل على ما تصفه دائماً بأن الموسيقى لغة عالمية.
وختمت يونس “أحب لبنان، وهذه زيارتي الثالثة إلى هذا البلد الجميل، وأصبحت أشعر بأنه بلدي، إضافة إلى أن مصمم الأزياء المفضل لدي والذي أرتدي من تصاميمه هو المصمم اللبناني جورج شقرا”.
عدد اليوم
