إعداد - أيمن جمعة:
تتجمع في الافق نذر مواجهة حادة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بسبب اصرار واشنطن القوي على زيادة سطوة الصين وثلاثة اقتصادات ناشئة أخرى داخل صندوق النقد الدولي، وهو ما ترى دول القارة العجوز انه سيكون على حساب ثقلها على الساحة الاقتصادية الدولية·
ويبدو ان الامور تسير حسب الرغبة الاميركية· فقد أعلن رودريجو راتو المدير العام لصندوق النقد أن مجلس ادارة الصندوق اقترح بالفعل زيادة حصص التصويت الخاصة بالصين وكوريا الجنوبية والمكسيك وتركيا في المنظمة وذلك في اطار جهود لادخال اصلاحات عميقة على آليات صنع القرار في الصندوق الذي يلعب دورا حاسما في مواجهة الازمات المالية العالمية منذ الحرب العالمية الثانية· ومن المقرر البت بشكل نهائي في الاقتراح خلال اجتماع مجلس حكام الصندوق الذي تستضيفه سنغافورة يومي 19 و20 سبتمبر· يأمل مؤيدو الاقتراح ان يتم اجراء التصحيح على مرحلتين، تقضي الأولى بتصحيح للحالات الأكثر وضوحاً ثم إصلاح أوسع للدول التي ترى أنها غير ممثلة بشكل كاف·
خطوة أولى
وترى الادارة الاميركية ان الوقت قد حان لتعديل اوضاع الصندوق الذي تصفه بانه ''كان يغط في النوم'' بينما الاقتصاد العالمي يتغير، ومن ثم فانها تتطلع لخطوة أولى تعطي المزيد من صلاحيات التصويت للقوى الاقتصادية الناشئة التي أصبح من حقها الحصول على مزيد من النفوذ· ويقول المراقبون ''الاقتراح يعني ببساطة اعادة تحديد وزن كل دولة داخل المؤسسة طبقا لاهميتها الفعلية في الاقتصاد العالمي· فالاقتصاد الصيني يعادل مثلي حجم اقتصاد بلجيكا وهولندا مجتمعين، ومع ذلك فان حصة الصين التصويتية أكبر بقليل من حصة هولندا التي تزيد إلى حد كبير عن حصة الهند· وبينما يمثل اقتصاد كوريا الجنوبية ضعف اقتصاد بلجيكا، فان حصة التصويت لسول تعادل ثلث حصة بروكسل·''
ويرفض بعض صقور الكونجرس رفع نفوذ الصين في صندوق النقد، لكن الادارة الاميركية ترى ان مثل هذه الخطوة ستجعل للصندوق نفوذا اكبر على الصين في السياسات النقدية والمالية وخاصة ما يتعلق بسعر صرف اليوان· ويقول تيموثي ادامز وكيل وزارة الخزانة الاميركية للشؤون الدولية ''نعتقد ان رفع حصة الصين في الصندوق سيجعلها تشعر بالتزام اكبر ازاء مهمة الصندوق والتوازن العالمي·''
الدول النامية
وتصف صحيفة ''وول ستريت جورنال'' هذه التعديلات بانها تعني ان صندوق النقد في طريقه لاعطاء دور أكبر في ادارته للدول النامية ممثلة في الدول الاربع التي سيزيد نفوذها في تحديد الدول التي تحصل على قروض من الصندوق، والاجراءات الاقتصادية التي يتحتم عليها اتخاذها حتى تكون مؤهلة لذلك· ويبدو ان وجهة النظر هذه تحظى بتأييد راتو الذي قال إنه في حالة المضي قدما في الاقتراح فانه لن ''يصحح سوى ثلث حالات التمثيل الضعيف الكثيرة·· هناك دول اخرى كثيرة ممثلة بشكل غير كاف في الصندوق· الجميع يعرفون ان حقوق التصويت والحصص لا تتطابق مع واقع الاقتصاد العالمي''· ومثار الجدل هنا ليس في الاصلاح في حد ذاته بل في ان هذه الخطوة لن تكون على حساب نفوذ وهيمنة العم سام بل الدول الاوروبية· وتنتقد الدول الاوروبية الصغيرة الاقتراح قائلة ان توزيع حصص التصويت لا يتعين ان يكون مرهونا بحجم الناتج المحلي الاجمالي، كما انتقدت سعي اميركا في الوقت نفسه للاحتفاظ بحصة تؤهلها لعرقلة القرارات الحاسمة في الصندوق·
وتقول صحيفة ''نيويورك تايمز'' في تقرير ''اجمالا فان اوروبا سوف تفقد جانبا من مكانتها لصالح اسيا والولايات المتحدة·'' ونقلت الصحيفة عن ادامز وكيل وزارة الخزانة الاميركية قوله ''كثير من دول العالم غير ممثلة جيدا في صندوق النقد، ونحن نضغط على الصندوق للقيام بتغييرات جذرية لمهامه الاساسية وكذا آلية عمله·''
عدد اليوم
