الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عجلان القبيسي أتقن لغة الأرقام رغم حلمه بالعمل الدبلوماسي

عجلان القبيسي أتقن لغة الأرقام رغم حلمه بالعمل الدبلوماسي
31 يوليو 2011 20:58
ترعرع في العين إحدى أجمل الواحات، والتي لها تاريخ موغل في القدم حسب البعثات الأثرية التي اكتشفت العديد من المواقع التي تعود إلى عصور بعيدة، كما أنها تحظى باهتمام خاص من حكومة أبوظبي. إنه عجلان بن أحمد بن هامل القبيسي مدير عام المصرف المركزي في العين، أحد أهل العين الذين اشتهروا بالمجالس التي يكثر فيها الذكر والطب الشعبي، وقراءة القرآن، وفي الوقت ذاته كان من بينهم من يذهب له الأهل بأبنائهم في الكتاتيب من أجل تعلم القراءة والكتابة، والبعض منهم كان يعلم الصغار الحساب البسيط. في عام 1965 ولد عجلان القبيسي، وعندما كبر الطفل إلى مرحلة الفهم وجد أباه يعمل موظفاً في معسكر شركة للنفط، وخلال تلك الفترة من الستينيات عمل في أبوظبي التي كانت وقتها عبارة عن فرجان أو حارات صغيرة، وهناك الفرضة وهي تعني الميناء التي ترسو عندها السفن الصغيرة الخاصة بالصيد أو السفن الخاصة بالسفر للتجارة ونقل المواطنين إلى الدول المجاورة. الأخ الأكبر يذكر عجلان أن والده كان يقرأ ويكتب دون أن تكون هناك مدرسة واحدة عند الجيل الذي ينتمي إلى عمر اؤلئك الذين عاشوا قبل ولادة القبيسي، ويعد عجلان أكبر أخوته وفي عام 1964، انتقل إلى العين وأصبح مديراً في شركة خاصة أيضا، وكان منزل العائلة ويوجد بالقرب من السوق القديم، وسرعان ما وجد عجلان أصدقاء له في المنطقة ومنهم عبدالله سالم الظاهري وجمعة بن نخيرة الظاهري. عندما ذهب الأهل به للتسجيل في المدرسة كان يشعر بالخوف، وذلك لأنه يقبل على مرحلة جديدة لا يعرف ماذا تخفي، وما الذي ينتظره كل يوم، ويشرح ذلك الشعور قائلا إنه التحق بمدرسة النهيانية، ورغم أن ذلك كان يعني له وقتها عدم الاستقرار لكنه وجد الكثير من التشجيع من والديه، مشيداً باهتمام الحكومة وقتها بالتعليم والتأسيس لنهضة كبرى. ويتذكر أن حكومة أبوظبي كانت تصرف لهم ملابس وتغذية وعلاجا تشجيعا منها للأهالي، لأن غالبهم من البسطاء الذين كان الرجل منهم يعتمد على أبنائه في كسب الرزق من الزراعة أو غيرها من المهن التي تشتهر بها المنطقة، لكنهم بعد أن دخل أبناؤهم المدارس، أصبحوا يطمحون في أن يكتسب أبناؤهم العلم، لأن المغفور له بإذن الله تعالي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان يبعث بشخصيات معروفة تمثل شخصه إلى القبائل لحثهم على إتاحة الفرصة للأبناء من أجل أن يكملوا تعليمهم. فترة الخمسينيات والستينيات وقال عجلان بن هامل القبيسي إن بعض الرجال بعد أن بلغ أبناؤهم مرحلة نهاية الابتدائية أو الإعدادية لم يمانعوا في أن يتسرب الأبناء من المدارس من أجل الانضمام إلى الوظائف التي كانت متاحة، خاصة أن الإمارة بدأت للتو في المشاريع التنموية عند الخمسينيات والستينيات، ولذلك فإن من يحمل شهادة الابتدائية أو الإعدادية كان مثل من يحمل الثانوية العامة والجامعية اليوم. بعد المرحلة الإعدادية انضم عجلان مع مجموعة من الطلبة إلى المعهد العلمي الإسلامي الثانوي، وهو يجمع بين المواد العلمية والمواد الإسلامية، مثل الفقه والتفسير والأحاديث وكثيراً ما سمع عجلان وزملاؤه التشجيع والتحفيز من المعلمين، وكان هو من ذلك النوع الذي لم ينشغل بأي أمر إلا دراسته، خاصة أن والده يوفر له كافة احتياجاته وكل المتطلبات الحياتية، لكن في بعض الأحيان كان يذهب للعب كرة القدم خارج منزلهم مع أصحابه من أبناء الجيران. وفي الإجازات انضم إلى الدورات العسكرية التي كانت تتاح في الشرطة وفي الجيش، والبعض من الطلبة تحمس كثيراً خلال الدورات الصيفية لدرجة أنهم ما أن حصلوا على الشهادة الثانوية حتى دخلوا الجيش جنودا يسعون لحفظ وصون الوطن والذود عنه، ولكن أيضاً عجلان تخلف عن التسجيل في الجامعة في ذات الفترة التي تلت حصوله على الشهادة، وذلك بسبب السفر المفاجئ له كمرافق لعلاج مريض خارج الدولة. وفي 1976-1977 سافر عجلان القبيسي إلى المملكة الأردنية الهاشمية لدراسة إدارة الأعمال، وخلال تلك الفترة أعلن عن فتح باب الدراسة في جامعة الإمارات في العين، فقرر أن يترك الدراسة في الأردن ويعود للعين فهي مهوى قلبه مسقط رأسه والجامعة ستكون قريبة منه وتحقق غاياته. سجل ضمن أول دفعة من طلبة الإمارات ومن زملائة معالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير دولة الإمارات حالياً في جمهورية مصر العربية، حيث درس إدارة أعمال وعلوم سياسة وكان التخرج في عام 1981، ويذكر أنه عندما كان في الفصل الأخير طلب منهم ديوان الخدمة المدنية أن يكتب كل طالب المكان الذي يرغب في العمل من خلاله، وكانت رغبته أن يكون من كوادر وزارة الخارجية. ثم قدم للعمل في المصرف المركزي، وفي ذلك الوقت كان الشيخ محمد بن سلطان الظاهري يعمل نائبا للمحافظ، وقد حظي الجميع باستقبال كبير، وكيف لا وهم أول دفعة من مواطني الدولة ومن حملة الشهادات، يقبلون على العمل ضمن المجال المصرفي. في ثاني يوم من التقدم للوظيفة تم التعيين في المصرف المركزي في إمارة أبوظبي، وكانت مهمته العمل في دائرة التدقيق وبعد أقل من سنة طلب الانتقال إلى فرع العين، وتم تعيينه رئيساً للقسم وتدرج في العمل حتى وصل إلى مساعد مدير، ثم انتقل للعمل في المقر الرئيسي في أبوظبي، ليكلف بإدارة شؤون الموظفين لمدة عامين، وبعد انتهاء مهتمه عاد إلى مدينة العين، ليعمل مديراً للمصرف. وذكر عجلان بن أحمد بن هامل بأنه كان قد وضع خطة عندما أصبح مديرا وهي أن ينفذ برنامجا لتدريب الخريجين الجدد في داخل الدولة وخارجها، فهو يؤمن أن الشهادة وحدها لا تقدم موظفاً مستعداً للبدء في العمل، وربما يبقى لفترة طويلة ربما تمتد لشهور كي يصبح مؤهلا، وفي الوقت ذات يتم الإنفاق عليه ويكلف المؤسسة التي يعمل بها من أجل أن يتدرب. يعد عجلان ممن تم تدريبهم في دورات مصرفية منها في البنك المركزي البريطاني ثم في إيرلندا وأميركا ، وذلك من أجل أن يتلقى المعلومات والخبرات ولتطوير وسائل الاتصال في المصرف المركزي، ومابين الوظيفة والتدريب لم يترك نفسه دون أن يكمل يؤسس أسرة، حيث تزوج عام 1982، لأنه يؤمن أن الاستقرار الاجتماعي يشكل مرفأ ينطلق من خلاله الإنسان لتحقيق أهدافه، كما أنه يؤمن أن الأبناء يجب أن يكونوا أفضل من الآباء. فضل الوالدين للوالدين في حياته مساحة كبيرة ومقدسة، ومثلما كانوا ذات يوم صابرين من أجل أبنائهم فإن على الأبناء أن يخفضوا أجنحة الذل للوالدين، وأن على كل رجل أنهي دراستة أو لم ينهها وحصل على وظيفة، أن يتذكر أن الوالدين إحدهما أو كلاهما كان أحد أهم الأسباب من بعد الله سبحانه وتعالى، في أن يكون رجلا أو إنسانا سواء كان ذكرا أو أنثى، وأنهما تحملا المشاق وتجرعا الصبر وحرما ربما نفسيهما من “اللقمة” من أجل أن يقدمها أحدهما له عندما كان صغيرا. لذلك من المهم أن يكون هناك جزء كبير من وقته للوالدين، من خلال محاولة أن يستقر معهما لأنهما البركة وإن لم يستطع عليه أن لا يجعل يوما واحدا يمر دون أن يزورهما ويجلس معهما ويقضي لهما حوائجهما، ولذا هناك تواصل دائم وتام مابينه وبين معظم الأهل والأقارب، لأنه يرغب في أن يشب أبناؤه على خطاه، بل أن يكونوا أفضل منه في جميع شؤون حياتهم. أنت إماراتي؟ من أهم الذكريات التي لا ينساها عجلان بن أحمد بن هامل القبيسي مدير عام المصرف المركزي في العين، عندما ذهب في زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية مع أسرته وأبنائه، وقد قضى وقتا طويلا كي يملأ الاستمارات الخاصة بالدخول، وبعد ذلك انتظروا وقتاً طويلا وفيما هم يعتريهم التعب، شاهدوا رجلا أميركياً يلوح بكفه وكأنه ينادي عليهم، وكان أحد موظفي الجوازات في المطار. وعندما وصل عجلان إلى الموظف، فوجئ بالرجل يحتضنه ويقول له أنت إماراتي.. أنت إماراتي، فقال نعم فرد عليه الأميركي: انكم أهل دولة محبة وكريمة وذات عادات رائعة ونحن نحبكم رغم أن الكثيرين منا لم يروا الإمارات حتى الآن.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©