السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«طلاب السمالية» رحلة إلى أعماقالبحر.. والتاريخ

«طلاب السمالية» رحلة إلى أعماقالبحر.. والتاريخ
27 يوليو 2015 22:04
أشرف جمعة (أبوظبي) سنوات عمره المديدة ومعرفته العميقة بأدق تفاصيل الحياة البحرية في الإمارات جعلته يتوسط مجلسه الذي يحضره الكبار والصغار في جزيرة السمالية ، حيث اعتاد حبثور الرميثي أن يتحدث بحماس عن قصص واقعية من حياة البحارة وصيد اللؤلؤ، لكنه أفاض في الحديث عن طرق الصيد التقليدية وكيفية صناعة الشباك وعمليات فلق المحار وهو ما شكل ورشة ممتعة ضمن فعاليات الملتقى الصيفي في جزيرة السمالية في أسبوعه الأخير، إذ مثلت الفعاليات أول أمس في رحاب الجزيرة رحلة في أعماق الموروث الشعبي والغوص في درر البيئة البحرية بكل ما تحفل به من مفارقات عجيبة وما تكتنزه من أسرار لا تزال تحتفظ بمكنونها رغم تعاقب الأيام والسنون. محبة الموروث ويقول مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات سعيد علي المناعي: «شكلت جزيرة السمالية أمس الأول رحلة تراثية بامتياز ، إذ كانت ملتقى رحب لطلاب المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات حيث جمعت أبناء هذه المراكز على محبة الموروث الشعبي وفتحت أمامهم آفاقاً واسعة للتعرف إلى الحياة البحرية في الماضي والتي تعد سجلاً زاخراً بالعطاء وواحة مضيئة عبر الأيام والسنين تستمد منها الأجيال قيما رشيدة وتلهمهم في الوقت نفسه، وهو ما جعل جزيرة السمالية بما تمتلك من مقومات طبيعية وبيئة خصبة مشغلا حيا للتفاعل مع العادات الأصيلة ومن ثم تلمس خطى الأجداد لافتاً إلى أن البيئة البحرية من ضمن المكونات الرئيسية للموروث الشعبي الإماراتي حيث عمل الآباء والأجداد في البحر وصنعوا مراكبهم بأنفسهم وشباك الصيد وابتكروا طرق الغوص التي أضحت بمرور السنوات طرقاً تقليدية لكنها لم تفقد نكهتها وما انطوت عليه من أسرار عجيبة تحفز الطلاب على تأمل خيوط هذه البيئة بأسلوب عملي حيث تعددت مشاركات الناشئة والشباب. أهازيج شعبية وأوضح أن الدور التربوي الذي يقوم به النادي مميز ونوعي، خصوصاً تزويد المشاركين في البرامج التراثية التي تعزز مفهوم الهوية الوطنية في نفوس المشاركين من الناشئة والشباب وتؤكد على التفافهم حول القيادة الحكيمة، من خلال جملة من النشاطات والبرامج والشراكات التي حرصنا على تكوينها مع عديد من الجهات الوطنية في الدولة، وبخاصة الأرشيف الوطني التابع لوزارة شؤون الرئاسة، حيث قدموا للمشاركين في الملتقى مجموعة من البرامج التي تؤكد على أهمية المواطنة الفاعلة والهوية والانتماء، إلى جانب الأنشطة التي يقدمها الحدث ذات الصلة بالتراث البحري والبري والعادات والتقاليد والأهازيج الشعبية والرياضات التراثية المختلفة، ما كان سببا في هذا الاقبال غير المسبوق على أنشطة الملتقى وقضاء عطلة مدرسية مثالية. ويضيف:أن كل الإنجازات التي تحققت من خلال ملتقيات السمالية كانت بسبب الدعم الكبير والدائم الذي يقدمه سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات للمشاركين، في إطار حرصه الدائم واهتمامه بالموروث الشعبي بوجه عام وبنشاطات الملتقى بوجه خاص، حيث يتطور الحدث في كل دورة تطورا لافتا. واختتم المناعي تصريحه بالاشارة إلى تواصل فعاليات ونشاطات إدارة الأنشطة بعد ختام الملتقى اعتبارا من مطلع أغسطس المقبل، بالتركيز على نشاطات الفرق المتخصصة مثل فرق السباحة، الفروسية، الشراع الحديث والتقليدي، التجديف، اليولة، الألعاب الشعبية، تمهيدا للمشاركة في عديد البطولات والمنافسات المحلية والعربية. أصول التجديف وإلى ذلك يقول مدير مركز أبوظبي أحمد مرشد الرميثي: «جرت الفعاليات في جزيرة السمالية أمس الأول في الوجهة البحرية حيث تحفز طلاب المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات لمغامرة المراكب التراثية القديمة التي اصطحبتهم في رحلة داخلية حول المياه المحيطة بالجزيرة ،فضلاً عن أنهم تعلموا أصول التجديف لافتاً إلى أن هذا النشاط كان الهدف منه أن يعيشوا حياة البحارة قديماً وأن يتعرفوا على حياة البحر ويرى أن ملتقى السمالية أصبح الوجهة المحببة للطلاب فهو يجمع ما بين الترفيه والموروث الشعبي فضلاَ عن أنشطته الكثيرة التي تجعل من العطلة الصيفية واحة ظليلة من التعاون والتفاعل». ويذكر الرميثي أن الملتقى يركز على مجموعة أهداف أهمها: تعريف الناشئة والشباب المشاركين بمفهوم الهوية الوطنية ومكوناتها والأخطار والتحديات التي تواجهها واستراتيجيات حمايتها، وكذلك ترسيخ الأحاسيس والمشاعر الوطنية لدى الطلبة وتبصيرهم بواجبات المواطنة تجاه الوطن، وعبر الرميثي عن تقديره للنجاح الكبير الذي حققه الملتقى في دورة هذا العام التي وصفها بالنوعية نظرا لتنوع البرامج وزيادة حجم المشاركة عن العام الماضي واهتمام أولياء أمور الطلبة بالحضور والمشاركة والاطلاع على البرامج المقدمة لأبنائهم. بيئة خصبة للتفاعل مع العادات وتلمس خطى الأجداد الفعاليات جمعت الأبناء على محبة الموروث الشعبي سعيد المناعي ورشة اللؤلؤ تجمع عدد من الطلاب ومحبي التراث حول ورشة عن الصيد باللؤلؤ التي أدارها ببراعة المستشار التراثي في نادي ترا ث الإمارات حبثور الرميثي الذي بيّن أنه يقدم للمشاركين ورشة بحرية خاصة بصناعة شباك الصيد والقراقير وطريقة فلق المحار واستخراج اللؤلؤ. ويقول: «لمست اهتماماً كبيراً من المشاركين للتعرف إلى أدوات الصيد والغوص، وكل ما يتعلق بحياة المجتمع البحري في الإمارات حيث انتظمت في الورشة منذ انطلاق الملتقى وفي حضور أكثر من 500 طالب من الأعمار كافة». إضافة حقيقية من ضمن المشاركين الطالب حمد المزروعي الذي يبلغ من العمر 10 سنوات ويبين أنه استمتع كثيراً بالفعاليات التي أطلعت الطلاب على تاريخ الأجداد مشيراً إلى منذ انطلاق ملتقى السمالية وهو يحرص على الحضور لمشاركة زملائه البرامج والفعاليات ويرى المزروعي أن الملتقى إضافة حقيقية وأنه يبعث روحاً جديداً في الناشئة والشباب وأنه يمثل مركزاً مهماً في التعريف بثقافة الموروث الشعبي. جولة بحرية كان الأسبوع الثاني من الملتقى قد افتتح في الواجهة البحرية بجملة من النشاطات والورش التدريبية والسفينة التراثية، حيث استمتع المشاركون بجولة بحرية جابت منطقة مياه جزيرة السمالية، حيث أطلعهم عدد من النواخذة المرافقين لهم في الرحلة على الأدوات البحرية المختلفة، وتعريفهم بطريقة عيش وحياة البحارة في مجتمع الإمارات قديما، تلا ذلك فتح الميادين أمام المشاركين لممارسة رياضات الفروسية والهجن والرماية التقليدية والسباحة، الشراع التقليدي والرملي والتجديف، وجملة من النشاطات الرياضية مثل الألعاب المائية وكرة القدم ونشاطات ترفيهية متنوعة. وشهد يوم أمس الأول مسابقة التجديف ( الير ) ونشاطات الميادين. وتشهد جزيرة السمالية اليوم الثلاثاء برنامجا واسعا تتصدره مسابقة الشراع التقليدي ونشاطات مخصصة للمنتسبات للمراكز النسائية، وفعاليات لمركز العين التابع للنادي، ويشهد يوم غد الأربعاء برامج رياضية وألعابا مائية ونشاطات الميادين، فيما يختتم الملتقى بنشاطات تراثية في العادات والتقاليد ومسابقة شد الحبل لجميع طلبة المراكز ومن ثم تكريم جميع الفائزين في ختام الحدث الذي استقطب خلال أسبوعين نحو 1000 طالب وطالبة بالاضافة إلى زيارات الوفود، وبعض المؤسسات ذات الصلة بثقافة التراث والشباب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©