الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يا باغي الخير أقبل

31 يوليو 2011 21:03
أطل علينا - معشر المسلمين - شهر مبارك كريم، إنه شهر رمضان المعظم، شهر جمع الله فيه كلمتنا، وألف بين قلوبنا، أنزل الله فيه كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، هداية للعالمين وبيانا للحق ودعوة إلى الخير، فضائله كثيرة وخيراته علينا عميمة، فعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَرَضَ اللَّهُ صِيَامَهُ وَجَعَلَ قِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا فَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِخِصْلَةٍ مِنَ الْـخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فَمَا سِوَاهُ وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ وَهُوَ شَهْرُ الْـمُوَاسَاةِ وَهُوَ شَهْرٌ يُزَادُ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ فِيهِ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ لَيْسَ كُلُّنَا يَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ قَالَ يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَـمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ وَسَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لاَ يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ” (صحيح ابن خزيمة) أطل علينا شهر التنافس في مضمار الخير والرغبة في التغيير نحو الصلاح والاستقامة والاكتمال الخلقي، هيأ الله تعالى فيه لعباده سبل القرب إليه، وسخر نواميسه لإسعاد خلقه بحكمته وهدايته، يقول صلى الله عليه وسلم: “إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ مَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَّانِ فَلَمْ يُغْلَقُ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ. (ابن ماجة) لبى كثير من أهل الخير نداء ربهم فنصبوا الخيام في كل مكان، ومدوا موائد الإفطار لإيواء ضيوف الرحمان، وإنه لمشهد يباهي به الله ملائكته، تتجلى فيه أسمى معاني التضامن والمواساة، وازدانت بيوت الله تعالى بحلل الجلال والإيمان والصلوات والمسامرات والدروس والندوات. فهنيئاً لمن وعى حقيقة الصيام وفهم أسراره ومقاصده واتخذه منطلقاً لتغيير حياته، بالإقبال على فعل الخيرات والانتهاء عن سيئ الأخلاق والعادات، توق مستمر نحو الاستقامة والسمو الروحي والأخلاقي والعمل الصالح لتجسيد معاني الاستخلاف وعمارة الأرض بالجد والكدح، مصداقا لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) “انشقاق، 6” فكم توالت كرامات رمضان على المؤمنين، وكم ظهرت بركاته مع الزمن، وكم تجدد فيه من نوافل الخير على المسلمين في كل زمان ومكان. د. سالم بن نصيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©