السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرس القيم والحوار البناء مع الأبناء أساس الأسرة المتماسكة

غرس القيم والحوار البناء مع الأبناء أساس الأسرة المتماسكة
31 يوليو 2011 21:04
حديث الصغير يكشف عن الطريقة التي يحب التعامل معها، ويلمح إلى الأسلوب الذي يفضله في التعامل، والذي يتلخص بالتدليل وتلبية الرغبات وتجنب العقاب مهما كانت الأسباب المؤدية إليه، في الوقت الذي لا يوافق آباء وخبراء على هذا الأسلوب التربوي الذي سيترك آثارا وخيمة على شخصية الطفل في المستقبل. غضب عبدالرحمن محمد (10 سنوات) من معلمة الرياضيات وأعلن أنه لا يحبها، ولن يسامحها لأنها عاقبته عندما لم يتمكن من عمل الواجب، ووصفها بالـ”همجية”، فيما هو يحب أمه لأنها “حنونة”، وتنفذ كل ما يرغب به دائما فهي، وفقه، تود أن يكون سعيدا. كما أنه سيخصص ربع وقته في المستقبل لزوجته وأولاده حيث أنه قسم يومه إلى أربعة أجزاء؛ الأول لعمله في الهندسة، والثاني للرسم، والثالث للكرة. أساليب تربوية عن جانب الآباء والأمهات وطريقة تعاملهم مع أولادهم، فقد تنوعت وتباينت بين الزجر والنهر، والمناقشة والاستماع، وكذلك بين التدليل المفرط، والحزم الشديد، كلٌٌ حسب قناعاته ومستواه الفكري، والاجتماعي والتعليمي. قال هاشم الكتبي (38 سنة)، موظف حكومي، وأب لخمسة أبناء في مراحل التعليم المختلفة، إن التربية الدينية وترسيخ القيم الإسلامية هي صمام الأمان للأبناء، خاصة في ظل التعدد الثقافي الذي يعيشه المجتمع الإماراتي نتيجة وجود عشرات الجنسيات على أرضه، وكل منها له معتقداته وأفكاره، التي قد لا تتناسب مع قيم المجتمع ومعتقداته. وشدد الكتبي على أن الاسترشاد بما قاله الرسول الكريم وصحبه في مجال التعامل مع الأبناء، يعد الأسلوب الأمثل في التربية. وأوضح أن اتباع هذا الأسلوب يستلزم الاستماع إلى الأبناء ومعرفة أفكارهم، وتدعيم الجيد منها ونبذ السيئ، لافتا إلى أهمية القدوة الحسنة داخل المنزل في صنع أجيال واعية تتسم بسلوكيات إيجابية من حيث الصدق والثقة في الذات والاعتماد عليها، وعدم التأثر بالآخر إلا في الجوانب الإيجابية، وذلك يستدعي تخصيص وقت مناسب للجلوس إلى الأبناء والاطلاع على أحوالهم عن قرب، منوها إلى أن ذلك لا يتم فقط عبر معرفة نتائجهم المدرسية، ولا بمجرد الاستماع عن أحوالهم من الأم، وإنما يكون بالمتابعة والإشراف المستمر من الأبوين لكل ما يتعلق بأبنائهم، والذي يتطلب أيضا الذهاب إلى مدارسهم لمتابعة سلوكهم داخل المدرسة والاطلاع على وضعهم الأكاديمي بشكل مباشر. من جانبه، ذكر المهندس علاء مارديني (39 سنة)، أب لطفلين، إن تربية الأبناء تحتاج إلى تركيز غير عادي، نظراً للوتيرة المتسارعة للزمن وما يقدمه من مستجدات، تتطلب من الآباء أن يكونوا على علم بها، ومن أجل تحقيق التواصل الناجح مع أبنائهم، وتكوين علاقة قوية معهم، غير أنه مع ضغوط الحياة المستمرة، يضطر أحد الوالدين إلى استخدام الشدة والحزم مع أبنائه، والتي قد تتطور إلى حد غير مقبول من الضرب التأديبي غير المؤذي ولا المهين. ولم ينكر مارديني أنه كان يستخدم هذا الأسلوب أحياناً مع ابنه، غير أنه مع مرور الزمن واكتسابه القدرة على التعامل مع الأطفال بشكل مرن، وأيضاً من خلال قراءة كتب تربية، عدل تماماً عن استخدام الشدة، وحينما يشعر أن الابن ارتكب ما يستوجب العقاب، يتناقــش مع والدته من أجل استخدام الأسلوب الأمثل في التعامل مع ابنهما، سواء في حالات العقاب، أو في تقديم المكافآت والهدايا عندما يقوم بعمل مفيد مثل، النجاح بدرجات عالية، أو القيام بسلوكيات طيبة. وحول طريقة تعامله مع ابنته التي ما تزال في مرحلة الطفولة المبكرة، فإنه يسعى في هذه الفترة بمشاركة الأم إلى توفير أجواء أسرية مريحة، وأيضاً المداعبة والملاطفة بقدر المستطاع، على أن تبدأ عملية التقويم الحقيقي لاحقاً عندما تصبح الطفلة قادرة على استيعاب النصائح والتوجيهات. ساعات العمل وأوضح مارديني أن ساعات العمل الطويلة قد تشغله عن قضاء الكثير من الأوقات مع أبنائه، غير أنه يحاول تعويض ذلك بقضاء أطول فترة معهم في نهاية الأسبوع ومصاحبتهم في نزهات خارجية، واعترف بأنها أوقات غير كافية للجلوس معهم ومناقشتهم في كل شيء، إلا أنها ضغوط الحياة والعمل، والتي يسعى الجميع، إلى تحقيق المعادلة الصعبة فيها من خلال تحقيق التوازن بين الاهتمام بالأسرة والنجاح في العمل. قالت حنان محمد عبدالله (25 سنة)، وهي في مرحلة الاستعداد للزواج، إنها تعتقد أن أفضل أساليب التعامل مع الأبناء هي المعتمدة على أسس علمية، يمكن التعرف عليها من خلال الكتب المتخصصة، كما يمكن الاستعانة أيضاً بخبرات ونصائح، الأبوين، كونهما خاضا تجارب كثيرة ويستطيعان المساعدة بالمعلومات المفيدة، كما أن لديهما مخزونا من القيم والمبادئ الإيجابية الأصيلة وغير المكتسبة من الفضائيات. هدى نعمة (31 سنة)، تعمل في مجال الترجمة، ومتزوجة ولديها طفلتان، أوضحت أن تربية البنات تحتاج إلى جهد خاص، بسبب الانفتاح التي تعيشه مجتمعاتنا على كل الأصعدة بسبب الفضائيات وثورة الاتصالات والإنترنت، ولذلك تحرص وقبل أن تكبر بناتها أن تصاحبهما، وتحاول تعريفهما بالعالم المحيط، بشكل سلس وبسيط، وغرس مبادئ الثواب والعقاب، في حالة القيام بعمل جيد، أو ارتكاب خطأ ما، كما تعمل على مراقبة ما تشاهدانه عبر شاشات التلفزيون، والتقليل من وقت مشاهدتهما لقنوات الأغاني خاصة أنها أصبحت أكثر جرأة في ما تعرضه خلال السنوات الأخيرة. أما عن الشدة والحزم كأساليب للتربية، نفت أنها ستستخدم أي منهما في معاملة ابنتيها حتى في حالات ارتكاب الخطأ، لأنها أساليب قديمة وأثبتت فشلها، بل أنها تؤتي نتائج عكسية، وتجعل الأبناء يلجأون إلى سلوكيات أخرى خطيرة، مشددة على أن المناقشة والإقناع، وكذلك الصداقة هي أفضل أساليب التربية وخصوصاً للبنات، بحيث تكون الأم الملاذ الآمن لهن. وفيما يتعلق بالوقت الذي تقضيه مع أبنائها، بينت أنها تقضي وقتاً مناسباً معهم، على الرغم من أن ذلك يأتي على حساب صحتها وبذل كثير من الجهد، لأنها تعود من عملها يومياً في الخامسة وتسارع بإنجاز بعض الأعمال المنزلية، ثم تجلس إليهما وتشاركهما بعض الألعاب، إلى أن يحين وقت النوم. وقالت إحسان الغريب (45 سنة)، معلمة وأم لأربعة أبناء تتراوح أعمارهم بين 3 و17 عاماً، إن أساليب التربية الحديثة أصبحت متشعبة نتيجة وجود مصادر كثيرة للتربية والتوجيه، سواء في المدرسة أو البيت أو الأصدقاء وحتى شبكة الإنترنت والتليفزيون، معتبرة أن أفضلها الالتزام بالقواعد الدينية، والتي تحث على غرس القيم الدينية لدى الأبناء. ولفتت إلى أنها تحرص على تشغيل القنوات الدينية المخصصة للأطفال بشكل يومي في المنزل، وأيضاً تشجعهم على الذهاب إلى المسجد، وتقدم لهم محفزات وهدايا عندما يحفظون سورا من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة. وحول كيفية التعامل مع الأسئلة التي يطرحها أبناؤها، قالت الغريب إنها تسعى إلى الإجابة عنها وتبسيطها بقدر المستطاع بما يتناسب مع عقولهم وشغفهم لمعرفة كل جديد. وبالنسبة للوقت الذي تقضيه معهم، ذكرت أنه وقت كاف بالقياس إلى الكثيرين غيرها، لأنها تعود إلى منزلها في الثالثة، ولذلك فهناك متسع من الوقت للجلوس إلى أبنائها، غير أن الأب لا تتوفر له هذه الإمكانية نظراً لظروف عمله، وهي تتغلب على هذه الفجوة، من خلال إبلاغه بشكل دوري في عن كل ما يتعلق بالأبناء، وسلوكياتهم، وكذلك موقفهم الدراسي، مشيرة إلى أن نهاية الأسبوع هي الفرصة الوحيدة التي يكون فيها متسع من الوقت ليجتمع فيها كل أفراد الأسرة، يعوضون فيها انشغالات العمل والدراسة طوال أيام الأسبوع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©