الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«هواوي» الصينية هل تكون فريسة «الأمن الإلكتروني»؟

«هواوي» الصينية هل تكون فريسة «الأمن الإلكتروني»؟
20 يناير 2013 15:27
إذا كنت أحد عشاق التكنولوجيا الحديثة بمنتجاتها الكثيرة والمتنوعة، وكنت على علم وإدراك كاملين بالتطور الذي يحدث فيها، وكم الشركات المتزايدة التي تطل علينا بمنتجاتها الجديدة والحصرية، بدايةً من الشركات الأميركية والكندية والكورية والتايوانية والأوروبية. فقد تكون لاحظت مؤخراً توافر أجهزة ومنتجات جديدة، من شركة ليست جديدة، هي الصينية هواوي. ويكفي أن تأخذ جولة سريعة في المتاجر التكنولوجية المتخصصة، لتجد منتجات هذه الشركة من هواتف وكمبيوترات لوحية ذكية، تزاحم غيرها من المنتجات والأجهزة التقنية، وتنافسها ليس فقط بالمواصفات والميزات، بل وبالأسعار القليلة التي تناسب جميع الفئات. يعيش العالم اليوم تطوراً سريعاً لم يعشه من قبل، وخصوصاً فيما يتعلق بالمنتجات التكنولوجية الحديثة وخصوصا الذكية والهجينة. هذا التطور السريع رافقه العديد من الحملات المؤيدة والمناهضة، المرتبطة بالسياسات الوقائية والمزاعم الأمنية التي تبنتها العديد من الدول مؤخراً، بحجة حماية حقوق الملكية والحفاظ على الأمن الإلكتروني في مناطقها. الهيمنة التكنولوجية هناك أسئلة مهمة وكثيرة تراود العديد من مستخدمي التكنولوجيا الحديثة، تتعلق بمدى هيمنة بعض الدول على التكنولوجيا الذكية، وتأثير هذه الهيمنة على الشركات التكنولوجية الأجنبية التي تسوق لمنتجاتها بداخلها. الأمر الذي قد يجعلها تفرض العديد من الشروط والقيود، على هذه الشركات التي قد تنافس بمنتجاتها التقنية منتجات الشركات المحلية، وقد تتغلب عليها في جانب المواصفات وجانب الأسعار. وهو بدوره، الأمر الذي قد يجعل بعض الحكومات تتبنى سياسات مناهضة ومعادية تصل لحد الاتهام المباشر والواضح لبعض الشركات الأجنبية بداخلها، وخصوصاً تلك التي تلاقي منتجاتها إقبالاً كبيراً من قبل الزبائن وعلى المستويين الشخصي ومستوى الشركات. وهو تماماً مع حصل مع الصينية هواوي مؤخراً، بعد اتهام بعض المؤسسات المسؤولة في الولايات المتحدة لمنتجاتها هي والصينية الأخرى شركة «زي تي إيه»، بأن منتجاتها الذكية تسهل عملية التجسس والقيام بالأنشطة الخبيثة وغير ذلك من الأنشطة التي يجرمها القانون الأميركي والعالمي على حدٍ سواء، وخصوصاً ما يتعلق بالاتصالات السلكية واللاسلكية. ولاستيضاح هذا الأمر قامت «الاتحاد» بسؤال شي ياوهونج، رئيس هواوي الشرق الأوسط، والتي تتخذ من مدينة دبي مقراً لها، عن هذه الاتهامات التي وجهتها إليها بعض المؤسسات الأميركية، واتهام منتجاتها التكنولوجية بأنها تساعد في التجسس وتهدد الأمن الإلكتروني. حيث يؤكد ياوهونج أن المخاوف الأمنية للفضاء الإلكتروني اليوم تمثل في الواقع تحدياً أمام قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأسره، وتناول الأسباب التي يتعين أن تجعل من المنافسة المتنامية حافزاً للمزيد من الابتكار بدلاً من فرض سياسات وقائية على الصعيد المحلي. ويوضح أن أمن الفضاء الإلكتروني يمثل اليوم أحد أبرز القضايا التي يتناولها المجتمع الدولي في محافل بارزة مثل الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات (IT ). ومن خلال مكانتها الرائدة إقليمياً وسعيها لإنشاء بنية تحتية متطورة للاتصالات، تساهم دولة الإمارات العربية المتحدة بدور فعال ضمن تلك المحافل، حيث استضافت الدولة مؤخراً في دبي المؤتمر العالمي للاتصالات الدولية وكان لشركة «هواوي» حضور واسع فيها. ويرى ياوهونج أن الشارع العام قد أصبح أكثر وعياً بشأن التهديدات الموجودة اليوم، ولهذا السبب فإننا في «هواوي» تبدي اهتماماً كبيراً بالتطورات الأخيرة الحاصلة على مستوى العالم حول كيفية تعامل المجتمع الدولي مع تحديات أمن الفضاء الإلكتروني، وأبرزها اتخاذ بعض الدول موقف السياسات الوقائية بدلاً من المضي قدماً على طريق التعاون والحوار المفتوح الذي لطالما شجعناه. موجة انتقادات بسؤاله عن موجة الانتقادات خلال عام 2012 التي واجهتها شركة هواوي الصينية، أعقاب التقرير الذي نشر مؤخراً في الولايات المتحدة حول التجسس عبر الفضاء الإلكتروني، ومدى استجابة الشركة الصينية لهذا التقرير؟ يؤكد ياوهونج أنه في أواخر عام 2011، بدأت إحدى اللجان الأمنية بمجلس النواب الأميركي تحقيقاً استمر لمدة عام كامل تقريباً بشأن المصالح التجارية في الولايات المتحدة لشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصينية، بما في ذلك «هواوي»، وعلاقتها مع الحكومة الصينية. وفي أواخر عام 2012، أعلنت اللجنة عن تقرير يشير إلى أن بعض أجهزة الأمن الصينية قد يكون بإمكانها «التجسس» على الولايات المتحدة الأميركية باستخدام معدات تلك الشركات، وأنه ينصح بمنعها مستقبلاً في الدخول في مناقصات والحصول على عقود داخل سوق الولايات المتحدة. ويعتقد ياوهونج أن تركيز اللجنة كان يتمحور حول التهديدات المتزايدة لأمن شبكات الاتصالات والبنية التحتية الحيوية. وفي حين كان يركز تحقيق اللجنة على الشركات التي لديها مقرات رئيسة في الصين عموماً، إلا أن «هواوي» برزت للتعامل مع الموضوع مكرسة نفسها خلال تلك الفترة الزمنية لتوفير كافة الوثائق والتفاصيل المطلوبة لمساعدة اللجنة على الوصول إلى فهم أفضل للحقائق المرتبطة بالشركة، بحيث يتم التركيز على صلب الموضوع المتعلق بالتحديات الفعلية الأوسع نطاقاً لأمن الفضاء الإلكتروني، والتي نشأت نتيجة عولمة سلاسل التوريد في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الأمر الذي لا ينحصر إطلاقاً بالشركات الصينية فحسب. وبخصوص تأثير مثل هذه التقارير على أعمال «هواوي» في الشرق الأوسط. يرى ياوهونج أن مثل إعلان اللجنة الأميركية الأخير هذا، وغيره، سيكون بطبيعة الحال مرفوضاً وغير مقبول على أقل تقدير. وخصوصاً أنه يتعلق بشركة عالمية ضخمة مثل «هواوي» تقدم خدماتها لأكثر من ثلث سكان العالم وتجني ما يتجاوز نسبة 70% من إيراداتها من الأسواق الأجنبية خارج الصين. علاقات استراتيجية يشير ياوهونج إلى أن هناك العديد من الحقائق المرتبطة بهذا الموضوع لا تقبل الجدل على الإطلاق، ويتمثل أبرزها بأن سلامة عمليات «هواوي» ومستويات الجودة والأمن التي تتمتع بها حلول ومنتجات «هواوي» متعارف عليها فيما يقرب من 150 سوقاً حول العالم. وفي منطقة الشرق الأوسط بالتحديد، حرصت «هواوي» على مدار أكثر من عقد من الزمان على تأسيس علاقات متينة مع أبرز المشغلين الرئيسين، مثل اتصالات وشركة الاتصالات السعودية وزين وكيوتل، وغيرها الكثير. ويضيف «نحن سعداء أن علاقاتنا الاستراتيجية الوطيدة معهم لم يشوبها أي أمر يتعلق بأمن الفضاء الإلكتروني. ونحن نسعى باستمرار لتوفير أرقى معايير السلامة والإجراءات التي ترتقي لتطلعات عملائنا في هذا المجال». وفي الوقت الذي تدافع فيه اللجنة الأميركية عن موقفها الداعم للنتائج الواردة في تقريرها الأخير الموجهة ضد شركة هواوي الصينية، فإن الذين يتعمقون في دراسة القضية، ويطلعون على التصريحات الصادرة عن الخبراء الدوليين، سيتوصلون بكل سهولة إلى احتمال وجود دوافع غامضة وراء إعداد مثل هذا التقرير كونها ببساطة لا تستند إلى حقائق وأدلة واضحة. ويقول ياوهونج «شركاؤنا في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي الخارج على دراية بمستويات الحلول والخدمات والمنتجات التي تقدمها «هواوي» التي تحافظ على زخم تطور ونجاح أعمالها عاماً بعد عام». وبسؤاله عن دور العولمة في كيفية تعامل الشركات متعددة الجنسيات مثل شركة «هواوي» مع التهديدات الأمنية الإلكترونية؟ وهل العولمة جزء من الحل، أم هي جزء من المشكلة؟ يؤكد ياوهونج أنه من المتعارف عليه على صعيد صناعتنا بأن تقوم كافة شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تقريباً بإجراء عمليات البحث والتطوير على الصعيد العالمي، من الصين إلى البرازيل وروسيا والهند، وغيرها الكثير. وعلاوة على ذلك، تتشارك العديد من هذه الشركات العالمية سلسلة التوريد ذاتها للبرمجيات وحزم البطاريات وتكنولوجيا موجات الراديو، وغيرها. إن الشركات المصنعة لمعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تقوم بتصنيع هذه المعدات في الصين ستشمل الجميع في هذه الصناعة. إثارة الشكوك قبل عقد من الزمن، لم يكن الوضع كما هو اليوم، حيث أصبحت الشركات تتبادل التكنولوجيا عبر الحدود بشكل أكثر من أي وقت مضى. ولذلك، فإن حقيقة التحديات التي تواجه أمن الفضاء الإلكتروني تتعدى تماماً كونها أمراً مرتبطاً بمصالح شركة أو دولة معينة فقط. وبناء على كل ذلك يرى ياوهونج أن هناك ما يدعو للشك في أن التقارير، مثل الذي صدر عن اللجنة الأميركية مؤخراً، تهدف بشكل أو بآخر للحد من المنافسة التجارية وإعاقة الشركات الأجنبية من دخول السوق الأميركية، فنهج الحمائية التجارية واضح للعيان على هذا الصعيد. وإذا أخذنا «هواوي» على سبيل المثال، فإنه يمكن بسهولة العثور على عدد كبير من حملات الضغط العدائية والتشهيرية التي تشنها الشركات المنافسة وأنصار السياسات الوقائية ضد «هواوي» في الولايات المتحدة، أو غيرها من الشركات الأجنبية. وبسؤاله عن الكيفية التي تتمكن من خلالها شركات مثل «هواوي» أن تؤكد للحكومات والمستهلكين على الصعيد المحلي بأن الشركة لا تشكل أي تهديد للأمن القومي؟ وهل جهودها في ذلك ستأتي بنتائج إيجابية خلال 2013؟ يؤكد ياوهونج أن شركة هواوي كغيرها من الشركات العالمية الرائدة في صناعتها، تدرك أن أي سلوك غير لائق قد يضر بسمعة الشركة وأن يوجه ضربة قاضية للعمليات التجارية العالمية للشركة. ومن هنا، فإن «هواوي» لم ولن تقبل المساومة على النجاح الذي حققته أعمالها التجارية حول العالم، ولا على سلامة شبكات عملائها، لمصلحة أي طرف ثالث؛ من الجهات الحكومية أو غيرها. ويؤكد أن «هواوي» قامت بالفعل باتخاذ خطوات مهمة على طريق بيان الكثير من الحقائق والتفاصيل حول الشركة وهيكلتها وخطط أعمالها. وتسعى باستمرار للعمل بوضوح وشفافية مطلقة مع كافة عملائها وقرنائها في الصناعة. ويضيف «نأمل أن يسهم تفعيل مزيد من خطوات هذا النهج في تحويل الجدل في أوساط القطاعين العام والخاص نحو التهديدات الفعلية التي تواجه الفضاء الإلكتروني العالمي لمنحاه الصحيح، والقيام بما هو مطلوب من منظور التعاون والحوار المفتوح، والتركيز على الحاجة الملحة لإرساء أسس ومعايير عالمية في كافة مجالات هذه الصناعة لتطوير شبكات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل أفضل. آراء محايدة يقول ديفيد وولف، الرئيس التنفيذي لمجموعة آسيا وولف، وهي شركة استشارات تكنولوجية ومقرها بكين، إن هذه ليست مشكلة فريدة من نوعها بالنسبة لشركة «هواوي». فإذا كان هناك مشكلة، فهي مشكلة يعنى بها الجميع، مضيفاً أن الشركات المصنعة لمعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تقوم بتصنيع هذه المعدات في الصين ستشمل الجميع في هذه الصناعة. أما مارك فابي، نائب رئيس قسم الأبحاث في مؤسسة جارتنر، فقال «لقد كانت شركة هواوي ناجحة للغاية ومجلجلة في الوقت ذاته في جميع أنحاء العالم، ولكن هناك سوقاً واحدة لم تكن قادرة على اختراقه وهو الولايات المتحدة. ويعزى ذلك للدور السياسي وجماعات الضغط لإعاقة هذا الاختراق». من هي هواوي؟ «هواوي» شركة صينية تعتبر إحدى أكبر المزودين لحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم تحافظ على زخم أعمالها على المستوى العالمي، وتمضي قدماً في خططها الطموحة للاستمرار في ريادة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بكل تفاؤل وثبات. وهي تأسست في العام 1987، وهي شركة خاصة مملوكة بالكامل للموظفين. وقدمت «هواوي» خلال السنوات الماضية أكثر من 40 ألف طلب للحصول على براءات اختراع. حيث دفعت الشركة أكثر من 1,2 مليار دولار كرسوم امتياز. وتعمل الشركة منذ عام 1997 مع أبرز الجهات الاستشارية الرائدة عالمياً، مثل آي بي إم (IBM) وهاي جروب (Hay Gro p) وبرايس ووترهاوس كوبرز.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©