أمير يزبك: لم أغنِ «الخليجي» لأني أحترم جمهوره

لم يكن يوماً على خلاف مع أحد من الفنانين إلا أنه حورب من بعض الفئات الفنية والسياسية في مصر فمنع من دخولها، وعلى حد قوله إنه تعرض للتهديد، ولتجربة كادت أن تودي بحياته في إحدى فنادق القاهرة. وتوجّه إلى الجمهور الخليجي موضحاً أنه لم يغن حتى اليوم ذلك اللون لعدم تمكنه من اللهجة والإيقاع. معتبراً الفن الخليجي راقياً ولا يعتمد الإساءة إليه كذلك الإساءة لنفسه لو أخطأ. الجمهور الخليجي بالنسبة إليه ذواقاً وراقياً ويعترف أنه ليس على قدر تلك المسؤولية لتقديم ذلك اللون. زار الفنان المميّز صاحب الصوت الرنّان والشخصية المرحة أمير يزبك، مكتب "الاتحاد" في بيروت وجال أمير من لبنان إلى مصر وتوقف على باب الخليج. وفي بداية الحديث، اعترف أمير يزبك للمرة الأولى أنه أخطأ عندما قدم كليب "المايوه"، فهو بالتأكيد رجل عربي وما قدمه من مشاهد قوية مع العارضات يعتبر نوعاً من الجرأة ومؤذياً للعين. لكن المتهم يحاول الدفاع عن نفسه إلى حد لا يدفعه لخسران جمهوره. أنا عائد لمصر يتحضر يزبك لمعاودة الدخول إلى مصر عبر عمل جديد. ويؤكد أن العمل شعبي بامتياز، كيف لا وهو الذي دخل مصر من الباب الواسع على حد قوله في أغنية "شربربم" التي أصبحت نشيداً في كل بيت مصري. "لقد دخلت الأغنية قلوب الشعب المصري وأصبحت شعاراً جميلاً، كذلك أغنية "طيب قوي وحنيّن قوي". وعن استعداده لحمل لقب مطرب شعبي في مصر، يقول أمير إن ما يهمّه في مصر هو "الشعب المصري الذي يتفاعل في الشارع بحدّ ذاته، فهو شعب طيب، وأحب أن يشاركني في الحفل الملايين من عامة هذا الشعب والذين حرمهم وضعهم المعيشي من مشاهدة حفلات ضخمة. وأشكر في هذا الإطار الفنان حكيم والفنان تامر حسني اللذين ساعداني في مصر ووقفاً إلى جانبي وقرّباني من الجمهور المصري." ورفض أمير تشبيهه بالفنان عمرو دياب نظراً لتفاعله مع جمهوره على المسرح في أقل من 5 دقائق قائلاَ: "لكل منا أسلوبه وأداؤه. أدّيت اللون الشعبي في مهرجان السـينما المصـرية الـ 26 في "شربربم"، لكني غنيّت في اليوم التالي عبد الحليم حافظ وسمير يزبك ووديع الصافي في دار الأوبرا". دخل أمير مصر فأرضى جميع الأذواق برأيه. جمهوره المصري يطالبه بالعودة مجدداً وهو يؤكد أنه عائد في أغنية شعبية قريباً جداً. أغنية ستكون بالطبع من إنتاج أمير يزبك وشركته الإنتاجية ومايا يزبك، بعد أن قطع أي صلة تربطه بروتانا التي يصف اليوم العاملين فيها على غرار المرة السابقة بـ"حبايب قلبو". «يزبكيات» صيف أمير يزبك هذا العام كان ولا يزال حافلاً. فهو يقدم أعماله في 46 مهرجاناً، ويعمل في الخط الآخر على إنتاج الديو الغنائي "يزبكيات" من ألحان جورج يزبك وأغاني سمير يزبك، مع الفنانة المتألقة مايا يزبك في عمل رائع مع الموسيقار إحسان المنذر، يجمع بين القديم والجديد يصوّر قريباً ليعرض على القنوات العربية. يستبعد أمير فكرة دخوله عالم التمثيل رغم أنه يحب في كل مرة تجربته في تصوير الكليبات، لكنه لا يمانع من إعادة تجربة تصوير الكليب الإعلاني بعد نجاح إعلانه كليب "تاكسي البنات"، فالعمل الإعلاني للفنان مكسب آخر برأيه. الفنان الملك من جهة أخرى، قدم يزبك أغنية لشهداء الجيش اللبناني بعنوان "انتصار الجيش" أخرجـه المعـاون الأول شربل نصر فنطـق بالواقع الحقيقي لاستشهـاد أحد أبطـال الجيش في حرب نهر البارد، أبطال الكليب هم المجموعة التي درّبها الشهيـد الرقيب البحـري جاك ميـلاد ساسين الذي استشهد في المعـارك التي جرت في نهر البارد، اندمجت المجموعة في الكليب لدرجة أن الكليب يجعلك تعايش أحداث نهر البارد وكأنها تجري تواً، واستخدمت لهذه الغاية متفجرات حقيقية، ومؤثرات خاصة ولم تنحسر لوعة أمّ الشهيد جاك ساسين على فراق فلذة كبدها إلا بعد عودة الجيش منتصراً من معركة نهر البارد، ولم تشفَ جراحها إلا بانتصاره وعودته مكلّلاً بالغار على ألحان الزغاريد والهتافات ونثر الورود ورفع راية الوطن وراية الجيش عالياً. الأغنية من كلمات كمال قبيسي وألحان ياسر جلال. يؤكد أمير أن علاقته بالجيش اللبناني خط أحمر، فهو يعتبر الفنان الملك وصاحب الأولوية في التصوير مع الجيش، وعلى حد وصف أحد القيادات في لواء مغاوير البحر "أمير يزبك ثمرة منتجة عمرها 12 سنة في الفن، صنع مسيرته بنفسه فكان صوتاً يصدح عالياً باسم لبنان". عاقل.. مجنون يصف أمير يزبك نفسه بـ"العاقل المجنون" وهو يسعى جاهداً ويرهق نفسه لتقديم أجمل الأعمال لجمهوره. إرضاء الجمهور هدف أمير يزبك وهو لا يأبه برأي الإعلام والصحافة تجاه ما يفعل، فالجمهور راضٍ أولاً وأخيراً وهذا المطلوب بنظره. ويعتبر أنه لا يزال شاباً وعليه العمل بقوة، فهو رغم ما قدمه من أعمال فنية في سنوات عدة وهو راضِ بالطبع عنها، إلا أنه في مراحل تأسيسية عليه بناؤها لتأسيس نفسه أولاً وحياة عائلية في المرحلة المقبلة. لم يجدها بعد عن حياته العاطفية وما أشيع مؤخراً عن ارتباطه بالفنانة المغربية أمل بوشوشة يصرّح أمير، قائلا إنه معجب بها وهي صديقة ولها طريقتها وأسلوبها في الحياة لكنها لن تكون شريكة لحياته ولن يبني معها عائلة، وهو اليوم يبحث عن فتاة أحلامه ولم يجدها بعد! وعن تقييمه للساحة الفنية والصراعات القائمة بين الفنانين والمحسوبيات في تنظيم الحفلات وإحياء المهرجانات يقول أمير "الوسط الفني ليس نظيفاً بالطبع والشاطر ما يموت. وعالم الفن مزيج من الطيب والمحتال، وليس من السهل كشف ما وراء القناع.. تعلمت أن أكون ملاكاً وحولي هالة من نور، لكنني في المقابل ذئباً وأعضّ أحياناً بقوة إذا لزم الأمر".