السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شابات سعوديات يؤسسن مشاريع خاصة

27 أكتوبر 2010 21:13
تحاول شابات سعوديات خوض غمار العمل من خلال تأسيس مشاريع خاصة بهن وإثبات مشاركتهن في عملية التنمية في البلاد والاعتماد على انفسهن بشكل اكبر. وتسعى الفتيات بشكل خاص الى إقناع المجتمع المحافظ بجدارتهن في العمل ومناصفة الرجل المسؤولية، مع توجه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لدعم المرأة وتذليل كافة الصعوبات التي تواجهها. وتقول دانيا نصيف وهي صاحبة شركة انتاج تلفزيونية وثائقية “استطعنا كسر تابو الرجل الأوحد، بعد أن أقنعنا وزير التجارة والصناعة بعدم تعيين مدير رجل على شركتنا الخاصة”. وأشارت إلى أن “القانون يشترط أن يكون المدير رجلاً ولو شكلياً”. وتضم سوق العمل 14 في المئة من النساء السعوديات، تعمل 83 في المئة منهن في قطاع التعليم، حسبما ذكرت بسمة عمير مديرة مركز السيدة خديجة بنت خويلد في غرفة تجارة جدة. وعرض نحو 300 شاب وفتاة مناصفة منتجاتهم ومشاريعهم الخاصة في معرض شباب الأعمال الثالث في مدينة جدة غرب السعودية لثلاثة ايام متتالية. وتقول دانيا نصيف “لا نرغب في أن يتدخل الرجل في مشروعنا. واجهنا صعوبات في البداية كإصدار التصاريح والحصول على التأشيرات، واستطعنا تجاوزها بسلام”. وتضيف “واجهنا اعتراضات من الأهل والأقارب أيضاً في بداية مشروعنا باعتبار أن مجال الانتاج التلفزيوني حكر على الرجال”. وتتابع “أما اليوم نلقى دعماً كبيراً منهم ونعمل على إيصال برامج هادفة ونعرف العالم على ثقافتنا وبلادنا”. من جهتها، تشير رانيا السليماني، التي تحمل بكالوريوس في ادارة الكمبيوتر وصاحبة مركز تجميل، إلى أن كل الخطوات التي تقوم بها الحكومة تدعو الفتاة إلى فتح مشروعها الخاص. وتضيف “تغيرت نظرة المجتمع نحو المرأة اليوم. أصبح هناك تشجيع لها لتفتح مشروعا خاصا بها من خلال تسهيل الأنظمة التي تسنها الحكومة ودعم الغرف التجارية”. وعن مشروعها، تقول السليماني “بعد أن تخرجت من الولايات المتحدة رغبت في فتح مركز تجميل متميز لأن ذلك حلماً يراودني منذ الصغر. عملت على تطبيق الأفكار التي رأيتها في أميركا بعد عودتي إلى السعودية بما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا وديننا الحنيف”. لكن السليماني تطالب بإعطاء الفتاة حرية اتخاذ قرارها بنفسها وتقول إن “ما نحتاجه اليوم هو الحق في اتخاذ قراراتنا بأنفسنا دون الرجوع أو التقيد بموافقة ولي أمر الفتاة. وصلنا إلى مستوى من النضج يمكننا معرفة مصلحتنا جيداً”. وتضيف “أنا اليوم لا استطيع شراء سيارة أو الحصول على قرض من البنك دون موافقة ولي الأمر”. بدورها، ترى أماني مظهر، التي تحمل ماجستير في علم النفس وإدارة الاعمال، أن العائق الوحيد الذي واجهته في مشروعها لتعليم الفنون هو تفهم المجتمع وتقبله للفن نفسه وتقول “مشروعي عبارة عن معهد يقوم بتحويل كل هواية إلى مهنة بحيث تستطيع كل سيدة العمل من منزلها والحصول على عائد مجز”. وتضيف “نقوم بتعليم الرسم والتصوير الفوتوغرافي لكن المشكلة الوحيدة هي تفهم الناس لأهمية الفن في حياتهم”. وتشير إلى أن عمل المرأة يعتمد على جديتها ومثابرتها وإثبات نفسها، معتبرة أن “معرض شباب وشابات الاعمال اليوم هو أكبر دليل على التغيير الذي ننشده منذ سنوات ونسعى أن يستمر”. وأكد ايمن جمال، رئيس لجنة شباب الاعمال في غرفة تجارة جدة، أن مشاريع الشباب والفتيات لقيت في السنوات الأخيرة دعماً جيداً من الحكومة وقطاع الأعمال. وقال لفرانس برس “كثيرون يعتقدون أن مشكلة شباب وشابات الاعمال الأولى هي التمويل لكن ما اكتشفناه أن أهم مشكلة تواجههم هي التسويق”. ورأى أن أي تقدم أو نمو اقتصادي يتحقق في السعودية خلال السنوات العشر المقبلة سيكون بدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مشيراً إلى أن “هذا ما حدث في الهند والصين وسنغافورة بعد أن قامت هذه الدول بدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة”. وعبر عن الأمل في أن يتم في السعودية “التركيز على هذه الفئة”، معتبراً أن ذلك “سيؤدي إلى نمو اقتصادي هائل في السنوات المقبلة”. واشارت بسمة عمير من جهتها إلى “تغيرات حقيقية” في نظرة المجتمع إلى المرأة العاملة. وقالت “هناك تحسن ملحوظ في تقبل المجتمع لمشاركة المرأة في سوق العمل”. وعبرت عن تفاؤلها في المستقبل، موضحة أن “هناك الكثير من الأشياء تغيرت إيجابياً في عهد الملك عبدالله”. لكنها رأت أن المرأة السعودية لا تزال بحاجة إلى فتح مجالات جديدة للعمل سواء سيدات الأعمال أو الموظفات.
المصدر: جدة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©