الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشهداء والثورة والجيش» أغلى أنواع البلح في مصر

«الشهداء والثورة والجيش» أغلى أنواع البلح في مصر
31 يوليو 2011 21:09
أطلق تجار البلح “التمر” والياميش في سوق العبور بالقاهرة اسم الشهداء على أفخر وأغلى أنواع بلح رمضان هذا العام، كنوع من الامتنان والتقدير لمن ضحوا بأنفسهم وقت قيام ثورة 25 يناير، وذلك استمرارا لظاهرة يشهدها المجتمع المصري منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وهي إطلاق أسماء شخصيات وأحداث سياسية وفنية ورياضية على أنواع البلح في موسم رمضان لجذب الزبائن. غابت أسماء شهيرة لطالما وجدت في السنوات الأخيرة، مثل تامر حسني وعمرو دياب وغادة عبدالرازق ونانسي عجرم وروبي وهيفاء وهبي وأبو تريكة وحسن شحاتة والحضري وشيكابالا، بعد تجاهل التجار إطلاق اسم اي منهم على أصناف البلح هذا العام، وحلت أسماء الجيش والثورة والشهداء بدلا منها. بلح الشهداء ويقول رضا عبدالجليل، تاجر بسوق العبور وعضو الغرفة التجارية بالقاهرة، إن بلح رمضان هذا العام يحمل أسماء مستمدة من ثورة 25 يناير، فهناك بلح الشهداء، وهو الأغلى والأفخر، ويتراوح ثمن الكيلوجرام بين 25 و28 جنيهاً، ويتميز بلونه المائل الى البني المصفر، الى جانب الجودة وحلاوة الطعم. وهناك بلح الثورة ويتراوح ثمنه بين 20 و25 جنيها، والجيش 20 جنيها، و25 يناير 18 جنيها، وكذلك "الثوار، وإيد واحدة، وميدان التحرير، وضد الفساد". وتتراوح أسعار بلح موقعة الجمل والتنحي والحرية بين 15 و20 جنيها، ويتم اطلاق الأسماء من خلال مشاورات بين كبار تجار البلح، ويختارون أسماء وأحداثا قريبة الصلة بالمواطن المصري، ويراعى أن يكون الاسم لافتا ورنانا لجذب الناس مثل "الشهداء". العادلي ومساجين طرة ويقول التاجر اسماعيل الجعار، إن هناك 22 صنفا من البلح الذي ينتج سنويا في الأرض المصرية من سيناء شرقا الى سيوة غربا وأسوان جنوبا، وتتميز غالبيتها بحلاوة الطعم وكبر الحجم وجمال الهيئة وتلك الأصناف يتم إطلاق الأسماء المحببة للناس عليها. وأضاف ان هناك أصنافا أخرى رديئة من البلح هيئتها صغيرة الحجم وجافة ومذاقها أقل في حلاوة الطعم ومصابة بالعطب لسوء التخزين أو لطبيعة النخلة الأم نفسها والأرض التي زرعت فيها، وتكون أسعارها أقل كثيرا، ومع ذلك تباع ولها زبونها من الذين لا يستطيعون شراء الأصناف المتميزة، حيث يتراوح الثمن بين 2.5 و5 جنيهات للكيلوجرام؛ ولذا يحرص التجار على إطلاق أسماء شخصيات وأحداث مثار جدل وسخرية الناس، لتكون عنوانا على الحالة التي وصل إليها هؤلاء في سوق البلح، وهذا العام تم إطلاق أسماء مبارك ونظيف والعادلي والمخلوع ومساجين طرة وعصابة طرة على أنواع رديئة من البلح. إقبال ضعيف ورغم كثرة تردد الناس على محال بيع البلح والياميش ومطالعة الأصناف المختلفة وتبادل الحديث مع الباعة حول مدلول الأسماء الجديدة، فإن كثيرا من الباعة أكدوا أن حركة البيع ضعيفة للغاية ولا تقارن بالسنوات الماضية.. ويقول صلاح الاسيوطي إن الموسم مضروب وحركة البيع محدودة للغاية والزبائن يكتفون بالفرجة والتندر على أسماء البلح ولكن البعض يتراجع عن فكرة الشراء ومنهم من يشتري كميات بسيطة تكفي أسرته أسبوعا نظرا لارتفاع أسعار البلح بنحو 25 في المئة على ما كانت عليه في العام الماضي، ولان الكمية المعروضة من البلح أقل بكثير من السنوات السابقة، فقد كان يستقبل 20 طن بلح وهذا العام اكتفى بخمسة أطنان فقط خشية تعرض البضاعة للسلب والنهب أثناء نقلها من أماكن الإنتـاج في سيوة والواحات البحرية وقنا وأسوان وسيناء والوادي الجديد الى أسواق القاهرة بالعبور وساحل روض الفرج. وأوضح أن ياميش رمضان يشهد هو الآخر إقبالا ضعيفا نظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر والتي أثرت على الدخل المادي للغالبية فامتنع البعض منهم عن الشراء مكتفين بالبلح أو ياميش الغلابة، في حين اتجه آخرون الى تقليل احتياجاتهم من الياميش والاكتفاء بكميات محدودة لاستمرار فرحة الأسرة بشهر رمضان بسبب ارتفاع الاسعار 30 في المئة عن العام الماضي، حيث يباع البندق من 48 - 50 جنيـها للكيلوجرام واللوز 53 جنيهـا وعين الجمل 83 جنيها، وجوز الهند 24 جنيها وتراوحت أسعار المشمشية ما بين 38 و40 جنيها والقراصيا من 16 - 20 جنيها. ويرجع التجار أسباب الزيادة الكبيرة في الأسعار الى الانخفاض الكبير في كمية الياميش التي كان يتم استيرادها سنويا من سوريا، مقارنة بالاعوام الماضية بنحو 80 في المئة نتيجة للاوضاع المضطربة في مصر وسوريا. «السكوتى» وكارتر وقد استورد التجار كميات ياميش قليلة من سريلانكا وفيتنام قدرت بنحو 20 مليون دولار، في حين كانت فاتورة استيراد الياميش العام الماضي 100 مليون دولار. ورغم ان سوق العبور هو المنفذ الرئيسي لتجارة البلح في القاهرة، فإن الفوضى التي تعيشها مصر منذ قيام الثورة مكنت فريقا من التجار من العودة مرة أخرى الى روض الفرج، حيث السوق القديمـة ومع تهافـت الناس على شــراء حاجاتهـم وكثرة الباعـة الجائليــن هناك عـادت الفـوضى المرورية لتصيب الطريق المـؤدي من شبرا الى ميـدان التحريـر. ويرجع تجار سوق البلح في مصر ظاهرة إطلاق أسماء المشاهير والأحداث السياسية على أصناف البلح الى وقت زيارة الرئيس الاميركي جيمي كارتر للقاهرة عقب نصر أكتوبر 1973، حيث انتشرت وقتها شائعة بين المصريين في الأيام الأخيرة من شهر شعبان بأن جيمي كارتر أبدى إعجابه الشديد بصنف بلح "السكوتى" لمذاقه الحلو، فأطلق التجار اسم "جيمي" على هذا النوع وراجت حركة البيع كثيرا لان الناس كانوا يريدون تذوق صنف البلح الذي نال استحسان رئيس أقوى دولة في العالم، ومن بعد تلك الواقعة بات التجار يهتمون كل عام بإطلاق أسماء المشاهير والأحداث السياسية على أصناف بلح رمضان لجذب الزبائن وتنشيط حركة البيع. 13 مليون نخلة حسب احصاءات وزارة الزراعة، فإن مصر تمتلك نحو 13 مليون نخلة تنتج نحو 1.3 مليون طن من البلح سنويا بنسبة 20 في المئة من إنتاج البلح على المستوى العالمي، لكنها تصدر فقط نحو 5.1 في المئة من هذا الناتج والبقية يتم استهلاكها في السوق المحلية، حيث يقدر استهلاك الفرد سنويا من البلح بنحو 15 كيلوجراما.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©