الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ريدجريف معجزة التجديف وقاهر السكري

24 يوليو 2012
نيقوسيا (ا ف ب) - يختصر البريطاني ستيفن ريدجريف التجذيف بأنها لعبة الجهد والكد والعرق، لكنها منحته خمسة ألقاب متتالية في خمس مشاركات أولمبية آخرها في دورة سيدني عام 2000، وكان في الثامنة والثلاثين من عمره، فحطم الرقم القياسي في عدد الألقاب المتتالية الذي كان يحمله الأميركي آل أورتر بطل رمي القرص في أربع دورات (1956 إلى 1968). واستحق أن تكرمه الملكة اليزابيت الثانية بمنحه لقب “سير” عام 2001، ريدجريف الذي أتقن لعبة عسيرة بريطانية الجذور والمنشأ، وجد فيها ضالته وملاذه وخلاصه من الانطوائية وتعويضاً عن تأخره المدرسي. وكما أدار ظهره لمقاعد الدراسة تآلف مع إدارة ظهره لخط النهاية في السباقات، لكنه كان يجتازها فائزاً، والمتعارف عليه أن ظهور المجدفين تكون لجهة خط النهاية خلال التنافس، اعتاد ريدجريف (مواليد مارلو في 23 مارس 1962) الإيقاع المتكرر “ماكينة” تعيد الحركة أحياناً أكثر من 200 مرة، 4 ساعات تدريب يومياً، 6 أيام أسبوعياً، 10 أشهر سنوياً، تحت الشمس أو المطر، وحتى في الليل للاعتياد على فارق التوقيت في منافسات خارجية، والنتيجة “كتل عضلات” صقلت بنية صلبة تطورت من 90: 1 متر و90 كيلو جراماً، حين كان في الثامنة عشرة إلى 93: 1 متر و103 كيلو جراماً، وبلغت سعة صدره 7 ليترات هواء، علماً أنه لم يعرف الشهرة إلا حين زاول رياضته ضمن فريق. قطف ريدجريف ذهبيته الخامسة في “سيدني 2000” وكانت ضمن فئة الرباعي، أو “رباعي ردجريف” كما تناقلت وسائل الإعلام خبر فوزه وتتويج هيمنته 16 سنة على القمة، بفضل صبره اللامتناهي وعزيمته المتقدة. في بداية مسيرته، تأثر ستيفن بفرنسيس سميث “فمن دون هذا المعلم الشغوف بالتجديف لما تسجلت في نادي بلدتي”، لفت ريدجريف الأنظار بقامته الممشوقة، وهو في سن الخامسة عشرة على رغم نتائجه العادية، وسرعان مع تطور أسلوبه ورشح للانضمام إلى منتخب بلاده المشارك في دورة موسكو الأولمبية عام 1980. وبسبب المقاطعة “الشرقية” لدورة لوس أنجلوس عام 1984، قيل إن الانتصار دان لريدجريف صدفة، يومها فاز بأولى ذهبياته الأولمبية في الرباعي، وبالفريق الثنائي مع أندرو هولمز في “سيول 1988”، وكذلك مع ماثيو بنسنت (بطل العالم للناشئين) في “برشلونة 1992” و”أتلانتا 1996”، علماً أن هذا الثنائي لم يهزم مطلقاً في السباقات التي خاضها بين 1991 و1996، بفضل الانسجام والكيمياء المشتركة. ريدجريف المجذف الأكثر تتويجاً في التاريخ الأولمبي وحامل تسعة ألقاب في بطولات العالم (خمسة في الثنائي وأربعة في الرباعي)، قرر الاعتزال بعد الفوز في أتلانتا، لكنه لم يستطع الابتعاد عن “محبوبته” أكثر من تسعة أشهر، فعاد سريعاً “لأن أستراليا بلد جميل وستكون بالتأكيد ألعاباً جميلة”. فقد أراد ريدجريف استثمار شهرته وإنجازاته ليؤمن مستقبلاً هانئاً، بعد اعتزاله زوجته آن طبيبة الفريق البريطاني في دورة لوس أنجلوس (تزوجا عام 1988) وابنتيه ناتالي وصوفي، فباشر التحضير مجدداً تحت إشراف المدرب جروبلر، علماً أنه أصيب بداء السكري عام 1997 وأصبح يتلقى يومياً وخزات أنسولين، وكان زملاؤه تيم فوستر وجيمس كراكويل واد كوود يمازحونه ويراهنون في ما بينهم على تقدير نسبة السكر في دمه. وقبيل دورة سيدني أبعدت إصابة مفاجئة ريدجريف مدة أسبوعين، كما أغمي عليه أثناء التدريب على جهاز الأريجومتر (جهاز للتجديف الافتراضي يساعد في ضبط إيقاع الضربات)، لكنه كان على الموعد فحقق فوزاً أولمبياً جميلاً وقلدته الأميرة آن ذهبيته الخامسة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©