الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية... «أون» يرفع قفاز التحدي!

3 يناير 2012
حذرت كوريا الشمالية يوم الجمعة الماضي الزعماء الكوريين الجنوبيين و"السياسيين الحمقى" الآخرين في العالم من أن سلوكها لن يعرف أي تغيير تحت قيادة كيم جونج أون، أصغر أبناء الزعيم الراحـل كيم جونج إيل ووارث سره. وكالت بيونج يانج انتقادات شديدة للرئيس الكوري الجنوبي "لي ميانج باك" بشكل خاص واتهمت حكومته بأنها تمني النفس باغتنام وفاة كيم جونج إيل الأخيرة للتحريض على "تغيير النظام" في "الشمال". وقالت كوريا الشمالية في هذا الصدد: "إننا نغتنم هذه المناسبة لنعلن بثقة أن على الدمى الكورية الجنوبية والسياسيين الحمقى عبر العالم ألا يتوقعوا أي تغيير (في السياسات) من جانب جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية". وفي أول رسالة سياسية رسمية لها منذ صعود كيم جونج أون كقائد أعلى، أشارت كوريا الشمالية إلى أنها ستجتاز هذه المرحلة الانتقالية عبر الاعتماد على استراتيجية مألوفة هي استعمال فزاعة الأعداء الخارجيين للحفاظ على شعبها موحداً. وكان الصعود المتواصل لكيم جونج أون أحيا الآمال بين بعض المحللين الأجانب في أن تقبل الدولة المنعزلة على الإصلاح ولو بشكل تدريجي، إما من خلال فتح اقتصادها أو بتفكيك أسلحتها النووية. غير أن الرسالة التي بعثت بها بيونج يانج يوم الجمعة الماضي عززت رأياً أكثر تشاؤماً، وقد قالت عنها وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب": "إنها تمثل على ما يبدو موقف بيونج يانج السياسي المقبل من الجنوب". وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول جونج يانج تاي، المحلل السياسي بالمعهد الكوري للوحدة الوطنية الموجود مقره في سيئول: "هذه رسالة تؤشر إلى العهد الجديد لكيم جونج أون"، مضيفاً "إن كيم جونج أون في حاجة إلى أن يكبر وينضج حتى يصبح قائداً عسكريّاً. ومن أجل القيام بذلك، فإنه لابد من الخطابات التي تخلق التوتر وتظهر الثقة". والبيان الذي بلغ عدد كلماته 1410 صدر عن "لجنة الدفاع الوطني"، وهي أعلى هيئة لصنع السياسات في كوريا الشمالية. وقد تلته مذيعة على التلفزيون التابع للدولة واستهدف بشكل خاص "لي ميانج"، الرئيس الكوري الجنوبي الذي وصل إلى السلطة في 2008 وعمد بسرعة إلى قطع المساعدات واتفاقات التعاون الاقتصادي التي اتبعها في بلاده رؤساء سابقون أكثر ليبرالية. وقد اتهم "الشمال" الرئيس "لي" يوم الجمعة الماضي بارتكاب "جرائم بشعة"، وأشار إلى نحو ست منها على الأقل، منها مثلاً إظهار قدر غير كاف من الاحترام لكيم جونج إيل مـن خـلال قـراره إرسـال وفـد صغير وغير رسمي إلى جنازته. كما انتقده لقيامه بعقد اجتماع لأمن الدولة بعد وفاة "كيم" ورفع مستوى تأهب الجيش في بلاده. وقال "الشمال" في هذا الإطار: "إن على الدمى الكورية الجنوبية ورجعيي العالم أن يكفوا عن الظهور بمظهر سخيف في محاولة لدفع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية إلى «حالة الطوارئ» وزعزعة استقرار نظامها، وهو شيء لا يمكن تخيله". وقد حذر بعض الخبراء من أن البيان قد لا يعدو كونه مجرد استعراض وتباهٍ كلامي، وليس سياسة طويلة المدى، ولاسيما أن "الشمال" سبق أن هدد في عدة مناسبات ماضية بتوجيه ضربات عسكرية كبيرة ضد سيئول، كما سبق له أن وصف "لي" بالخائن. ومن الجدير بالذكر هنا أن التوتر في شبه الجزيرة الكورية يمكن أن يتغير أيضاً حسب نتيجة الانتخابات الرئاسية التي ستجرى العام المقبل في كوريا الجنوبية. ومن الملفت منذ وفاة كيم جونج إيل، أن المسؤولين في سيئول وواشنطن لا يعرفون بالضبط من يتولى قيادة البلاد أو الكيفية التي يتم بها تقاسم السلطة، ولاسيما أن مجموعة من جنرالات النخبـة وأعضـاء "حزب العمال" يمكن أن يدعموا صعود كيم جونج أون مثلما يمكن أن يتحدوه أيضاً. أما في حال تمكن "كيم الأصغر" بالفعل من إحكام قبضته على السلطة، فإنه من غير المعروف الطريقة التي سيتمنى أن يستعملها بها. وقبل وفاة كيم جونج إيل بوقت قصير، كانت واشنطن على وشك إصدار إعلان بشأن استئناف للمساعدات الغذائية إلى "الشمال"، مع إمكانية موافقة بيونج يانج على تجميد برنامجها لتخصيب اليورانيوم. غير أنه لا توجد طريقة لمعرفة ما إن كانت كوريا الشمالية سترحب الآن بتلك الصفقة تحت قيادة زعيمها الجديد. وفي هذا الإطار، يقول "جو فينج"، الخبير في شؤون كوريا الشمالية بجامعة بكين: "من المتوقع أن نرى استمرارية في السياسات لبعض الوقت"، مضيفاً "لأنه من المهم جدّاً بالنسبة للزعيم الشاب و«أوصياء العرش» أن يقووا.. قاعدة السلطة. ولا أعتقد في الوقت الراهن أن كيم جونج أون سيتسرع في اعتماد أي تغيير". تشيكو هارلان - بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©