الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المرأة المحرك الخفي للنمو الاقتصادي العالمي

7 سبتمبر 2006 01:11
اعداد - أيمن جمعة: ''انتبهوا أيها الرجال·· مستقبل الاقتصاد العالمي أصبح بشكل متزايد في يد النساء·· انسوا الصين والهند وثورة الانترنت ·· يبدو بشكل متزايد أن المراة هي المحرك الخفي للازدهار الدولي''·· هذا ما خلصت إليه مجلة ''الايكونوميست'' من استقراء وضع المراة على خريطة العمل العالمي· صحيح أنه لا تزال هناك نسبة كبيرة من الآباء حتى في العالم المتقدم يفضلون الأبناء الذكور على الاناث، وهو شعور فطري ربما يقوم على فكرة أن الرجل أكثر قدرة من المراة على حماية نفسه وتوفير مستلزمات أسرته· لكن ربما حان الوقت لنسف هذا المفهوم· والسبب مثير لعشرات من علامات الدهشة·· فخبراء الاقتصاد يؤكدون أن زيادة مشاركة المراة في قوة العمل كانت القوة الرئيسية للنمو خلال العقدين الماضيين· ويقولون إن مساهمتها في نمو الناتج الاجمالي العالمي تزيد على ما تحققه الابتكارات التكنولوجية الجديدة او حتى عمالقة الاقتصاد الجدد مثل الصين والهند· واذا قمنا بإضافة قيمة عمل المراة في المنزل ورعاية الاطفال، فإن إجمالي مساهمتها في الناتج المحلي العالمي ستزيد على النصف··! المشاركة الحكومية ولا يقف الأمر عند هذا بل إن البعض يؤمن بأن زيادة مشاركة المراة في الحكومات، من شأنه أن يعزز أيضا معدلات النمو الاقتصادي، لأن المراة أكثر ميلا من الرجل لانفاق الاموال على الرعاية الصحية والتعليم والبنى الاساسية ومكافحة الفقر من انفاقها على الدبابات والقنابل· ويصف بعض الخبراء ما يشهده العالم حاليا بأنه ''الثورة الهادئة للراسمالية النسائية'' التي تعيد صياغة دور المرأة خاصة في العالم المتقدم مع تزايد دخولها الى سوق العمل· ووقود هذه الثورة هو التحالف القوي بين قوى السوق من جانب وبين ابداع ورغبات وطموح نصف السكان اللواتي تحررن من كثير من القيود القانونية والاجتماعية من جانب آخر· وتقول كريستيا فريلاند من فاينانشال تايمز ''عادة لا نميل للنظر الى الرأسمالية والمرأة على أنهما حلفاء طبيعيون· لكن الواقع يظهر أن قوى اقتصاد السوق تقوم أكثر من أي شيء آخر بحفز النساء للتطلع الى مراكز السلطة، وتجعل عالم العمل أكثر جذبا للنساء، وبما مهد الساحة لكي تكون المرأة العاملة من أهم محركات النمو الاقتصادي القوي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية·'' ثلثا الوظائف وتظهر الاحصائيات أنه منذ عام 1970 والنساء يحصلن على ثلثي الوظائف الجدد مقابل الثلث فقط للرجال· كما تزايدت قوتهن في سوق العمل العالمي ليس فقط بوصفهن عاملات بل وايضا مستهلاكات ومبدعات ومديرات وأيضا مستثمرات وسيدات أعمال· فمقابل كل 100 رجل في سوق العمل بدول النمور الاسيوية هناك 85 امراة وهو ما يزيد على متوسط دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي· السطوة النسائية ويعتقد المراقبون ان هذه ''السطوة النسائية الاقتصادية'' انطلقت مع ارتفاع نسبة مشاركة البنات في التعليم وامتداد هذا النجاح الى الجامعة حيث يمثلن حاليا 55 % من اجمالي عدد الطلبة الجامعيين في اميركا· وتتم ترجمة هذا الوضع بأن تصبح الفتيات أكثر استعدادا من الشباب لدخول سوق العمل في القرن الحادي والعشرين حيث الاهمية الكبرى للعقول· ففي اميركا تحصل 66 % من النساء في سن العمل على وظائف وهو تقريبا ضعف النسبة التي كانت موجودة في الخمسينيات، ومقارنة مع 77 % من نسبة العاملين بين الشباب في سن العمل· كما انضمت المراة الى قوائم المبدعين واصحاب المبادرات الخلاقة فمن بين كل أربعة اميركيين هناك واحد يعمل لشركة تملكها امراة· ويدعم هذه التوجه ظهور اعتقاد بأن النساء هن أفضل من يقود الشركات التي تقوم على ترويج منتجاتها من البضائع بين المستهلكين خاصة النساء· ويكفي الاشارة الى أن النساء يتخذن حوالي 80 % من قرارات الشراء الاستهلاكي على مستوى العالم· وهناك عنصر آخر شخصي يشجع النساء، وهو اضطرار نسبة كبيرة منهن لتحمل مسؤولية عائلاتهن· بالطبع لم نصل بعد الى المرحلة التي نعلن فيها انتصار الراسمالية النسائية، فلا تزال هناك العديد من ''الاسقف الزجاجية'' في مقدمتها مؤشرات على انه كلما زادت مشاركة المراة في الاقتصاد كلما تراجعت معدلات النمو السكاني مثلما هو الحال في المانيا واليابان وايطاليا وسنغافورة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©