السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السيارة الكهربائية تخترق الطرقات الصينية

السيارة الكهربائية تخترق الطرقات الصينية
31 يوليو 2011 21:22
سجل أول مشروع لسيارات التاكسي الكهربائي في مدينة شينزين الجنوبية معقل الصناعات الصينية، نجاحاً كبيراً. ويدلل المشروع على خطط الصين الطموحة الرامية إلى طرح نصف مليون سيارة تعمل بالكهرباء بحلول 2015. والصين هي أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري. وبوصفها أكبر سوق للسيارات وأسرعها نمواً في العالم، فلا خيار أمام بصمتها الكربونية غير الزيادة. ولتعزيز تأمين الطاقة، أعلنت بكين عن وضع السيارات الكهربائية في مقدمة أولوياتها. وخصصت مبدئياً مبلغ 1,5 مليار دولار سنوياً لهذا القطاع على مدى العشر سنوات المقبلة، أملاً في تحويل البلاد إلى واحدة من البلدان الرائدة في مجال السيارات النظيفة. وربما تشكل السيارات الكهربائية 7% من جملة مبيعات السيارات بحلول 2020. ورغم الدعم الحكومي والحماس الشعبي لهذا النوع من السيارات، إلا أنه تعترضه بعض التحديات إذا أراد كسب المزيد من القبول واتساع دائرة الاستخدام، حيث قلة عدد محطات الشحن وتباعدها وصعوبة العثور على ورش الصيانة، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة السيارة نفسها. ومع الدعم الحكومي السخي، تزيد تكلفة سيارة التاكسي الكهربائية في شينزين بنحو 80% عن سيارة “سانتانا” فولكس فاجن العادية. وتعهدت شركات السيارات المحلية الكبيرة مثل “سايك موتورز” و “دونج فينج” باستثمارات كبيرة في سيارات الطاقة النظيفة. كما تسعى شركات السيارات العالمية مثل “بي أم دبليو” و “نيسان” للعمل مع الحكومات المحلية لطرح مثل هذا النوع من السيارات. وفي أميركا، لا يوجد مثيل لاستثمارات الصين في السيارات الكهربائية على الرغم من اعتماد الكونجرس لمشروع قانون يقضي بتخصيص 2,9 مليار دولار لبرنامج يساعد في تطوير البنية التحتية لنشر استخدام هذه السيارات. ووافق مجلس الوزراء الألماني في مايو الماضي على تشجيع قطاع السيارات الكهربائية عبر مليارات اليورو من المساعدات التي تهدف إلى إطلاق مليون سيارة كهربائية في الشوارع الألمانية بحلول عام 2020. وتعمل المساعدات على مضاعفة الدعم المقدم للبحوث والتطويرات لنحو 2 مليار يورو “2,9 مليار دولار” حتى حلول 2013. ويقول مايكل ديون مدير شركة “ديون وشركاه” العاملة في استشارات القطاع في هونج كونج “أعتقد أن المشروع يحتاج لوقت طويل؛ لأن المستهلك الصيني عملي بطبعه ويميل لاقتناء سيارة تعمل بالجازولين يمكنه الاعتماد عليها وليس عنده استعداد لخوض التجارب”. لكن من المرجح إقبال شركات المواصلات والحافلات على شراء السيارات الكهربائية. واختارت حكومة الصين في 2009 شينزين، بجانب 12 مدينة أخرى لتكون الرائدة في مجال استخدام السيارات “الخضراء”. ومدينتا شينزين وهانجزو هما الوحيدتان اللتان تحاولان تأسيس أسطول تاكسي من السيارات الكهربائية. و في مارس 2010، تم إنشاء شركة “بينشينج إي تاكسي” التي تديرها الحكومة والتي يعود جزء من ملكيتها لشركة “بي واي دي” المحلية العاملة في صناعة السيارات النظيفة التي تدعمها “وارين إي بوفيه”، حيث أطلقت أول 50 سيارة لها بعد ثلاثة أشهر من ذلك. المشروع الذي لقي حماساً كبيراً من قبل الجمهور. وتهدف شركة “بي واي دي” بهذا المشروع التجريبي إلى جمع بيانات انطباعية لتقوم على إثرها بإجراء التعديلات اللازمة على السيارات قبل إطلاقها في الطرقات. وتقول ستيلا لي نائب مدير الشركة “توقعنا في البداية العديد من المشاكل الشيء الذي لم يحدث، كما أن البيانات التي قمنا بجمعها أفضل من الاختبارات التي أجريناها في المختبرات”. لكن تواجه شركة “بينشينج” بعض العقبات المتمثلة في خسارتها الكبيرة التي تعود للاستثمارات الضخمة المسبقة وقلة محطات الشحن، بالإضافة إلى قصر المسافة التي يمكن أن تقطعها السيارة مع كل عملية شحن واحدة. كما تصل تكلفة التاكسي من موديل “E6” إلى 179,800 يوان مقارنة مع 100,000 يوان لسيارة “سانتانا” من فولكس فاجن. وتعثر مشروع مماثل في مدينة هانجزو عندما تم سحب 30 سيارة تاكسي تعمل بالكهرباء من شوارع المدينة في أعقاب حادثة اشتعال النيران في واحد من محركاتها. وتعتبر فكرة التاكسي صائبة وذلك لسرعة نشر التقنية بين الناس بالرغم من أنها ستكون خاضعة للمزيد من المراقبة من قبل أفراد الشعب. ومن جانبها، تعتبر شركات صناعة السيارات أن هذا المشروع من الرهانات الرابحة بالرغم من الخسارة التي تعرضت لها “بي واي دي”. وتسعى الشركة بشدة لاحتضان التقنيات النظيفة من السيارات التي تعمل بالشحن إلى تلك التي تقوم بتخزين الكهرباء. ونجحت الشركة مؤخراً في جمع 219 مليون دولار عبر إقامة طرح أولي عام في مدينة شينزين للمساعدة في تمويل بحوث متعلقة بصناعة البطاريات. وباعت الشركة حتى الآن في الصين عدة مئات من موديل “F3DM” الذي يعمل بالشحن متفوقة على أي شركة محلية أخرى، كما أن موديل “E6” سيكون متوفراً في صالات العرض في بكين وشينزين في النصف الثاني من العام الحالي. أما “بي واي دي”، فتخطط إلى توفير 250 سيارة أخرى من موديل “E6” لشركة بينشينج بحلول شهر أغسطس القادم. كما تسعى أيضاً إلى طرح 200 من الحافلات التي تعمل بالكهرباء في غضون الأشهر القليلة المقبلة لشركة المواصلات العامة في مدينة شينزين. لكن لا تزال السيارات الكهربائية تحتاج للمزيد من القبول من قبل المستهلك على الرغم من المساعدات التي قدمتها بكين لبعض المدن في العام الماضي. ونجد مثلاً وفي إحدى المناطق الواقعة حول بكين والمأهولة بنحو 20 مليون شخص، أن عدد السيارات الكهربائية المسجلة لا يتجاوز سوى العشرة، بينما يزيد العدد قليلاً إلى 25 في هانجزو. ويقول ويليام روسو مالك شركة “سينيرجيستكس” الاستشارية في بكين “لا يعبأ الناس كثيراً بمصالح الحكومة، وينصب أكثر اهتمامهم في الاقتصاد والجانب الإيجابي الحقيقي في ملكية سيارة تعمل بالكهرباء. كما أن شراء سيارة كهربائية ليس بغرض حماية البيئة، لكن بغرض توفير ما يمكن من المال”. نقلاً عن “إنترناشونال هيرالد تريبيون” ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©