الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسرائيل.. وإهانة أوباما

27 يوليو 2015 22:00
كتبت «جودي موزيس» زوجة وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم في تغريدة على «تويتر»، تساءلت خلالها: «هل تعرف ما هي قهوة أوباما؟ إنها سوداء وضعيفة.» وحذفت جودي شالوم وهي شخصية شهيرة في الراديو والتلفزيون الإسرائيلي التغريدة التي جلبت عليها الانتقادات ثم اعتذرت عما وصفته بأنه «مزحة غبية». ومن يعتبرون الاتفاق النووي الإيراني تهديداً خطيراً للمصالح الإسرائيلية والأميركية يشعرون أن عليهم واجباً أخلاقياً ليعارضوه بضراوة تماماً كما يشعر الأشخاص الذين يرون في الصفقة أفضل طريقة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي أن عليهم أن يعملوا على تبنيها. لكن النيل من رئيس الولايات المتحدة بشتمه وإهانته ليس من اللائق. ودخل «مايكل أورين» السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة حلبة مناهضة أوباما. فقد أشار «أورين» في سلسلة مقالات نشرت خلال الآونة الأخيرة في مجلة «فورين بوليسي» أن «تخلي الزوجين المسلمين» لأم الرئيس عنه أوجد بداخله رغبة في أن «يقبله أتباع دينهما»، وهذا أثر على سياسته الخارجية حالياً. ونادراً ما استطاع أصحاب نظرية المؤامرة والمشككون في مسقط رأس أوباما أن يطعنوا في مسيحيته بأقوى من هذا. وهذا لا يليق بـ»مايكل أورين». ولقد أصبحت الإهانات ذات الطابع العرقي لرئيس الولايات المتحدة تنهال من جميع جهات إسرائيل. فقد ورد في سفر استير في العهد القديم أن هامان المسؤول الكبير في مملكة الفرس القديمة سعى إلى إبادة الشعب اليهودي، لكن استير اليهودية حالت دون تنفيذ مخططه. وقبل بضعة شهور شبه «شلومو ريسكين» كبير الحاخامات في مستوطنة إفرات في الضفة الغربية أوباما باعتباره نقمة على الأراضي المقدسة. وقال للجمهور: «رئيس الولايات المتحدة يهاجم إسرائيل كما هاجم هامان اليهود». وليس «ريسكين» أول حاخام يصف أوباما بأنه «هامان يبعث من جديد». ففي عام 2012، قارن «دوف ليور» الذي كان كبير الحاخامات لمستوطنة «كريات أربع» بالضفة الغربية بين أوباما و»هامان»، وفقا لراديو الجيش الإسرائيلي. لكن «ليور» انحدر أكثر. ووصف أوباما بحسب تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» بأوصاف سيئة. والتحقير والإهانات ليست وحدها المؤلمة، لكن التصرفات أيضاً محملة بإهانات. صحيح أن كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس حظيت بإعجاب مضيفيه «الجمهوريين» ومعظم مؤيدي إسرائيل، لكنها أثارت غضب كثير من أعضاء تكتل الأعضاء السود في الكونجرس البالغ عددهم 46 ممن ساءهم أن يتجاوز نتنياهو البيت الأبيض، ويستخدم الكونجرس منبراً لتحدي مفاوضات الرئيس النووية مع إيران. واعتبر «جيمس كلابيرن» النائب الأميركي عن ولاية ساوث كارولاينا، والعضو في التكتل، وهو ثالث أبرز «ديمقراطي» بمجلس النواب كلمة نتنياهو «إهانة لأول رئيس أميركي أسود». وفي مقابلة مع صحيفة «يو. إس. أيه. توداي»، صرح بأن الالتفاف حول البيت الأبيض «صفعة حقيقية على الوجه للرئيس. والسود يعرفون هذا... نتنياهو ما كان ليفعل هذا مع أي رئيس آخر». وعندما سئل عن السبب الذي يجعل نتنياهو لا يحترم أوباما أجاب كلايبيرن: «أنكم تعرفون السبب». وعبارة كلايبيرن «السود يعرفون هذا» عميقة الدلالة. ولا عجب أن يحاول «الجمهوريون» معالجة الموقف. فقد أرسلت اللجنة القومية لأعضاء مجلس الشيوخ «الجمهوريين» التماسات إلى الجمهور يحضونهم على التوقيع عليه. ويطالب الالتماس الجمهور بأن يحثوا أوباما على الوقوف إلى جانب إسرائيل ورئيس الوزراء نتنياهو. ولا طائل من وراء نشر الالتماسات في مناطق تقطنها أعداد كبيرة من السود. والمثير للقلق بشكل أكبر أن الجدل بشأن صفقة إيران سيؤثر على التحالف السياسي طويل الأمد والمثمر إلى حد كبير بين الأميركيين الأفارقة واليهود. كولبرت أي. كينج* * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©