الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطائرات بدون طيار.. أكلاف نفسية

27 يوليو 2015 22:01
المشهد: رجل تنزف الدماء بغزارة من ساقه التي مزقها صاروخ، راح يزحف ببطء عبر حقل إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة على التراب. هذا المشهد الكابوسي تراه «هيثر لاينباو» في نومها مراراً وتكراراً، بل ويعاودها حتى في ساعات يقظتها. «كايان ويستمورلاند» يحلم بعشرات الأطفال الذين يحلقون في السماء في رعب، و«براندون برايانت»، يكتب أشعاراً عن الجنود الذين يموتون في بحر من الدم. هؤلاء الأميركيون الشبان يقدمون فهماً جديداً للأكلاف الكاملة للعمليات السرية للطائرات التي تطير بدون طيار(درونز) التي يشنها البيت الأبيض. وتشير التقارير إلى أنه خلال السنوات الخمس الأولى لأوباما في منصبه شنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي.آي.إيه» 330 عملية سرية في باكستان وحدها، مقارنة بـ51 عملية فقط في السنوات الأربع الأولى من حكم جورج بوش. والمنطق الأساسي الذي يستند إليه شن هذا النوع من العمليات ينبني على افتراضين: الأول، هو أن التقنية المتطورة للتصوير بالفيديو التي يتم بثها في الوقت الحقيقي عبر الأقمار الصناعية توفر القدرة على قتل محاربي العدو بدقة متناهية. الثاني، أن تلك العمليات يمكن شنها من غرف مكيفة الهواء مزودة بوسائل الراحة تقع في صحراء نيفادا مثلًا، مما يجعل الجنود الأميركيين خارج نطاق الأذى. تبين أن كلا الافتراضين ليسا صحيحين. فموضوع الخسائر البشرية التي تتسبب فيها الطائرات بدون طيار موثق بشكل جيد، حيث قدمت «سي. آي. إيه» تقارير سرية إلى الكونجرس ادعت فيها أن خسائر المدنيين جراء هجمات تلك الطائرات يقدر عادة بأعداد بسيطة. ولكن المصادر المستقلة تختلف في تقييمها اختلافاً حاداً عن الرواية الرسمية. ففي 646 عملية تمت بواسطة تلك الطائرات في باكستان، والصومال، واليمن لقي 1,128 مدنياً بينهم 225 طفلاً حتفهم- وهو ما يشكل 20 في المئة من إجمالي أعداد القتلى. ولحروب الطائرات من دون طيار أكلافها داخل الوطن أيضاً. فقد أثبتت الدراسات النفسية التي أجرتها القوات الجوية الأميركية، وجود حالات توتر واسع النطاق بين الطيارين. يقول د.»وين تشابيل» الطبيب بمدرسة طب الفضاء الجوي في قاعدة رايت –باترسون الجوية في أوهايو: ما نراه هو مستويات مرتفعة من الإنهاك والتوتر النفسي. يشار إلى أن القوات الجوية قد أعلنت مؤخراً أن 180 طياراً من مشغلي «الدرونز» يتخرجون كل عام، في حين يتوقع أن 240 طياراً من أصل 1260 طياراً يعملون حالياً لن يستمروا في وظائفهم بمجرد انتهاء عقودهم الحالية التي تبلغ مدتها 6 سنوات. عمليات تلك الطائرات تحتاج إلى أفراد آخرين بخلاف الطيارين. فهي تحتاج إلى ما يقرب من 180 فرداً عسكرياً يتراوحون ما بين محامين عسكريين، وقادة، إلى متعهدين لتشغيل وصيانة كل دورية مكونة من 3 إلى 4 طائرات من نوع»بريداتور»أو «ريبر» على مدار الساعة. لم يقترب أي من أفراد القوات الجوية المذكورين أعلاه من ميدان قتال فعلي في حياته، حيث عمل «ويستمور لاند» في قاعدة عسكرية في قندهار، كان يقوم فيها بالمساعدة على إنشاء نظام توصيل لنقل الصور الجوية لقاعدة العديد في قطر، في حين كان»براينت» يقوم بتشغيل الكاميرات على طائرة من نوع «درون» من قاعدة «نيليس الجوية» في نيفادا، في حين كانت وظيفة «لاينباو| هي تحليل الأفلام في قاعدة»بييل» في كاليفورنيا. ولكن الثلاثة يشهدون على الإجهاد والتأثيرات النفسية التي يتعرضون لها في عملهم نتيجة لامتداد ذلك العمل لمدة 12 ساعة يومياً لستة أيام في الأسبوع أحياناً يقومون خلالها بمشاهدة الأهداف التي سيضربونها لشهور طويلة ثم يشاهدون لحظاتهم النهائية، بل والجنازات التي تقام لهم أحياناً. هناك العديد من القصص المتعلقة بالصدمة النفسية التي يعانيها الأفراد من الرتب الصغرى في القوات الجوية بدأت في الظهور، في نفس الوقت الذي قدم فيه المحاربون القدامي مثل «براينت»، و»لاينباو»، و»ويستمورلاند» شهادات موثقة في أفلام تسجيلية، وفي وسائل الإعلام حول الأخطاء العديدة التي لاحظوها في عمليات الطائرات التي تطير بدون طيار والتي نتج عنها سقوط أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء ممن لا علاقة لهم بالإرهاب. براتاب شاترجي - سان فرانسيسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©