الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قمة طارئة لرؤساء «إيجاد» حول السودان

27 أكتوبر 2010 23:31
بات في حكم المؤكد انعقاد قمة استثنائية طارئة لرؤساء قمة الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق افريقيا (ايجاد) لبحث تطورات الوضع في السودان والترتيبات الخاصة بإجراء استفتاء تقرير مصير الجنوب في يناير المقبل وتقديم رؤى مُتّفق عليها لتجاوز الخلافات حول أبيي، إلا أن مكان انعقاد القمة الطارئة لم يبت فيه بصورة نهائية حتى أمس، إذ تم ترشيح العاصمة الكينية نيروبي مكاناً لانعقاد القمة إلا أن عقبات سياسية قد لا تسمح بذلك في الوقت الراهن إضافة إلى جانب متطلبات انعقاد القمة وتجهيزاتها الخاصة باستقبال سبعة رؤساء ومرافقيهم. وحسب تقارير نشرت في الخرطوم أمس، فقد لاح في الأفق خيار آخر بأن تكون العاصمة الأثيوبية مقراً لانعقاد القمة الطارئة بحسبان أن أثيوبيا هي رئيس الدورة الحالية لـ(يجاد) وهذا الأمر رغم أنه مرجح إلا أن البت فيه لم يكن بصورة نهائية. وقالت صحيفة (آخر لحظة) السودانية المقربة من الدوائر الحكومية إن القمة ستعقد في العاصمة الأثيوبية غدا الجمعة على الأرجح. وذكرت مصادر الصحيفة أن الرئيس عمر البشير رئيس الجمهورية سيقود وفد السودان اليوم إلى هناك وأن الوفد الذي سيكون في معيته سيضم الفريق أول مهندس صلاح عبد الله (قوش) مستشار الأمن القومي، والدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس للشؤون السياسية وعدداً من المسؤولين المكلفين بملفات الاستفتاء وأبيي. من جانب آخر أكد إبراهيم غندور القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بزعامة الرئيس عمر البشير في تصريح خاص لـ”الاتحاد” عدم وجود صفقة مع الحركة الشعبية تقضي بالتنازل عن منطقة ابيي الغنية بالنفط إلي جنوب السودان مشيرا إلى أن “الحديث عن ضم ابيي إلى الجنوب كحل لتجاوز نقاط الخلاف بشأن استفتاء المنطقة أمر مرفوض”. وانتقد المسؤول الحزبي الكبير حديث الأمين العام ل”الحركة الشعبية لتحرير السودان” ، وزير السلام في حكومة الجنوب باقان اموم الذي اقترح فيه ضم ابيي إلى الجنوب بمرسوم رئاسي في إطار حلول شاملة تتضمن ترسيم الحدود والعلاقات بين الشمال والجنوب عقب الاستفتاء الذي بات من الراجح أن ينتهي بالانفصال وتكوين دولة جديدة في الجنوب. وقال غندور إن رؤية باقان بشأن ابيي تقتصر على الجانب الاقتصادي كون ابيي منطقة غنية بالنفط والموارد الاقتصادية فيما (المؤتمر الوطني) يولي اهتماما للحقوق التاريخية للمجموعات البشرية التي تعيش علي هذه الأرض. وشدد علي تمسك حزبه بالحقوق التاريخية لقبيلتي المسيرية ودينكا نقوك في منطقة ابيي مؤكدا أنها لن تطرح للمساومة عليها مقابل مكاسب أخرى بشأن المسائل العالقة وأشار إلى أن المساعي جارية للتوصل إلي اتفاقية مع الحركة الشعبية لضمان الحقوق الكاملة للقبيلتين في ابيي.وأضاف “هذا يعني انه لا صفقة وإنما هناك اتفاق يضمن العيش الكريم لكل مكونات ابيي”. وأكد غندور أن عملية ترسيم الحدود ستمضي قدما لتبلغ كمالها قبل الموعد المقرر لإجراء استفتاء علي مصير الجنوب لإغلاق الباب أمام أي ثغرات يمكن أن تنفذ من خلالها في المستقبل مهددات لأمن البلاد.مشيرا إلي أن اتفاق الشريكين بعدم ربط الاستفتاء بترسيم الحدود لا يعني أن العملية سيعتريها بعض التأخير. ورفض غندور التعليق على ما يتردد حول قرار منظمة”إيجاد”نقل اجتماعاتها لأديس أبابا بدلا من نيروبي لإبعاد كينيا من أي إحراج بشأن مطالبات المحكمة الدولية الجنائية ولفتح الباب أمام الرئيس البشير للمشاركة في الاجتماعات. وفي نيروبي أعلن وزير خارجية كينيا موسى ويتانجولا أمس أن بلاده تحاول نقل اجتماع (ايجاد) حول مستقبل السودان إلى أثيوبيا لكن هذا لا يرجع إلى الضغوط التي تتعرض لها لاعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير. ويفترض أن تعقد قمة (ايجاد) في كينيا ودعت المحكمة الجنائية الدولية نيروبي إلى اعتقال البشير عندما يزور البلاد لاتهامه بارتكاب إبادة جماعية خلال حملة لقمع التمرد في دارفور. وقال وزير الخارجية الكيني أمس إنه من المنطقي أن يعقد الاجتماع الإقليمي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا مقر الاتحاد الافريقي. وقال ويتانجولا “نحاول أن نرى ما إذا كان من الممكن عقده في أديس أبابا مقر الاتحاد الافريقي حتى يمكن لجهازي (ايجاد) والاتحاد الافريقي التعامل مع القضايا تمهيدا لاستفتاء التاسع من يناير” في السودان. وصرح ويتانجولا بأن أثيوبيا عبرت عن استعدادها لاستضافة الاجتماع ونفى رضوخ حكومته لضغوط في الداخل والخارج لاعتقال الرئيس السوداني. وقال “لم نتلق مطالب من المحكمة الجنائية الدولية ولسنا جهة اعتقال للمحكمة الجنائية الدولية ولذلك ليست هذه هي القضية. القضية هي إننا نريد حضورا كبيرا”. وتعرضت نيروبي لانتقادات حكومات أجنبية كما شكت المحكمة الجنائية الدولية كينيا وهي عضو فيها إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لأنها لم تعتقل البشير في أغسطس الماضي عندما حضر توقيع الدستور الكيني الجديد. وكانت زيارته لكينيا هي الثانية لدولة أفريقية كاملة العضوية في المحكمة بعد ان سافر إلى تشاد في يوليو. وصرح ويتانجولا بأن مصالح بلاده تأتي دوما أولا واستطرد “مصالحنا الاستراتيجية أهم من انتقادات لا أساس لها يوجهها لنا الناس”. وقالت المحكمة امس الأول إنها طلبت من كينيا أن تبلغ في موعد غايته 29 أكتوبر الجاري عن أي سبب قد يمنعها من اعتقال البشير. وأصدرت المحكمة ومقرها لاهاي أمرين باعتقال البشير الأول بتاريخ مارس 2009 وتضمن خمسة اتهامات بجرائم ضد الإنسانية واتهامين بجرائم حرب والثاني في يوليو 2010 ويشمل ثلاث اتهامات بارتكاب إبادة جماعية. محادثات مصرية سودانية حول الاستفتاء القاهرة (الاتحاد) - أعلن سفير السودان في القاهرة الفريق عبدالرحمن سر الختم عقب لقائه أمس وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أن وزير الخارجية السوداني علي كرتي سيزور مصر بعد غد السبت، في إطار التشاور المصري السوداني واستكمال ما بدأ الحديث عنه خلال زيارة الوزير أحمد أبوالغيط والوزير عمر سليمان للسودان يوم الخميس الماضي. ونفى سر الختم أن يكون قد تطرق في مباحثاته مع أبو الغيط إلى مشاكل التماس الحدودي المتوقعة بين شمال وجنوب السودان في حالة انفصال الجنوب، وقال إن هذه المشكلة سيتم التطرق إليها في مباحثات أبوالغيط وكرتي السبت، بالإضافة إلى مواصلة الحديث عن الاستفتاء وتقريب وجهات النظر بين شريكي الحكم والتنسيق بين وزارتي الخارجية في البلدين. وتوقع سفير السودان بالقاهرة عقد ورشة عمل ثالثة بين شريكي الحكم في السودان بالقاهرة الشهر القادم. واكد أنه لا نية لتأجيل الاستفتاء وفق الالتزام الدستوري والموعد المتفق عليه أمام العالم، مشيرا إلى أن جميع الترتيبات تجري على هذا الأساس.
المصدر: الخرطوم، نيروبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©