الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف يمكنك أن تنمي شخصيتك (1)...؟

7 سبتمبر 2006 01:22
كيف تتعرف على من حولك من خلال مظهرهم وطعامهم وبيئتهم وفصائل دمهم، إذ كنت ترغب في التعرف على سلوكيات وطباع من حولك وتحاول توقع تصرفاتهم وفهم شخصياتهم بالطريقة الصحيحة، وتهتم بتحليل الشخصيات المختلفة، واتقان فن الاستماع للأفكار المخفية في الكلام وكشف الكذب، وفي نفس الوقت تطمح إلى معرفة نظرة الناس لك وأفكارهم عنك، فما عليك إلا أن تتابع هذه السلسلة التي تساعدك في شحذ ملكة الفراسة لديك، وأن تصبح على وعي أشمل وأدق بمتاهة الرسائل السلوكية والتلميحات التي يصدرها الآخرون حولك، خصوصاً تلك المشفرة بسلسلة لا متناهية من الإشارات والكلمات والحركات والتصرفات وأساليب الحياة والتعامل والمظهر الخارجي بكل تجلياته أيضا، وقبل الدخول في أنواع تحليل الشخصية الإنسانية· لابد أولاً من التعرف على معنى الشخصية: لقد اختلف علماء النفس كثيراً في تعريف الشخصية، حتى وصل عدد تعاريف الشخصية إلى أربعين تعريفاً، ويحددها بعض الباحثين على أنها مجموعة الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الاجتماعية لفرد بعينه وتميزه عن غيره· ويرجع اهتمام العلماء والباحثين بالشخصية الإنسانية إلى الواقع العالمي المنكوس حيث بات الإنسان يعيش غريباً معزولاً عن أعماق ذاته، ويحيا مقهوراً من أجل الوسط المادي الذي يعيش فيه، ولأن خلاص الإنسانية الأكبر لا يكون إلا بالنمو الروحي والعقلي للإنسان، وتحسين ذاته وإدراتها على نحو أفضل وليس في تنمية الموارد المحدودة المهددة بالهلاك· إن تنمية الشخصية لا تحتاج إلى مال أو إمكانات أو فكر معقد، وإنما الحاجة تكمن في الإرادة الصلبة والعزيمة القوية، وقد علمتنا تجارب الأمم السابقة أن أفضل طريقة لمواجهة الخارج وضغوطه الصعبة تكمن في تدعيم الداخل وإصلاح الذات واكتساب عادات جديدة ثم يأتي بعد ذلك النصر والتمكين، وهذا ما نستنتجه من الآية الكريمة: ''إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم''· مبادئ تنمية الشخصية يتم تنمية الشخصية على الصعيد الفردي، وتشمل أولاً التمحور حول مبدأ، فإذا أراد الإنسان أن يعيش وفق مبادئه، وأراد إلى جانب ذلك أن يحقق مصالحه إلى الحد الأقصى فإنه بذلك يحاول الجمع بين نقيضين، فيضطر في كثير من الأحيان إلى التضحية بأحدهما حتى يستقيم له أمر الآخر، وقد أثبتت المبادئ عبر التاريخ أنها قادرة على الانتصار تارة تلو الأخرى، وأن الذي يخسر مبادئه يخسر ذاته، ومن خسر ذاته لا يصح أن يقال إنه كسب بعد ذلك أي شيء، وثانياً: المحافظة على الصورة الكلية فالنهج الديني في بناء الشخصية يقوم على أساس الشمول والتكامل في كل الأبعاد، وليس غريباً أن نرى من ينجذب بشكل عجيب نحو بعض المحاور ويترك باقيها دون أدنى اهتمام، وحتى لا تفقد الصورة الكلية في الشخصية ينبغي النظر دائماً خارج الذات من أجل المقارنة مع السياق الاجتماعي العام، والنظر الدائم في مدى خدمة بناء النفس في تحقيق الأهداف الكلية والطريق إلى الشخصية المؤثرة، كالتالي: ضرورة الالتزام بالعهود الصغيرة، فقطرت الماء حين تتراكم تشكل في النهاية بحراً، كما تشكل ذرات الرمل جيلاً، كذلك الأعمال الطيبة فإنها حين تتراكم تجعل الإنسان رجلاً عظيماً· أحلام سعيد حمدون أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©