العام الدراسي الجديد

متعة ما بعدها متعة حينما نستيقظ من النوم على صوت المؤذن الذي يشق عنان السماء والطبيعة ساكنة خاشعة والصبح قد تنفس وجميع المؤمنين يلبون نداء الحق جل جلاله· الكل ينهض بنشاط ولسان حاله يردد ما يرفعه المؤذن بنفس راضية مطمئنة هنيهات ويعود الجميع كل الى بيته بعد ان لبى وأدى فريضة الفجر· لتعود الاشياء كلها الى السكون والصمت هكذا كانت تبدو الحياة قبل ان تفتح المدارس أبوابها لاستقبال أبنائنا الطلبة من جميع الأعمار حيث لم يعد للصمت والسكون مكان لأنه وبعد ان تؤدى فريضة صلاة الفجر تدب في البيوت والشوارع الحركة والنشاط بخروج الطلاب والطالبات كل الى حيث مدرسته، والجو يصبح يردد زقزقة العصافير التي تنطلق في الغداة ممزوجة بثرثرة الاطفال الذين يتراكضون من أجل الوصول الى مدارسهم بعد ان كانوا قبل الآن يغطون في نوم عميق انما اليوم وبعد ان بدأ الفصل الدراسي للعام الجديد اصبحوا وكأنهم الدماء التي تنساب في الأوردة وهم يملأون الشوارع منهم المشاة ومنهم المنقولون بالسيارات أو في الحافلات المخصصة لنقلهم· والطلاب يمثلون الشريان الدائم للحياة ونبضها فاليوم يعودون بهمة ونشاط نافضين عن كواهلهم غبار الكسل ومنطلقين بروح خلاقة تشوق للعلم والتحصيل واثبات الوجود لأنه وكما قيل: لا حياة لمن لا يتسلح بالعلم فالعلم هو السلاح الاكيد والاخطر الذي بواسطته نفرض وجودنا بين الأمم وهم من السنة التي لا مناص لمسلم ان يحيد عنها حيث قال لنا رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم ''اطلبوا العلم من المهد الى اللحد'' وقال حكيم ''اطلب العلم ولو في الصين'' رغم بعد المسافة التي تفصلنا عن الصين وأسباب المواصلات في ذلك الوقت معروفة إما على جمل أو حصان فتخيل المشقة التي سيلاقيها من يتوجه الى الصين ومما يلاقي من صعاب في الطريق المهم ان العلم واجب وفريضة وعلينا ان نقوم بهذا الواجب الذي هو سبب تواجدنا وكفيل في اعلاء مكانتنا ورقينا ونعد من بين الأمم بالأمة المتعلمة المتحضرة القوية· محمد صالح بداه دبي