السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قانون التراكم

6 فبراير 2010 20:13
قانون التراكم من القوانين التي تبين وتجسد حجم نتائج نوعية الأفكار وأثرها، حيث يقول هذا القانون: “عندما تفكر في شيء ما بالأسلوب نفسه وتكرره عدة مرات فإنه يتراكم”. ولتوضيحه أكثر أريدك أن تقوم بعمل هذا التمرين البسيط دون تفكير لكي تحصل على النتيجة المرجوة منه. اقرأ هذه الكلمات بسرعة ثم أجب على السؤال الذي يليها بسرعة كذلك: أبيض أبيض أبيض أبيض أبيض أبيض أبيض أبيض أبيض، ماذا يشرب الجمل؟ لم أجد أحداً طبق معي هذا التمرين بسرعة ودون تفكير عميق إلا وكانت إجابته عن ذلك السؤال أن الجمل يشرب “الحليب”. وسؤالي لك عزيزي القارئ هو: لماذا كانت إجابتهم “الحليب” ولم تكن “الماء”؟ هل هم لا يعرفون ذلك؟ أم أن أمراً ما قاد تفكيرهم باتجاه أمر آخر وبعفوية أجابوا على ضوء تلك القيادة الذهنية؟ هو كذلك، فقد كان لترديد كلمة “أبيض” تراكم معين وحدث لها وجود عميق في سطح الذاكرة فجعلها هذا الأمر أكثر ألفة وحضوراً فخرجت الإجابة لتساؤل داخلي يقول: “سائل يشرب لونه أبيض؟” إذن هو “الحليب”. جربها مع أي شخص وستسمع بأذنيك الإجابة نفسها؛ لأنها تشبه عندما يأخذ شخص رزمة ورق ثم ينثرها بعشوائية فإنها لا تتراكم ولا يقال عنها إنها أوراق متراكمة، ولكن إذا جمعها وصفها ورقة فوق الأخرى صارت متراكمة، فهل راكم أوراقاً بيضاء تحمل معلومات وأخباراً وخبرات إيجابية أم أوراقاً سوداء فيها الألم والأوجاع والهموم؟ نخرج من هذه التجربة بأن الإنسان عندما يفكر في أمور حياته بطريقة التراكم وهو لا يعي ذلك، فإنه يجعل لها وجوداً وحيزاً ذهنياً ونفسياً أكبر فيبني تصرفه عليها وهو في الغالب لا يدرك ذلك؛ لأن مقود عجلة التفكير تولاه العقل الباطن الذي حركته بعض الأحداث السلبية. فعندما نفكر بمشكلة اليوم ومشكلة الأمس والمشكلة التي حدثت قبل أسبوع والتي تشبهها قبل شهر، وما كان في العام الماضي كذلك.. فإن هذه الطريقة في التفكير تجمع كل تلك الأمور والمواقف السلبية وتراكمها فتولد مشاعر وتفكير سلبيين قويين، الأمر الذي يقود الشخص لتصرفات سلبية. ولذا عزيزي القارئ متى ما شعرت أو أدركت أن تفكيرك بدأ يأخذ منحى التفكير السلبي تجاه مجريات الأحداث وما حدث لك من مواقف ومشاكل، فأوقفه وابدأ بالتفكير بالخيرات والنعم والصحة والعافية والأحباب والأصحاب الإيجابيين واذكر الله كثيراً ليهدأ فكرك وترتاح نفسك فتنعم بحياة ملأي بكل معاني الإيجابية. د.عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©