الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أيقونات جمالية من «كلاسيكيات» خمسينيات القرن الماضي

أيقونات جمالية من «كلاسيكيات» خمسينيات القرن الماضي
19 يناير 2013 21:37
خلال عرض موضة فن الخياطة الراقية “الهوت كوتور” للدار الفرنسية العريقة “كريستيان ديور” لموسمي خريف وشتاء 2013، كان الحاضرون على موعد مع الأناقة، والرقي، والتفرد، ليعودوا بالذاكرة عقودا إلى الوراء، مستعيدين أيقونات جمالية من كلاسيكيات خمسينيات القرن الماضي، عبر تشكيلة مترفة من أزياء المساء والسهرة التي تحتفي بملامح الأنوثة والدلال. أزهار البياتي (الشارقة) - تحولت أفخم غرف مؤسسة “كولبكيان” الفنية في باريس لحديقة غناء من الورود، حيث غلفت كامل جدرانها بمختلف ألوان الزهور المتفتحة، محتضنة بين جنباتها منصة أنيقة لعرض أزياء “ديور” المميز، والذي جاء برعاية المدير الابداعي للدار راف سيمون، ليعبر من خلاله عن حسه الفني الجميل، وشغفه اللامحدود بطراز المصمم الراحل“ كريستيان ديور” قبل نصف قرن من الآن، مستعرضا مجموعة راقية ومترفة من أزياء المناسبات والسهرة التي ظهرت وكأنها تكريم لمنجزات السنوات السابقة، وتعبير عن الأسلوب الكلاسيكي الفريد الذي طبع هذه الماركة الفرنسية منذ البدايات. الصورة المثالية عاد المصمم مرة أخرى لكنوز “ديور” القديمة، لينهل منها خطوطا ولمسات اختزلت الصور المثالية لأناقة المرأة آنذاك، وكيف كانت ترفل بنفحات الرقيّ والترف، متشحة بنماذج من القطع والموديلات التي تبرز حنايا القوام دون ابتذال ومبالغة، عاكسة ببساطة متناهية وعفوية طبيعية ملامح أنوثة طاغية تجعلها ملوكية المظهر وبعيدة المنال. وفي ظل إيحاءات مدروسة ومستلهمة من أسلوب “كريستيان ديور” في عرضه المثير لعام 1952، ولدت المجموعة الجديدة لفن الخياطة الراقية “الهوت كوتور” للموسمين الحاليين، لتعيد للأذهان إحياء طراز الأناقة التقليدية لنمط “ديور” المعروف، وكيف كان الأب الروحي للدار كريستيان متمكنا من أدواته الفنية وحسه الابداعي، ليبتكر مفهوما للكمال ثم يتعمد كسره بشكل متمرد ومثير، خالقا منه وجها جديدا وشكلا مختلفا لأبعاد الجمال، وقد عبر سيمون عن تأثره الشديد بهذه الروح، مضيفا عليها صياغته الخاصة وهوسه الكبير بفن التركيب البنائي والهندسي للأسطح والخطوط ضمن سياق منسجم ومتناغم، لاعبا على وتر التباين بين تضاريس جسد المرأة، والاتساق الجميل بين تفاصيل القوام، مطلقا باقة من البنطلونات الضيقة التي تعلوها فساتين قصيرة تقولب القوام، مع طراز متكرر لشكل الساعة الرملية هنا وهناك، وتلك الجوبات الواسعة المرتفعة بقوامة الجيبون، والتي تذكرنا بنمط ملابس نجمات السينما وجميلات هوليوود في فترة الخمسينيات والستينيات. نماذج مبتكرة ابتكر سيمون لهوت كوتور ديور الأخير أشكالا متعددة من التنانير الواسعة والضيقة على حد سواء، مبتدعا ملابس تناسب الأوقات النهارية والأمسيات، مع تشكيلة لفساتين المناسبات وحفلات الكوكتيل، جاءت قصاتها على شكل جرس أو كلوش، أو بالون أو ساعة رملية، وبعدة أطوال منها القصير “الميني” الذي يلبس مع بنطلون مستقيم وضيق يلامس عظمة الكاحل، أو المتوسط الطول “مدي” الذي يصل لحدود منتصف الساق، مع الطويل ”ماكسي” الذي يصل لمستوى الكعب، ليغنيها بالشغل اليدوي الدقيق والشك المتقن بالخرز والباييت والستراس، مع الشرائط والدانتيلات التي تزين الطبقات مضيفة على كل قطعة مزيدا من الترف والفخامة، ليحدد المصمم الواعد بحزم خصور عارضاته النحيلات، مظهرا وعبر خطوطه الأنثوية الناعمة ما يملكنه من جماليات طول العنق ورشاقة الأطراف وكور القوام، عاكسا من خلالهن رؤيته النموذجية في مجال فساتين الكوكتيل والسهرات على وجه الخصوص، والتي ظهرت إما ملتفة حول الصدر والجذع لتنطلق بكل حرية وانسيابية بعد أن تتجاوز الحزام، أو اكتفت باحتضان الجسد وقولبته بغواية أثناء الحركة والمشي، مع العديد من المشدات والكورسيهات التي تذكر بكلاسيكيات أناقة الزمن الجميل. طاقة الألوان جاءت باقة “ديور” الجديدة بعدة ظلال وتدرجات لونية، بعضها هادئ ورائق من درجات ألوان الباستيل حيث وبراءة الأبيض، وشحوب الأصفر، وعاجية البيج، لتتحول إلى مسطرة من الألوان القوية الأكثر زهوة وظهور، والتي حاكت الأحجار الكريمة في رونقها وغناها، كالأخضر الزمردي، والأزرق الزفيري، والأحمر الياقوتي، الفوشيا التوبازي، والبرتقالي المرجاني، والأصفر الستريني، بالإضافة إلى سطوة الأسود، يصحبه العديد من الرمادي والرصاصي والفضي، مفضلا في بعض القطع اعتماد أسلوب التمويه والتطعيم والتداخل اللوني، وكي لا تظهر جميعها بهيئتها المجردة أو السادة، مقلما بعضها ببعض، أو مرقطها ببقع لونية وتموجات رخامية، أو حتى خطوط وأشكال هندسية، لتنفذ بخامات وأقمشة مترفة بدءا من رفاهية الحرير، غنى التفتا، وشفافية التول، ورقة الشيفون، وحبكة الكشمير، ونعومة القطن، مع شيء من زغب الفراء، وبريق الترتر والكريستال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©