رام الله- غزة - وكالات الأنباء: اتسع نطاق اضراب الموظفين الفلسطينيين أمس، في يومه الخامس ، فيما تبادلت ''حماس'' و''فتح'' الاتهامات، حيث حذرت الحكومة الحماسوية من تأثير الاضراب على الوضع الصحي والاقتصادي في الاراضي الفلسطينية، بينما استنكرت ''فتح'' محاولات الابتزاز من قبل الحكومة· وانضمت جامعة ''القدس المفتوحة'' أكبر الجامعات الفلسطينية إلى الاضراب وشارك فيه نحو 60 الف طالب ، وشهدت المستشفيات في محافظة شمال قطاع غزة استمرار الاضراب الجزئي عن العمل لليوم الثاني على التوالي وذلك لمدة ثلاث ساعات احتجاجا على عدم دفع الرواتب المستحقة للعاملين في القطاع الطبي·
وذكر مشاركون في الاعتصام أن عشرات الموظفين وقفوا أمام مباني المستشفيين مطالبين بحل أزمة الرواتب وتأمين حياة كريمة لاسرهم حيث أكدوا أن الوضع لا يحتمل انتظارا أكثر من ذلك· وكانت النقابات الطبية أعلنت أن الاضراب الجزئي في كافة الدوائر والادارات والمستشفيات والعيادات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة سيكون أيام الثلاثاء والاربعاء والخميس الاسبوع الجاري على أن يبدأ الاضراب المفتوح عن العمل اعتبارا من السبت المقبل· وناشد المعتصمون الرئيس الفلسطيني محمود عباس التدخل السريع وبذل المزيد من الجهود من أجل تخفيف المعاناة عن شعبنا والعمل على وضع حل لازمة الرواتب، كما ناشدوا إسماعيل هنية رئيس الوزراء الوقوف إلى جانب إضراب الموظفين باعتباره مشروعا·
وشارك العشرات من الموظفين والعاملين في رئاسة الحكومة الفلسطينية في اعتصام احتجاجي في مدينة غزة للمطالبة بتأمين رواتب القطاع العام · ورفع المتظاهرون الذين اعتصموا للمرة الاولى امام مقر رئاسة الوزراء منذ بدء الاحتجاجات لاكثر من ساعة، لافتات تطالب الحكومة بصرف رواتبهم وايجاد حلول للازمة المالية· وكتب على احدى اللافتات ''لا للحصار الجائر، نطالب الحكومة بتوفير رواتبنا لنعيش حياة كريمة''·كما اعتصم العشرات من العاملين في وزارة الاعلام ايضا امام مقر الوزارة في غزة مطالبين بتوفير رواتبهم· كما شارك عشرات الموظفين في اعتصامات مماثلة امام عدة وزارات في مدينة غزة وامام نقابة الاطباء الفلسطينيين في المدينة·
من جهة اخرى، شاركت مئات النساء المناصرات لحركة ''حماس'' في اعتصام امام مقر المجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة غزة تأييدا للحكومة الفلسطينية · ورفعت المشاركات اللواتي استقبلهن احمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي، لافتات تدعم وتساند الحكومة وتدعو الى وقف الاضراب في المؤسسات الحكومية والتعليمية·
ومن جانبه، أكد وزير العمل الفلسطيني محمد البرغوثي أن الحكومة تسعى لتأمين الدفعة الثالثة من رواتب المعلمين خلال الشهر الجاري في سعيها لانهاء إضراب المعلمين والموظفين·
وحذر القائم باعمال وزير المالية الفلسطينية سمير ابو عيشة من تأثير الاضراب عن العمل في المؤسسات الفلسطينية على الوضع الاقتصادي والصحي والتربوي في الاراضي الفلسطينية داعيا النقابات التي تقود الاضراب الى الحوار مع الحكومة لبحث مطالبها·
واستنكر محمود العالول النائب عن حركة ''فتح'' في المجلس التشريعي محاولة الابتزاز والتهديد التي يتعرض لها بعض الموظفين المضربين عن العمل من قبل بعض وزراء الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس مشيرا في ذلك الشأن إلى ما قام به وزير الصحة الفلسطيني باسم نعيم من إرسال تهديداته إلى موظفي وزارة الصحة·
وقال إن حركة فتح لن تسمح بالمساس والقصاص من أي موظف شارك في الاضراب، مشيرا إلى أن قرار اللجنة التنفيذية ''لمنظمة التحرير'' وقرار المجلس التشريعي وكذلك تصريحات الرئيس محمود عباس واضحة على أنه لا بد من حماية كل من يطالب بحق''·
وشدد العالول على أنه ليس من حق الحكومة أن تكيل الاتهامات من قبل وزرائها إلى المعلمين والموظفين وتتهمهم بالتخوين وتهددهم بالمحاسبة في الوقت الذي يعد به ذلك الاضراب حقا مشروعا· ووصف النائب الفلسطيني عن فتح ما قامت به الحكومة من إدخال متطوعين إلى المدارس للتدريس للطلبة لمواجهة انقطاع المعلمين المضربين عن العمل بأنه التفاف على الموضوع للتخفيف من الضغط·
ومن جهة أخرى أكد العالول أن الامور بعيدة جدا عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية مبررا ذلك بأن هناك الكثير من العقبات أمام تشكيل مثل هذه الحكومة خاصة في أعقاب ''دخول القضية الفلسطينية في حالة من العزلة عن الوضع العربي والدولي''·
عدد اليوم
