الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بوزفيد» ينافس المؤسسات الإخبارية العريقة بالتكنولوجيا

«بوزفيد» ينافس المؤسسات الإخبارية العريقة بالتكنولوجيا
17 أغسطس 2014 20:05
في واحدة من أكبر عمليات الاستثمار في وسائل الإعلام الجديد ومواقع محتويات الإنترنت، وافقت صناديق معنوية بتمويل التكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية على ضخ خمسين مليون دولار في موقع «بوزفيد» Buzzfeed، المشهور بمحتوياته المتخصصة من القوائم المسلية، وكذلك بالنجاح السريع الذي حققه بين وسائل الإعلام الرقمية الجديدة والطرق الحديثة في الإعلانات على الشبكة. أكبر استثمار أخذ نجم «بوزفيد» يصعد في فضاء المواقع الأميركية على الإنترنت في السنوات الأخيرة حتى أصبح من بين أشهر المواقع الموجودة حصرا على الشبكة، مقابل المواقع الرديفة والمنافسة للصحف والمؤسسات الإعلامية التقليدية الكبرى. وقال صندوق الاستثمار «اندرسون هوروويتز» الموجود في وادي السيليكون بكالفورنيا، وهو أهم مركز لشركات التكنولوجيا الأميركية، مؤخرا، أنه سيضخ هذا المبلغ الضخم في الموقع الذي قدرت قيمته الحالية بنحو 850 مليون دولار، استنادا لصحيفة «نيويورك تايمز»، وهو أي ما يعادل أربعة أضعاف القيمة التقديرية لصحيفة «الواشنطن بوست» التي تم استحواذها من قبل رئيس موقع «أمازون دوت كوم»، جيف بيزوس، مقابل 250 مليون دولار فقط. ومن المنتظر أن تساعد الخمسين مليون دولا الجديدة، وهي أكبر مبلغ تم استثماره على الإطلاق في الموقع منذ إنشائه في 2006، في أنواع جديدة من المحتويات التي ستؤدي بدورها إلى زيادة عدد زوار الموقع، على الإنترنت والأجهزة المحمولة، وهو عدد يقدر حاليا بنحو 150 مليون زائر شهريا، أي ما يجعله قريبا قليلا من عدد زوار موقع «هوفينتغتون بوست» (أكثر من 30 مليون زائر شهريا)، الذي يعتبر الأول من حيث عدد زوار المواقع الموجودة الصحفية حصرا على الإنترنت، أي المنصات التي نشأت كاملة على شبكة الإنترنت. في المقابل يبلغ عدد زوار مواقع المؤسسات الصحفية الكبرى مثل شبكة «سي إن إن» وشبكة «إن بي سي» وصحيفة «نيويورك تايمز» وصحيفة «يو أس توداي» نحو عشرين مليون زائر شهريا، لكل منها. فريق تقني استنادا لصحيفة «نيويورك تايمز»، يوظف «بوزفيد» حاليا 550 شخصا، منهم أكثر من 200 صحفي و75 مخصصين لإنتاج الإعلانات، مع الإشارة إلى أن الموقع أطلق تباعا عدة نسخ بلغات أجنبية مثل الفرنسية. ويتوقع خبراء ومراقبون أن تبلغ قيمة مبيعات بوزفيد مئات الملايين هذا العام. وقال أحد ممولي العملية الاستثمارية الجديدة، كريس ديكسون، في مدونة له على الإنترنت وهو يثني على الصحافة الرقمية أن في صلب اهتمامات «بوزفيد» التركيز على التكنولوجيا حيث إن فريقها التقني الذي يضم أكثر من مائة شخص يعتبرون من الصف الأول، وكذلك الأمر بالنسبة لقدرات الموقع التحليلية وإدارة الإعلانات والمحتويات. وكل شيء مبني منذ البداية على أساس الأجهزة المحمولة. فالصيغ والأشكال التي يتم التفكير فيها للإنترنت مثل القوائم، والتغريدات (لموقع تويتر) والدبابيس (لموقع بينتريست) والرسوم والصور المتحركة، تعتبر أيضا مهمة مثل الصور والفيديو والمواد والمواضيع الطويلة. إن موقع «بوزفيد» يأخذ الإنترنت وعلم المعلوماتية على محمل الجد. ويصف جوناه بيريتي، مؤسس بوزفيد موقعه أحيانا بأنه «مراهق حيوي» يخلط بين الوقاحة والتواضع. وقد أثار هذا الموقع اهتماماً واسعاً من حيث توفيره محتويات هدفها بالدرجة الأولى التواجد والتشارك على مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد نسخته الإسبانية ثم البرتغالية أطلق الموقع نسخته الفرنسية في 4 نوفمبر الماضي، وقال بيريتي في مذكرة استراتيجية في تلك الفترة إن «خطتنا هي أن نصبح دوليين كشركة تكنولوجية وليس كشركة إعلامية». عنصران قويان اعتمدت النسخة الفرنسية على ترجمة نصف دزينة من محتويات الموقع الأكثر إثارة وأهمية مثل القوائم التي أصبحت مشهورة ومنها «24 عبارة ملّ العازبون من سماعها» أو «22 قطة تريد موتك». وإلى جانب مثل هذه القوائم من محتوياته الأصلية وظف بوزفيد صحفيين يعملان في نيويورك وينتجون محتويات بالفرنسية، بينهم ماري تيليينغ، التي تخرجت من مدرسة الصحافة في العلوم السياسية وعملت في العديد من المواقع المعروفة مثل «شارع 89» و«أوني». وخلافاً لموقع «هوفينغتون بوست» الذي يهتم بالسياسة مع إطلالة على الترفيه، يرى محلل وسائل الإعلام كين دوكتور، أن خطة «بوزفيد» تقضي بالانتقال من موقع ذي محتوى مجلة وتسلية إلى منصة إخبارية. ويعتبر محللون، مثل الخبير جيف جارفيس، أن الموقع بنى نجاحه على عنصرين قويين مهمين: القوائم والإعلانات الأصلية حيث ينشر الموقع نوعا من التحرير الإعلامي وليس لافتات ومربعات إعلانية، ويضيف «الخطورة هنا مجيء يوم يصبح فيه الناس غير مبالين بذلك، ولهذا فإن «بوزفيد» يتمسك بالقول إنه لا يقدم سوى قوائم». ويقر بوزفيد بأن عليه تجديد أشكاله إلى ما هو أبعد من «القوائم»، ولهذا راح يستثمر في الفيديو مع وحدة إنتاج خاصة مقرها لوس أنجلوس، كما يجد نفسه أنه مبتكر على مستوى الأجهزة المحمولة وهو مجال تحقق فيه نتائج جديدة بفضل القوائم المقروءة جدا على الشاشة الصغيرة، ولكن كذلك بفضل إعلاناته التي تتكيف جيدا مع الهواتف الذكية أكثر من اللافتات الإعلانية. (أبوظبي الاتحاد) في سياق الاهتمام بتطوير محتويات جديدة وظف الموقع منذ نوفمبر الماضي جينا موور الصحفية المتخصصة سابقا في شؤون أفريقيا مراسلة متخصصة في حقوق المرأة، وسيكون مقرها في نيروبا بكينيا. وسبق ذلك بقليل تعيين العديد من الصحفيين المعروفين مثل بن سميث رئيس التحرير الذي كان يعمل في موقع «بوليتيكو. كوم» الإخباري، ثم مريام ألدر، المراسلة الشهيرة في موسكو التي كانت تعمل لصحيفة الجارديان البريطانية، وكذلك ليزا توزي الصحفية العاملة في نيويورك تايمز التي كانت تهتم بالقضايا الساخنة. كذلك استقطب الموقع كاتبات شهيرات من مواقع ومجلات شهيرة مثل مجلة «رولينغ ستون». ومؤخرا انضم إلى الموقع مارك شوفز الصحفي الاستقصائي الحائز جائزة بوليتزر عن أعماله حول مرض الإيدز في أفريقيا. توظيف كفاءات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©