واشنطن، باريس-وكالات الانباء: مدد الرئيس الاميركي جورج بوش امس حالة الطوارئ الوطنية التي اعلنها بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 لعام آخر، وقال في بيان ''لان التهديد الارهابي لا يزال قائما ان حال الطوارىء الوطنية التي اعلنت في 14 سبتمبر 2001 والاجراءات التي اتخذت في هذا الاطار يجب ان تستمر في ان تطبق الى ما بعد 14 سبتمبر 2006 ولذلك امددها لسنة اضافية''· في وقت واصلت المعارضة الديموقراطية هجومها على سياسة مكافحة الارهاب الاميركية التي تعتمدها ادارة بوش، وقال زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد ''ان عدد الاعتداءات في العالم ارتفع بنسبة اكثر من 400% والانظمة الايرانية والكورية الشمالية وبالتأكيد السورية زعزعت استقرار الشرق الاوسط والعالم·· الوقائع لا تكذب لقد اصبحت اميركا في ظل رئاسة بوش والادارة الجمهورية اقل امانا، انها تواجه تهديدات اكبر وليست مستعدة للعالم الخطر الذي نعيش فيه''· فيما اعتبر القائد الاعلى السابق للقوات الحليفة في اوروبا الجنرال ويسلي كلارك اجتياح العراق بانه ''كان خطأ استراتيجيا، وخطوة كبرى في الاتجاه الخاطئ''، مضيفا ان ''ذلك حول انتباهنا عن ما كنا نحاول تحقيقه في افغانستان وجاء بنتيجة عكسية على الحرب ضد الارهاب''·
وقال السناتور جو بايدن الديمقراطي عن ديلاوير ان بوش ضيع الفرصة لتوحيد البلاد والعالم وبدلا من ذلك فرقهما· فيما قال السناتور جون كيري انه لو كان بوش قد قتل اسامة بن لادن اواخر عام 2001 لما اضطر الى الاستشهاد بكلماته، واضاف ''افغانستان تنزلق في غمار الفوضى وباكستان توشك ان تصبح دولة اسلامية راديكالية ذات اسلحة نووية وايران تقترب من امتلاك ترسانة نووية والعراق اصبح ملصق اعلان عن تجنيد افراد من اجل الإرهاب·· يجب علينا تغيير المسار ونكف عن اتباع المسار الحالي''·
وانضمت فرنسا الى المعارضة الاميركية في انتقادها لبوش حيث طلب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي من الرئيس الاميركي التوقف عن تصوير التوترات الجيوبولتيكية (السياسية- الجغرافية) الحالية في العالم على أنها حرب حضارات، وقال في معرض تعليقه على خطاب بوش الذي ألقاه الثلاثاء وشبه فيه إيران بتنظيم ''القاعدة'' الارهابي ''لا يمكننا أن نقبل القول بوجود حرب حضارات بين معسكر غربي ومعسكر إسلامي وليس من حق الغربيين الحكم بوجود الخير والشر في دولة بعينها أو قارة بعينها''·
الى ذلك، قال خبراء إنه بعد خمس سنوات من هجمات 11 سبتمبر أدى التدخل الأميركي في شؤون دول أخرى إلى إذكاء التطرف الذي تسعى واشنطن للقضاء عليه ورسخ صعود الإسلام السياسي كخيار للملايين في الشرق الأوسط· وقال جهاد فخر الدين وهو محلل لبناني من مركز البحوث العربية ''منذ هجمات 11 سبتمبر تناولت أعدادا هائلة من استطلاعات الرأي العام في العالم العربي والإسلامي ويمكن أن نلمح مشاعر العداء بين 11 سبتمبر والآن·· إنها تتزايد وبشكل مثير للقلق·· الخيط بين التدين والتطرف أصبح رفيعا للغاية''·
وقال الأكاديمي أسعد أبو خليل ''من المفارقة أن الممارسات الأمريكية ضد الإسلام السياسي بعد هجمات 11 سبتمبر ساهمت في صعوده وظهوره بصورة أكبر حتى في أكثر أشكاله تعصبا وتطرفا· فيما قال جواد العناني وهو وزير سابق بالحكومة الأردنية ''المسلمون المعتدلون يواجهون وقتا صعبا·· إنهم ليسوا على وفاق مع المتشددين ولكن لا يمكنهم بطريقة ما أن يسمعوا الغرب آراءهم بشكل مقنع''·
عدد اليوم
