كلاسيكيات وتحديات في النصف الشمالي من أميركا

انتهت إجراءات القرعة التمهيدية لكأس العالم البرازيل 2014 فيما يخص منطقة أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي “الكونكاكاف”، وأسفرت عن جدول مليء بمواجهات غير عادية تعد بمتعة لا حدود لها، ويحلل موقع “الفيفا” نتائج هذا الحدث الفريد، وما يمكن أن يخبئه المستقبل لمنتخبات هذه المنطقة في طريقها إلى أهم بطولة كروية في العالم. يبدو من البداية أن المنافسة ستكون على أشدها في المجموعة الخامسة، حيث سيتعين على منتخب غرناطة، الذي يحتل رأس المجموعة، مواجهة نظيره الجواتيمالي المعتاد على خوض منافسات المراحل النهائية في هذه المنطقة، لكن الصراع بين فريقي السلفادور وسورينام في المجموعة الأولى يستحق أيضاً أن نقف عنده لبعض الوقت، إذ كانت الغلبة للأول منذ أربع سنوات، وهكذا سيدخل أبناء الجانب الكاريبي موقعتي الذهاب والإياب في هذه التصفيات راغبين في الثأر. بالنظر إلى النتائج المحققة في الآونة الأخيرة، يمكن القول بكل ثقة بأن المرشح الأكبر للفوز بالمجموعة الثالثة هو منتخب بنما. فبالإضافة إلى بلوغ نصف نهائي بطولة الكأس الذهبية التي انتهت مؤخراً، يزخر هذا الفريق بلاعبين شباب ذوي قدرات ومهارات عالية، بينما تلعب كندا دور المارد الجبار في المجموعة الرابعة، وتتحدى السلفادور الجميع بلا خوف في المجموعة الأولى، أما المجموعات الثانية والخامسة والسادسة، فتبدو أكثر تكافؤا، وإن كانت تبرز فيها أسماء ترينيداد وتوباجو، وجواتيمالا، وهايتي. على مدى السنوات الأخيرة أظهرت بورتوريكو تقدما ملحوظاً. وبالاستعانة بنجوم فريق آيلاندرز، أكبر أندية البلاد، سيحاول أبناء الجزر إثبات خطأ التوقعات في مجموعة تترأسها كندا. وفي عام 2009، فجرت نيكاراجوا مفاجأة بتأهلها إلى بطولة الكأس الذهبية على حساب جواتيمالا، لكن في هذه التصفيات سيتعين عليها أن تتغلب في المجموعة الثالثة على المنتخب البنمي وهو في أوج نشاطه وحيويته. أما سورينام، فسوف تستعين بلاعبيها المحترفين في هولندا لترويع أبناء السلفادور في المجموعة الأولى. تحمل المرحلة الأولى في أعطافها عددا من المواجهات الإقليمية الكبرى، مثل مباراتي ترينيداد وتوباجو ضد جيانا، وبنما ضد نيكاراجوا، لكن لا شك أن الأطباق الكروية الأشهى سيأتي موعدها في المرحلة الثانية، ومن أجملها على سبيل المثال موقعتا المكسيك مع كوستاريكا والولايات المتحدة ضد جامايكا، التي ستكون تكراراً لربع نهائي الكأس الذهبية. وبعد مرحلة المجموعات المبدئية تبدأ المرحلة الثانية التي سيخوض غمارها عمالقة المنطقة: المكسيك والولايات المتحدة الأميركية وهندوراس وكوستاريكا. وقد تم سحب قرعة هذه المرحلة أيضاً، وكانت نتائج السحب مثيرة للاهتمام حقاً. فالمجموعة الأولى تبدو منذ البداية سهلة بالنسبة لنجوم الولايات المتحدة، فأقوى منافسيهم هو منتخب جامايكا، وسينضم إليه لاحقاً الفائزان بالمجموعتين الخامسة والسادسة من المرحلة الأولى، واللذين من المتوقع أن يكونا منتخبي جواتيمالا وهايتي. وتبدو المجموعة الثانية أكثر توازنا وتقاربا في المستوى، وإن كان أكبر المرشحين هما الخصمان اللدودان: المكسيك وكوستاريكا، اللذان ينتظران على أقرب التقديرات منتخب السلفادور، صاحب الأداء المقنع في بطولة الكأس الذهبية مؤخراً، ومنتخب ترينيداد وتوباجو، الذي يعيش فترة إنعاش وتجديد مع المدير الفني الألماني المخضرم أوتو فيستر. إلا أن المجموعة الثالثة هي التي ستتصدر أخبارها العناوين عن جدارة. فكل المؤشرات تدل على أننا سنشهد صراعا مفتوحاً ومشوقا بين هندوراس، التي يمكن التلميح إلى أنها قد تتأهل عن المجموعة، وبنما، التي بلغت نصف نهائي الكأس الذهبية، وكندا، التي ستقاتل بجيل من الشباب الواعد، هذا على أساس أن هذين الأخيرين سوف يثبتان صدق التوقعات ويتأهلان عن مجموعتيهما في المرحلة الأولى. والطرف الرابع في هذه المجموعة هو المنتخب الكوبي، الذي قد يبدو ضعيفا، ولكن يخطئ بالتأكيد من يستهين به.