إن نظرة المجتمع لهواية تربية الحمام ليست النظرة التي يتمناها البعض وخاصة في المجتمع الخليجي ، فهي ليست كباقي الهوايات، حيث يتحفظ الكثير من الهواة كونه مربي حمام،وخاصة إذا كان أصدقاؤه من غير الهواة خوفاً من النظرة الدونية له·· ولا نستطيع لوم هؤلاء، فهذه هي الثقافة المجتمعية لدينا عن تربية الحمام ولا تعلو على ذلك·· والسبب أنه لا يوجد وعي إعلامي عن الهواية، رغم أنها من أرقى الهوايات وخاصة هواية الحمام الزاجل فهي الأكثر تنظيماً وانتشاراً عالمياً دون مبالغة، فلها أنديه واتحادات كباقي الأندية الرياضية ، فمن غير الممكن أن يصدق الإنسان العادي أن تباع حمامة زاجل بمبلغ ''مائة ألف دولار''، فعلى الهواة أن لا ينظروا إلى غير العارفين بهذه الهواية لجهلهم بها· ويعد الحمام الزاجل سيد الحمام في الدنيا دون منازع لما لديه من غريزة حب لموطنه والعودة إليه مهما بعدت المسافات الشاسعة التي يقطعها في إيصال الرسائل، وما يؤديه من خدمات جليلة في تاريخ الحروب ونقل أخبارها إلى العواصم والأمصار·· وقد كشفت الدراسات العلمية الحديثة أن الحمام الزاجل لديه القدرة الطبيعية على رسم خارطة المجال المغناطيسي للأرض يستعين بها في معرفة طريق العودة إلى موطنه، وهو ما ينفي القول عن استخدامه حاسة الشم لتحديد مساره ·
كما تعتبر رياضية سباقات الحمام الزاجل من أمتع أنواع الرياضات على الإطلاق وتلاقي رواجاً واستقطاباً للشباب القطريين من محبي تربية هذا النوع من الحمام، مما أدى إلى فتح جمعية خاصة عن طريق الهيئة العامة للشباب·· وتتطلب السباقات مهارة تكتيكية وأداءً عالياً، بهدف تحقيق النتائج وحصد الجوائز المادية والعينية· وقد استطاع الحمام الزاجل أن يثبت موهبته بصور استثنائية ولهذا يعشقه الملايين من الهواة والمربين في كافة أنحاء العالم، وينظمون له المسابقات المختلفة التي تصل مسافاتها إلى 1500 كلم أحيانا·· بالإضافة إلى أن هذه الرياضة متجددة ومستمرة ولا تنتهي مع مرور السنوات ،فتربية الحمام الزاجل من الرياضات الجميلة والآمنة، يشارك فيها الجميع بدون استثناء من كافة شرائح المجتمع، وأصبحت هذه الرياضة تحتاج إلى مستوى معين من الاحتراف والممارسة وعدم الاعتماد على الحظ أو المصادفة لتحقيق الفوز·· وهواة حمام السباق يعرفون أن حمامهم سوف يعطي أقصى ما لديه من إمكانيات وجهود إذا كان في أحسن حالاته من الناحية الصحية واللياقة والحوافز النفسية والتكتيكية، ولم تقتصر عملية السباقات على التغذية والتدريب بل أصبح الكثير من الهواة يسعون إلى تطوير الأداء وتحسينه بهدف الابتعاد عن ارتكاب الأخطاء التي تبعدهم عن المنافسة أو تحقيق البطولات، كذلك من المهم الاستفادة من المجهودات والتجارب السابقة والاحتكاك والاستفادة من خبرات الأبطال الآخرين··
ولكافة هذه الاعتبارات تعد تربية حمام السباق هواية ممتعة ومتعبة في نفس الوقت، مع الاستمرار في مزاولة هذه الرياضة وعملية الانتخاب للحمام المستمر للسلالات والأنواع، فقد تم تطوير المقدرة على الأداء العالي لحمام السباق، مما أدى إلى ظهور أجيال جديدة تستطيع الطيران بسرعة شديدة، أو تلك المخصصة للسباقات الطويلة الشاقة، وقد سميت هذه السلالات بأسماء المربين المنتجين لها ·
ويقول أحد الشباب القطريين المربين للحمام الزاجل : نحرص على تربية حمام الزاجل وكذلك على ممارسة هوايتنا التي نرى بأنها مسلية جدا، حيث يحرص كل شخص على أن يربي الحمام على المسابقات والتحدي، ونحن الآن نربي ذلك الحمام ونحرص على ذلك ونرى بتربيته المتعة والوناسة ونراقبه عند الطيران، وشاركنا في العديد من السباقات التي تقام في الدول العربية والأوروبية، وحصلنا على المركز الأول في الدول العربية وكذلك في الكويت ·
وأضاف : أما الآن فإننا لا نستطيع بالمشاركة مع الفرق الأخرى التي تهتم وتحرص على تربية حمام الزاجل بسبب عدم السماح بالذهاب إلى الدول المجاورة، ونحن الآن نتسابق فقط في دولة قطر، بسبب مرض أنفلونزا الطيور الذي انتشر في العالم ونخاف أن نشارك في السباقات الخارجية في الوقت الحالي · ونحن نعلم أن الجمعية القطرية لهواة الحمام الزاجل عضو في الاتحاد العربي لحمام الزاجل ونترقب إن شاء الله بأن تكون قريباً في الاتحاد الدولي ·
ومن جانبه يقول جمال النعيمي : هذه الهواية قديمه جداً وهي متواجدة منذ ما يقارب 20 سنة في دولة قطر، ولكن تم إشهار الجمعية في عام 2006 م، ويتواجد مقر الجمعية الحالي في حزم المرخية وتقام السباقات في دولة قطر ضمن حدود الدولة الغير كافية لطيران الحمام مؤقتاً، ونحن ننتظر بأن يتم السماح لنا بالدخول إلى الدول المجاورة وفتح المجال أمامنا للمشاركة بالسباقات التي تقام بها·
وفي ذات السياق تحدث شاب آخر قائلاً : لقد حصلت على العديد من المراكز في الدول الأخرى، ومنها المركز الأول في سباق حمام الزاجل في نيوزلندا، وأنا شاركت مع الجمعية وأحرص على التواجد في السباقات منذ سنتين، وأجد المتعة في المشاركة بكمية الحمام الذي أهتم بتربيته منذ زمن بعيد ·
وقال أيضا أحب حمام الزاجل الذي يمتاز بالجمال وقدرة التحمل وأرغب بالتحدي مع الهواة والاستفادة من خبرات الهواة القدماء في مجال سباقات الحمام، حيث أجد المتعة عندما يفوز حمامي بالمركز الأول، وقد حصلت على المركز الثاني في دولة قطر·
وأضاف: أحب هذه الهواية جدا ولا أستطيع التخلي عنها وإن شاء الله سأبقى على ممارستها فهي المفضلة لدي·
عدد اليوم
