الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن وبيونج يانج... رهان «المحادثات البناءة»

31 يوليو 2011 22:53
أنهى دبلوماسيون أميركيون وكوريون شماليون يوم الجمعة الماضي جلسة محادثات نادرة استغرقت يومين متتاليين في نيويورك، وصفها كبير ممثلي كوريا الشمالية المشاركين فيها بأنها كانت "بناءة وعملية". ومع ذلك فإن الاجتماع، الذي يعتبر خطوة تمهيدية لاكتشاف إمكانية إعادة إطلاق المحادثات متعددة الأطراف المتوقفة منذ ثلاثة أعوام على وجه التقريب، والخاصة ببرنامج كوريا الشمالية النووي، لم يسفر عن تحقيق أي اختراقات، ولم يقد سوى إلى وعود غامضة باستمرار الاتصالات. وهذه المحصلة الملتبسة، ذكّرت في الوقت نفسه بأنه ستكون هناك على الأرجح حاجة، لاتخاذ العديد من الخطوات التجريبية قبل أن يدفع أوباما وحلفاؤه، مرة أخرى، في اتجاه إحياء المحادثات السداسية التي لم تُعقد منذ أواخر عام 2008. وكان نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي "كيم كاي جوان"، قد اجتمع قرابة ثلاث ساعات يوم الجمعة الماضي مع السفير "ستيفن بوسورث" كبير المبعوثين الأميركيين لشؤون كوريا الشمالية. وقال "كيم" للصحفيين في نيويورك، إنه يأمل في استمرار المحادثات بين الدولتين. أما "بوسورث" فقال إنه يمكن عقد محادثات في المستقبل "إذا ما أظهرت كوريا الشمالية من خلال الأفعال لا الأقوال أنها تدعم استئناف عملية المباحثات السداسية كشريك ملتزم وإيجابي في الوقت نفسه". ومن المعروف أن آلية المباحثات السداسية، تواجه بتشكك من كافة الأطراف المعنية بها تقريباً نتيجة لسنوات من وعود نزع الأسلحة النووية من بيونج يانج لا يتم الالتزام بها عادة، ثم تليها جهود لاحقة لبناء ترسانتها النووية. ويقول محللون أمنيون عديدون إن تلك الدولة السلطوية المعزولة تعتمد على ترسانتها النووية كوسيلة للحصول على الشرعية في الساحة الدولية. وقد وصفت مصادر وزارة الخارجية الأميركية المحادثات التي جرت هذا الأسبوع بأنها وسيلة لقياس رغبة كوريا الشمالية في الوفاء بما تعهدت به في اتفاقية 2005 من التخلي عن برنامجها النووي. ومنذ أن تم التوصل إلى تلك الاتفاقية التي حصلت بموجبها كوريا الشمالية مقابل وعدها، على وعد مقابل بتزويدها بمساعدات في مجال الطاقة، أجرت بيونج يانج تجربتين نوويتين، كما دشنت برنامجاً لتخصيب اليورانيوم كشفت عنه العام الماضي لعالم أميركي قام بزيارة العاصمة الكورية الشمالية بيونج يانج. وفي الوقت الذي يعمل فيه القائد الكوري الشمالي "كيم يونج إيل" على نقل السلطة لابنه الأصغر "كيم يونج أون" فإن كوريا الشمالية تحولت إلى ملف من أكثر الملفات إثارة للحيرة بالنسبة لإدارة أوباما. ففي الوقت الذي تمنح فيه الدبلوماسية للولايات المتحدة فرصة التأثير على بيونج يانج والحيلولة دون المزيد من التوسع في برنامجها النووي، فإنها تهدد أيضاً بتكرار إحراجات الماضي -بالنسبة للولايات المتحدة- التي كانت تتمثل في قيام زعامة تلك الدولة بتقديم الوعود ثم التراجع عنها، أو تجاهلها كليّاً فيما بعد. وهذا تحديداً هو السبب الذي ظل يدفع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إلى الحذر كلما تعلق الأمر بالعودة إلى المحادثات السداسية، حيث كان المسؤولون في كل من واشنطن وسيئول يصرون على ضرورة قيام كوريا الشمالية بـ"خطوات تمهيدية" مقدمة قبل الموافقة على الدخول في محادثات متعددة الأطراف. وهذه الخطوات التمهيدية ظلت غير محددة بشكل دقيق، إلى أن أدلى "واي سانج لاك" المبعوث الكوري الجنوبي للمحادثات النووية، والمفاوض الرئيسي مع كوريا الشمالية، بتصريح قال فيه إن بيونج يانج يجب عليها أن توقف أنشطتها النووية، والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعودة مرة أخرى إليها، لإجراء التفتيشات اللازمة على منشآتها وبرنامجها النووي. وقال"واي" أثناء حفل غداء جمعه مع عدد من مراسلي الصحف الأجنبية "تلك مهمة ضخمة يتعين علينا إنجازها... ولكنني أعتقد جازماً أن المقاربة الشاملة أفضل من الصفقات السريعة، وهذه المقاربة يجب أن تكون مقرونة بخريطة طريق محددة وملموسة". وقال خبير أميركي، اشترط عدم ذكر اسمه، إن الخطوات التمهيدية المبينة من قبل "واي" قد وضعت سقفاً عاليّاً. فكوريا الشمالية، كما قال، ستحاول أن تدخر عملية تقديم تنازلات كبيرة بشأن برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم، إلى ما بعد استئناف المحادثات السداسية مجدداً. يشار في هذا الصدد إلى أن المرة الأخيرة التي عقدت فيها تلك المحادثات كانت في شهر ديسمبر عام 2008، وأنها انهارت وتوقفت رسميّاً في إبريل 2009، عندما أجرت كوريا الشمالية تجارب صاروخية، وانسحبت من المحادثات السياسية كرد فعل على الإدانة الدولية التي تعرضت لها بسبب قيامها بإجراء تلك التجارب. والاجتماعات التي تمت في نيويورك يومي الخميس والجمعة الماضيين تعتبر هي أول محادثات عالية المستوى بين الدولتين خلال الـ 18 شهراً الماضية. "لقد كانت عبارة عن محادثات استكشافية" كان هذا هو التصريح الذي أدلى به" مارك تونر" المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية الذي أضاف إلى ما سبق قوله: "لقد دخلنا تلك المحادثات بعيون مفتوحة، ورؤى واضحة، وأعتقد أننا سنقوم بالتقييمات اللازمة كما سندخل في مشاورات مع شركائنا ليس فقط في كوريا الجنوبية بالتأكيد وإنما أيضاً باقي شركائنا في المحادثات السداسية، وأعتقد أننا سنقوم بتقييم الخطوات اللاحقة عقب تلك الاجتماعات". تشيكو هارلان- طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©