السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسرائيل ومحاولات نسف إعلان الدولة الفلسطينية

31 يوليو 2011 23:00
في الوقت الذي يعـزز فيـه الرئيس الفلسطيني جهوده الرامية لإقناع الأمم المتحدة بالتصويت لصالح إنشاء الدولة الفلسطينية في شهر سبتمبر المقبل، يمتلئ قطاع غزة بالتكهنات القائلة إن إسرائيل والمنظمات الراديكالية في غزة، يمكن أن يكونا سبباً في إحباط هذه الجهود من خلال العنف المتبادل بينهما عبر الحدود. وقد تزايدت تلك التكهنات خلال الآونة الأخيرة بعد قيام مسلحين في القطاع الذي تديره حركة "حماس" بإطلاق صواريخ "القسام" على المدن الإسرائيلية الجنوبية للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر منتهكين بذلك اتفاقاً هشاً لوقف إطلاق النار، وهو ما يعرض القطاع لخطر هجمات انتقامية من جانب إسرائيل التي أعلنت أمس أن هناك 34 صاروخاً قد أطلقت على أراضيها حتى الآن. ويلوم العديد من سكان القطاع إسرائيل، ويقولون إنها هي التي تستفز الراديكاليين في محاولة منها لنسف ليس فقط محاولة إعلان الدولة الفلسطينية، بل وأيضاً صفقة المصالحة التي لم تكتمل بعد بين "حماس" ونظيرتها العلمانية "فتح". واتفاقية الوحدة المعلقة على تفاصيل دقيقة، ينتظر أن تؤدي إلى إنهاء الانقسام الداخلي المستمر بين الحركتين، وتمكينهما من تشكيل جبهة موحدة ضد إسرائيل. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قد حرض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهو في الوقت نفسه رئيس حركة "فتح"، على عدم التصالح مع حركة "حماس" الإسلامية، عدوته اللدودة والمصنفة ضمن الجماعات الإرهابية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. يقول "مخيمر أبوسعدة" الكاتب والمحلل السياسي المقيم بقطاع غزة":لن تدخر إسرائيل وسعاً في إفساد الاتفاق. وهي تعرف جيداً أن اشتعال العنف مجدداً عبر حدودها مع القطاع، سوف يعيق الجهود الفلسطينية الرامية لتحقيق حلم الدولة والمصالحة مع فتح"، ويضيف أبوسعدة لما سبق قوله:"تحقيق المصالحة يعني أن إسرائيل لن تكون قادرة على الاستمرار في استغلال الصراع الفلسطيني الداخلي كعذر للتحلل من التزاماتها فيما يتعلق بمحادثات السلام، وحل الصراع المستمر منذ عقود طويلة مع الفلسطينيين". بعض الخبراء يقولون إن بعض أعضاء الجناح العسكري النافذين في حركة "حماس"، والمعارضين للتسوية مع "فتح"، ربما يكونوا هم الذين يقفون وراء الجولة الأخيرة من العنف مع إسرائيل. يعلق "عاطف أبوسيف" أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في قطاع غزة على ذلك بقوله:"لقد اضطرت حماس إلى التوقيع على اتفاقية التسوية مع فتح تحت ضغط الجماهير الفلسطينية المطالبة بالمصالحة، ولأنها فقدت القوة الراعية لها- وهي سوريا- التي تسعى جاهدة في الوقت الراهن من أجل إطفاء نيران ثورة شعبية تهدف لإطاحة حكومتها". ويضيف البروفيسور" أبوسيف": بعد أن أصبحت حماس غير معرضة لأي ضغط، فإن هناك العديد من قادتها العسكريين غير الراغبين في المصالحة مع فتح، وغير المستعدين للتخلي عن الثروات والسلطة التي جنوها منذ عام 2007، عندما سيطروا على القطاع الذي كان تابعا لفتح قبل ذلك. وحول هذه النقطة يقول:"بعد أن عرفت حماس أن إسرائيل لن تشن حرباً ضدها بسبب التطورات الإقليمية، فإن الاحتمال الأرجح هو أن العناصر المسلحة في "حماس" قد تحاول فتح جبهة قتال جديدة ضد إسرائيل لصرف الأنظار بعيداً عن النداءات المتزايدة، للانتهاء من عملية المصالحة مع فتح". غير أن مسؤولي "حماس" يقولون إن إسرائيل هي المسؤولة عن التصعيد العسكري، ويتهمونها بأنها تحاول أن تختلق المبررات التي يمكن أن تستند إليها لشن المزيد من الهجمات على قطاع غزة. يقول مشير المصري القيادي بـ"حماس" وعضو البرلمان الفلسطيني: "لقد وافقنا على هدنة وإسرائيل هي من قام بانتهاكها وليس الفلسطينيون ... وسوف نحارب مرة أخرى إذا استمرت إسرائيل في الاعتداء علينا". من ناحيتها تقول إسرائيل إن هجماتها على أهداف مقاتلي حماس ليس مقصودا بها تصعيد العنف مع الفلسطينيين بشكل عام ، وإنما ردع مقاتلي حماس ودفعهم للتوقف عن إطلاق الصواريخ على المدن الفلسطينية المأهولة بالسكان والتي تؤدي إلى إيقاع العديد من الخسائر بين المدنيين. ولا يتوقف الأمر عند ذلك الحد حيث تتهم إسرائيل "حماس"، والتي ترتبط بهدنة غير رسمية معها، بأنها لا تسيطر تماما على الجماعات المتطرفة، التي تطلق الصواريخ على مدنها الجنوبية، على الرغم من المحاولات التي بذلتها من أجل ذلك. والتوتر المتزايد يوحي بإمكانية قيام إسرائيل بشن هجوم على القطاع الساحلي الذي تسيطر عليه حماس، بيد أن ليس كل شخص في غزة يعتقد إن الموقف يمكن أن يتحول إلى حرب جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين، على غرار عملية الرصاص المصبوب التي بدأت في ديسمبر 2008 بهدف إيقاف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وهي العملية التي انتهت بمصرع 13 إسرائيليًا وما يزيد عن 1400 فلسطيني. يقول "هاني حبيب" المحلل السياسي والصحفي السابق بقطاع غزة إن إسرائيل قد تتعمد استفزاز الفلسطينيين من خلال شن هجمات صاروخية على قطاع غزة، أو استهداف قادتهم السياسيين والعسكريين بالقتل لدفعهم للانتقام من خلال إطلاق الصواريخ على مدنها الجنوبية، ثم استغلال تلك الهجمات في الحصول على الدعم من المجتمع الدولي. ويضيف"إن هذه الجماعات تزود إسرائيل بالمبررات التي تمكنها من إظهار قطاع غزة على أنه منطقة تسيطر عليها جماعات الإرهاب، التي لا تفكر في شيء سوى التخلص من اليهود". ويواصل تصريحه قائلًا:"وتلك الجماعات سوف تستجيب في النهاية لمحاولات الاستفزاز والاستدراج الإسرائيلية، وهو ما سيمكنها- إسرائيل ـ من استغلال ذلك لمصلحتها، والحصول على الدعم الدولي لموقفها. أحمد الضبة - غزة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©