الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لوريعة..شلالات عذبة ومناظر تسلب الألباب

لوريعة..شلالات عذبة ومناظر تسلب الألباب
6 فبراير 2010 20:47
على الرغم من وجود وادي لوريعة وسط سلسلة جبلية في الساحل الشرقي من الدولة، تقع ضمن الأقليم الصحراوي الذي يتصف بارتفاع درجة الحرارة، وندرة الأمطار معظم فصول السنة، الا ان الماء يتدفق في هذا الوادي على مدى العام مما شكل لوحة بغاية الروعة والجمال من خلال ذلك الشلال العذب الذي يبهر الناظر. ولأهميته أصبح وادي لوريعة اعتباراً من العام الماضي محمية طبيعة لما تضم هذه المنطقة من تضاريس متعددة وموقع جغرافي مهم. وعندما تسأل كبار السن عن نبع شلال لوريعة، يقولون إنَّ هذا النبع يجري منذ القدم وهم يرون أنَّ الحكمة الالهية، وليس المناخ والتضاريس، هي الأمر الفاصل في هذه الأمور. ذلك أنَّ المياه هبة ربانية لأهل هذه المنطقة التي اشتهرت منذ أقدم العصور بالزراعة والواحات. وقد تنبهت الدولة لأهمية هذه الثروة القيمة فقامت ببناء سد كبير في الوادي يبلغ طوله 367 متراً وارتفاعه 34 متراً. والسد مصمم بما يسمح باحتجاز الكميات الإضافية اذا فاض الماء أمام الجسم الرئيسي. الوصول إلى شلال لوريعة، الذي يقع غرب مدينة الفجيرة ويبعد عنها نحو 43 كلم، إما عن طريق دبا وتقطع 35 كلم او عن طريق خورفكان. وبالقرب من منطقتي اللؤلؤية والبدية تتوغل بعدها مسافة 11 كلم باتجاه الطريق الذي يمر وسط سلسلة جبلية يقطعها تداخل الوديان. وبعد أن تعبر الوديان المنعمة بالعشب والأشجار الصحراوية، تدخل في الطريق المنحدر، لتعاود الصعود نحو ربوة جبلية هي نهاية الطريق. تطل الربوة على الوادي الذي يبلغ ارتفاعه 43 متراً وعرضه 12 متراً، وعندما تحاول النظر إلى الوادي العملاق تنتابك الرهبة من هول الشق الذي أحدثه الوادي بالجبل المحيط به. ثم تجد نفسك محدقاً في جداول المياه وهي تنساب برفق على الصخور، وتجري باتجاه المنعطف وسط صمت يطبق على المكان، ويمنحه رهبة مدهشة. لكنَّ الناظر للوادي من الربوة لا يسعه رؤية الشلال الذي يتدفق منه الماء بغزارة على الصخور ويصب في الحوض الطبيعي، الشلال يدل على ان للوادي أكثر من رافد، وقد يكون نقطة تجمع هذه الروافد. وبجانب هذا المنظر الرائع ينساب الماء من شقوق الجبال المحيطة بالوادي، مما يضفي على المكان سحر يأسر الألباب، كما يتناثر الشجر على اطراف الوادي، مع نباتات اخرى يتغذى عليها السمك الصغير المتواجد داخل البرك والأحواض الطبيعية على امتداد مجرى الوادي. ثمة بعض السياح الأوروبيين الذين تحلو لهم مشاهدة جداول الماء، وهي ترسم لوحة من الجمال الرباني الخلاق، من مكان بعيد، والأرجح أنَّ الكثير من السواح حالت وعورة الطريق بينهم وبين الاستمتاع بمياه الوادي وشلالاته الطبيعية، ولعلَّ ذلك هو سبب ندرة الرواد في هذه المنطقة التي اذا توفرت لها المرافق الأساسية، والخدمات ستكون بين اهم المزارات السياحية بالدولة، كما يقول السواح الذين التقيناهم هناك، موضحين أهمية هذا المكان، ودوره الإيجابي في تطوير القطاع السياحي في الساحل الشرقي، وأهمية شق طرق للوصول إلى مصب الماء بسهولة ويسر مع إقامة بعض المرافق مثل المطاعم والحمامات والاستراحات التي تمكن السائح من قضاء وقت ممتع وسط هذه الطبيعة الخلابة. صحيح ان بعض السيارات ذات الدفع الرباعي تصل في الوقت الراهن إلى مصب الشلال مباشرة، الا ان هذا الوصول يكون بشق الأنفس، فالطريق مليئة بالصخور مما قد يسبب متاعب ومشاق كبيرة للسيارات. كما أنَّ سلوكه يكاد يكون مستحيلاً أيام الأمطار وجريان الأودية، حيث ستكون السيارات معرضة للانجراف حينها.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©