في مفارقة تفتح المجال لكثير من التساؤلات وتثير العديد من علامات الاستفهام، خرج دافيد مويز المدير الفني السابق لمان يونايتد عن صمته للمرة الأولى منذ أشهر عدة، تزامناً مع هزيمة الفريق في ضربة البداية للموسم الجاري على يد سوانسي سيتي بهدف لهدفين، ويبدو أن مويز اختار التوقيت المناسب لكي يعلن أنه لم يحصل على الوقت الكافي لإثبات أحقيته وجدارته بتولي القيادة الفنية للنادي العريق خلفاً للسير أليكس فيرجسون، وعلى الرغم من عدم إشارته بصورة مباشرة إلى أن توقيت تصريحاته يتزامن مع سقوط الفريق في مباراته الأولى مع لويس فان جال، إلا أن الأمور يمكن فهمها وتفسيرها على هذا النحو.
حيث أكد مويز أن الوقت لم يسعفه لتكوين الفريق القوي الذي كان يحلم بقيادته للحصول على البطولات، استمراراً لمسيرة المجد التي صنعها السير أليكس، وتابع مويز: «لم أحصل على الوقت الكافي لكي أنجح، ولم يتح لي الوقت الذي يجعلهم يقولون إنني فشلت في مهمتي، لقد تم تدمير خطتي لتحقيق نجاح لافت في مسيرتي التدريبية مع نادٍ كبير، لقد علمت بنبأ إقالتي من وسائل الإعلام، وشعرت بالحزن، كما سيطر علي شعور بالخجل لأن عائلتي كانت تتابع هذه الأخبار التي تتحدث عن إقالتي عبر وسائل الإعلام».
وتابع مويز الذي تولى قيادة اليونايتد خلفاً لفيرجسون في يوليو 2013، وتمت إقالته في أبريل 2014: «لقد كان هناك حديث عن إمكانية جلب 3 لاعبين من العيار الثقيل، وتم طرح أسماء عدة، على رأسها كريستيانو رونالدو لاعب اليونايتد السابق، وكذلك جاريث بيل، وسيسك فابريجاس، ولكن شئياً من هذا لم يحدث، بالطبع لا أحاول تبرير ما قالوا عنه إنه إخفاق، ولا ألقي بالمسؤولية على أحد، ولكنني أتحدث عن أمور حدثت بالفعل».
وأبدى مويز دهشته من عدم الإطاحة بالرئيس التنفيذي للنادي إيد وودورد، مثلما تمت إقالته على اعتبار أنهما حصلا على منصبيهما في نفس التوقت، ووفقاً للتصريحات التي نقلها موقع الإذاعة البريطانية عن مويز، أضاف: «لقد توليت مقاليد الإدارة الفنية لليونايتد خلفاً للمدير الفني الأكثر نجاحاً في التاريخ وهو السير أليكس فيرجسون، وحظي وودورد بمنصب الرئيس التنفيذي خلفاً لأحد أنجح الوجوه الإدارية في تاريخ ومسيرة اليونايتد، والمفارقة أننا حظينا بهذه الثقة وتم الدفع بنا في نفس التوقيت، ومن ثم ليس من العدل أن تتم إقالتي بمفردي».
لا شفاء سريع
بعيداً عن تأكيدات مويز أنه كان يستحق مزيداً من الوقت في مهمته مع «الشياطين الحمر»، وتزامن هذه التصريحات مع كبوة الفريق، فقد أشارت صحيفة «الجادريان» في تحليلها للهزيمة على يد سوانسي سيتي في الأسبوع الأول للبريميرليج باستدعاء تصريح للمدرب الهولندي لويس فان جال، لم يتوقف أمامه الملايين من عشاق النادي الأحمر حول العالم، فقد أكد من قبل أن الشفاء السريع لأمراض اليونايتد لن يكون سريعاً كما يتوقع ويحلم البعض.
وأشار فان جال إلى أن هناك مشكلات كبيرة تحتاج إلى بعض الوقت لكي يعود اليونايتد قوياً قادراً على طرح خصومه أرضاً سواء في معقله بمسرح الأحلام «الأولد ترافورد» أو خارج معقله، وأضافت الصحيفة اللندنية في رصدها لهزيمة «يونايتد فان جال» أمام سوانسي :«لقد أيقن أنصار اليونايتد أن تعيين لويس فان جال مديراً فنياً للفريق، لن يكون كافياً لحل مشاكل الفريق، وقد أقر المدرب الهولندي من قبل أن التعافي قد يحتاج إلى بعض الوقت، ولكن الغالبية قرروا ألا يستمعوا إلى تصريحاته أو يتخذونها على محمل الجدية».
وفي موضع آخر، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الهزيمة على يد سوانسي دمرت بذور الثقة، وحجبت شمس التفاؤل عن مسرح الأحلام، ولن يكون هناك حل سوى استغلال ما تبقى من فترة الانتقالات الصيفية التي تنتهي في نهاية أغسطس الجاري، من أجل إبرام أكثر من صفقة قوية، وسد نقاط الضعف والتغلب على السلبيات التي ظهرت في فترة الإعداد وفي المباراة الأولى للفريق في بطولة الدوري.
وأبدى فان جال انزعاجه الشديد من سؤال تلقاه عقب الهزيمة عن تفكيره في إبرام صفقات جديدة، مشيراً إلى أن الهزيمة في مباراة لا تعني نهاية العالم، صحيح أنها قد تؤثر في الثقة التي عمل على تأسيسها منذ قدومه إلى الأولد ترافورد، ولكن البطل على حد تعبيره لا تظهر ملامحه في أغسطس، بل في مايو المقبل، ولم ينف فان جال سعيه إلى جلب لاعبين جدد، وخاصة على المستوى الدفاعي، سواء في الخط الخلفي، أو في مركز لاعب الوسط المدافع.
عدد اليوم
