الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة المرزوقي: دورات المركز التراثية تأكيد للهوية

فاطمة المرزوقي: دورات المركز التراثية تأكيد للهوية
23 فبراير 2009 23:27
يشكّل تعميق الانتماء الوطني عند الناشئة، وتعريفهم بتراث الدولة وتاريخ الأجداد ووقائع أيامهم، أهم منطلقات الدورات التراثية التي يقيمها ''مركز المواهب والإبداع'' في ''هيئة أبوظبي للثقافة والتراث''· فمقولة ''من شبّ على شيء شاب عليه'' تنطبق على تلقي الصغار والناشئة للعلوم الاجتماعية الرافدة لأخلاقيات وسلوكيات الأفراد في المجتمع· من هذا المنطلق، تسعى الدورات التراثية إلى تأصيل هذه السلوكيات والعلوم والهوايات لدى الصغار، وتعمل على بناء شخصية واعية ومثقفة ومطلعة على تراثها الإنساني والثقافي والتاريخي، معتزة بانتمائها له· ودأب المركز الذي تديره الأستاذة فاطمة المرزوقي، منذ عامين، على إقامة مجموعة دورات للناشئة، بإشراف نخبة من الأساتذة المختصين والمستشارين التربويين والتراثيين· وتم تخصيص ركن واسع مزود بكل تفاصيل حياة الأجداد اليومية، لينقل الصغار إلى تلك الأجواء، حيث مجلس قديم يبعث في نفوس الأطفال؛ الحنين إلى الماضي، مجهز بكل مستلزمات حياة الأجداد، من حصير ومساند الجلوس ومشغولات سعف النخل، ومنقل ودلال وفناجين القهوة، بينما تفوح رائحة العود من المبخرة· نشأة متجددة منذ اشتغالها في المجال التربوي الخاص بتنمية مواهب الأطفال، عبر إدارتها منذ عامين ''مركز المواهب والإبداع'' تطمح فاطمة المرزوقي -(خريجة كلية الإعلام، قسم العلاقات العامة)- إلى الحصول على شهادة الماجستير فالدكتوراه، لتسخّر علمها وعملها لصالح الأجيال· كما تطمح أيضاً على صعيد العمل، إلى كل ما هو جديد ومفيد للطفل، من خلال مشاريع وبرامج تسعى لتحقيقها· وعن نشأة مركز المواهب والإبداع، تقول: ''أنشئ المركز في ''هيئة أبوظبي للثقافة والتراث'' للاهتمام بالطفولة والثقافة الخاصة به، ورعاية المواهب الفنية الثقافية، وشغل أوقات فراغ الطفل وإشباع هواياته المتعددة· وقد افتتح مركز الأطفال في يناير سنه ،1986 وكان آنذاك يستقطب الأطفال من عمر 6 إلى 12 سنة، وفي عام 2006 تم تغيير مسمى المركز إلى ''المواهب والإبداع'' وأصبح يستقطب فئة الناشئة من عمر 6 إلى 15 سنة''· أهداف متعددة يعمل المركز على تحقيق الهدف الأساسي من إنشائه، فضلاً عن أهداف أخرى تشير إليها المرزوقي، وتقول: ''يتمحور الهدف الرئيسي لإنشاء المركز، حول تنمية المواهب واكتشاف المتميز منها، من خلال دورات تدريبية مختلفة، تتناول الفنون التراثية، بالإضافة إلى دورات تعليمية وفنية لصقل قدرات تلك الفئة· وثمة أهداف عامة تتمثل في: تنمية المواهب واكتشاف المتميز منها· وتبني هذه المواهب المتميزة وتشجيعها· وإعداد الناشئة للفنون التراثية المختلفة، والمشاركة في المسابقات والمهرجانات المحلية والخارجية· والعناية بمتابعة الناشئة من سن 6 إلى 15سنة· والتعريف بنشاط الناشئة محلياً وعلى مستوى المهرجانات الرسمية والخارجية· وتقديم الوسيلة الحضارية المثلى لحماية الطفولة ورعايتها''· وسائل مختلفة ويسعى المركز لتحقيق هذه الأهداف بعدة وسائل، تشير إليها المرزوقي، وتقول: ''تعتمد وسائلنا على برامج تربوية هادفة، وعلى التنسيق التخطيطي والتنفيذي مع المؤسسات والمراكز الثقافية المعنية بشؤون الطفل في الدولة وخارجها، والاستعانة بذوي الكفاءات المتميزة في مختلف مجالات الإبداع والعلوم، من الإماراتيين ومختلف الجنسيات، بخاصة وأن بعض فروع الدورات (تحديداً التراثية) تتطلب إشراف المستشارين والمدربين بحيث تقترن العلوم الشفهية مع الجانب العملي التطبيقي''· دورات وفئات قبيل التطرق إلى فئات الدورات التراثية، أشارت المرزوقي إلى المجالات التي تغطيها دورات المركز، تقول: ''هناك 8 دورات في المجال الفني (الرسم، الخط العربي، الأشغال اليدوية، الشطرنج، العزف على البيانو، العزف على الأورج، فن الإتيكيت، الباليه· وبعض تلك الدورات يقتصر الاشتراك فيها على الفتيات· وفي مجال علوم الكمبيوتر هناك دورتان ''أساسيات التعامل مع الكمبيوتر- للمبتدئين، برامج الكمبيوتر والفوتوشوب والفلاش- للمتقدمين''· وفي مجال اللغات هناك دورتان ''اللغة الإنجليزية للمبتدئين والمتقدمين، واللغة الفرنسية للمبتدئين والمتقدمين''· وفي مجال ''تنمية وتثقيف الشخصية'' هناك 4 دورات ''الصحفي الواعد، مهارات القراءة، تنمية مهارات الكتابة، مهارات التفكير''· وهناك دورة ''أنا وطفلي'' لتنمية المهارات المشتركة بين الأم وطفلها''· دورات تراثية بعد دخول المجلس البدوي، للوقوف مع المرزوقي على حيثيات الدورات التراثية (السنع واليولة- للفتيان)، و(الخوص والتلي- للفتيات)، أشارت تقول: ''إن العمل على استقطاب الأطفال والناشئة، الفئة العمرية 6 إلى 16 سنة) لتعميق الانتماء الوطني لديهم، من خلال تعريفهم بالتقاليد الحميدة، وتحضيرهم لتعلم هذه العادات التراثية المختلفة، وتنمية المواهب في مجالها، واكتشاف المتميز منها، والتعريف بمعالم التراث عبر الرحلات الميدانية الخاصة بكل دورة، هي معظم أهداف الدورات التراثية، التي يثريها بلاشك وجود خبرات كبار السن من شيابنا الاستشاريين والاستشاريات في التراث المحلي، والمدربين الشباب''· ''السنع'' تشمل دورة السنع، تعليم الفتيان لمجمل العادات الحميدة المفترض زرعها في نفوسهم، تلفت إليها المرزوقي، وتقول: ''تعمل دورة السنع على تعليم الفتيان كيفية دخول المجلس في حضور الكبار من ذويهم والضيوف، والأصول المتبعة في الزيارة أو الاستقبال والترحيب والوداع، وواجب الضيافة كتقديم القهوة وما يتصل بها من آداب وطريقة تحضيرها وأدواتها، وكذلك عادة إكرام الضيف (تقديم الذبيحة، والفوالة من التمور والحلوى والفاكهة)· إضافة إلى العادات المتبعة في مختلف الأعياد والمناسبات السعيدة والحزينة، فضلاً عن تعليمهم أجزاء ومعاني الزي المحلي والخليجي للجنسين من كافة الأعمار وكيفية ارتداء كل قطعة منه''· ''اليولة'' يحظى فن ''اليولة'' الشهير باهتمام كبير، ويلقى إقبالاً على أدائه من قبل الشباب والأطفال، خاصة أنها تؤدى بشكل منفرد أو ثنائي أو رباعي، لذا تشتمل الدورات التراثية على فن ''اليولة'' الذي تشير إليه المرزوقي، وتقول: ''يعتبر هذا الفن الشعبي الراقص؛ القاسم المشترك لأهل الإمارات في كافة احتفالات المناسبات الدينية والاجتماعية الوطنية والرسمية· وهو عبارة رقصة جميلة، يلقي الراقص خلال أدائها بسلاح البندقية عالياً، ثم يقبضه دون أن يسقط منه، ويتحرك مع نغمات الأغنية وإيقاع الطبل''· ولا تنسى المرزوقي التنويه بأن السلاح المستخدم خفيف بلا ذخيرة، حرصاً على سلامة الأطفال المتدربين· ''الخوص'' تساهم الدورات التراثية في صقل شخصية الفتاة، أسوة بشقيقها، حيث تتعلم كيفية صنع بعض المنتوجات البسيطة، من خلال جدات استشاريات يشرفن على تدريبهن، إذ تقول المرزوقي: ''تتعرف الصغيرات في هذه الدورة إلى تراث جداتهن ووقائع أيامهن، وحرفهن البسيطة التي كن يعملن بها· خاصة المهن الأساسية كصناعات ''الخوص''- سعف النخل، التي تنضوي تحتها مجموعة من أدوات ولوازم البيت (الحصيرة، السرود، المكب، الجفيرة، المهفة، السلال) وغيرها الكثير التي تستخدم في عصرنا الحالي، بدافع حمايتها من الاندثار''· ''التلي'' تتألق بعض الحرف ربما دون غيرها، نتيجة جمالياتها، كحرفة ''التلي'' التي تتصل بثياب المرأة، وزينة أكمام ثوبها وياقته وصدره، وكذلك محيط السروال الطويل، لذا تغطي الدورات التراثية للفتيات؛ هذه الحرفة التي تشير إليها المرزوقي، وتقول: ''تتعلم الفتيات في هذه الدورة كيفية حياكة التلي، ويتعرفن على أدواته مثل ''الكاجوجة والدحروي والخيوط والبادلة'' وغيرها من التفاصيل المتصلة بحياكة سوار أكمام الثوب من الخيوط الفضية والذهبية والملونة''· ولا يقتصر نشاط الدورات على تعليم الفتيان والفتيان وتدريبهم، واصطحابهم في رحلات ميدانية، فثمة مفاجآت أخرى بانتظارهم، تلفت إليها المرزوقي، وتقول: ''بغية تشجيع الأطفال على الإقبال على هذه الدورات والنجاح فيها، يحظى من يلتزم بالدوام ويتفوق في تعلمها وممارستها بهدية مكافأة، أو اشتراك مجاني في دورة لاحقة، فضلاً عن تشكيل فرق متميزة من شتى المواهب الواعدة، كفرقة أداء فن اليولة''· وتلفت المرزوقي إلى أن الدورات التراثية تقتصر على أبناء وبنات الدولة، ويشاركون فيها دورياً، بكافة فئاتهم العمرية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©