يعتبر تسوس الأسنان من أكثر أمراض العصر انتشارا بين الأطفال، ويرجع ذلك إلى عدم إزالة الترسبات البكتيرية المتواجدة في الفم بشكل طبيعي، حيث إن هذه البكتيريا تتغذى على السكريات الموجودة في الطعام، وتفرز أحماضا تؤدي إلى تحلل أو تآكل سطح الأسنان· وفي المرحلة الثانية، تبدأ البكتريا بالتغلغل داخل الجزء العضوي من السن فتتلفه، وفي هذه المرحلة يظهر تسوس الأسنان على شكل نخر صغير يستمر في التغلغل حتى يصل إلى لبّ السن، مما يؤدي إلى التهاب العصب ترافقه آلام حادة، بعدها يظهر خراج سني على شكل انتفاخ في اللثة·
حول هذا الموضوع تحدثت الدكتورة سامية عبد اللطيف -بكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان- قائلة: ''من المؤسف أن نرى ظاهرة تسوس الأسنان في تزايد مستمر عالميا''· مشيرة إلى أنه يمكن تلافي تلك المعاناة من خلال زيارة واحدة إلى طبيب أسنان الأطفال في وقت مبكر جدا، خلال السنوات الأولى من عمر الطفل·
وتضيف الدكتورة عبداللطيف أن التسوس يظهر فى البداية على شكل حفرة صغيرة تستمر في النمو حتى تأتي على السن كاملة، وعند وصول هذه الجراثيم إلى لبّ السن، يؤدي إلى التهاب اللب (العصب) مع وجود آلام حادة في السن يرافقها أحيانا صداع حاد، مما يستدعي زيارة الطبيب·
وفي بعض الحالات يموت اللبّ السني ويتعفن دون حدوث أي ألم، بعدها يظهر خراج سني على شكل انتفاخ في اللثة مملوء بالصديد يستدعي العلاج وربما قلع السن· ومن أخطر أنواع التسوس، بحسب الدكتورة، هو تسوس أسنان الطفل الرضيع الذي تلجأ أمه لإرضاعه بواسطة الزجاجة، ويكون الخطر على أشده حين تضع الأم طفلها في سريره لينام أثناء الليل أو النهار مع بقاء الزجاجة في فمه، أو عند إضافة السكر إلى الحليب·
أشكال التسوس
وغالبا ما يبدأ التسوس من الأعمار المبكرة ( 2-4 سنوات)، وفق الدكتورة عبداللطيف، وبأشكال متعددة تبدأ من وجود ثقوب صغيرة في الأسنان مع تغيّر لونها من الأبيض إلى الأصفر فالبني ينتهي بالسواد، مع زيادة في حجم الثقوب التي تؤدي إلى تآكل الأسنان تماما· موضحة أن الأسنان الأمامية العليا هي أولى الأسنان المعرضة للإصابة بالنخر، تتبعها الأسنان الخلفية العليا والسفلى·
ويصحب مراحل النخر المختلفة أعراض مختلفة، تبدأ بالألم ثم الالتهاب يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة، وعدم الراحة، انتهاء بوصول التهاب السن إلى مراحله النهائية، وتكوّن خرّاج في نهاية جذر السن ما قد يؤدي إلى وجود ورم في الفم، لذلك يجب خلع السن اللبني، وهنا تكون الخسارة كبيرة وهي مالا يقدره الأهل إلا حينما تتم التضحية بهذه الأسنان مما يؤثر على شكل الطفل وقدرته على مضغ الطعام، والنطق السليم واعوجاج الأسنان الأمامية لدى ظهورها·
نصائح مفيدة
ولمنع حدوث التسوس تنصح عبداللطيف الآباء عند ظهور السن الأولى، بأن يكونوا مستعدين للبدء في اتباع عاداتِ خاصة بصحة الأسنان، يمكنها أن تساعد أطفالَهم في الاحتفاظ بأسنان سليمة مدى العمر· فإهمال تنظيف أسنان الطفل مبكرا وقبل ظهورها في الفم، يصبح سببا لتكاثر البكتيريا وتشكّل طبقة ''البلاك'' حال ظهور السنّ في الفم· موضحة أنه يمكن للآباء استعمال قطعة من الشاش أَو فرشاة من البلاستيك لتنظيف أسنان الأطفال فور ظهورها· كما يَجِبُ أيضا أَن ينظفوا ويدلّكوا اللثة في المناطقِ الخالية من الأسنان· إلى ذلك فيمكن تفادي تسوس الأسنان المبكر بعدم السماح للطفل بالنوم وفي فمه زجاجة الحليب أو عصير الفاكهة أَو أي سائل مُحلّى·
إضافة إلى ذلك يجب العناية اليومية بأسنان الطفل عن طريق تعليمه كيفية الإمساك بالفرشاة، ووضع كمية صغيرة بحجم حبة البازلاء من معجون الأسنان (مع التأكد من عدم ابتلاع المعجون)، واستعمال الخيط السني لتنظيف مابين أسنان الأطفال عند بلوغهم الثانية من العمر· ويمكن تشجيع الأطفال على استخدام الفرشاة والخيط السني عن طريق وضع جدول يومي يسجل فيه مواعيد التنظيف مع إعطائهم مكافأة على حسن عملهم في كل أسبوع· إلى جانب اختيار فرشاة أسنان ناعمة مصنوعة من النايلون وبرأس صغير، كما يمكن اختيار الشكل الذي يفضله الطفل والحجم المناسب لعمره، ومن الأفضل عدم إشراك الأطفال فى فرشاة واحدة·
عدد اليوم
