الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التثقيف الزواجي» تصقل مهارات اختيار الشريك وتقلل فرص وقوع الطلاق

«التثقيف الزواجي» تصقل مهارات اختيار الشريك وتقلل فرص وقوع الطلاق
28 أكتوبر 2010 20:57
أطلقت جمعية أم المؤمنين بعجمان مبادرة التثقيف الزواجي بالتعاون مع صندوق الزواج بهدف تثقيف المقبلين على الزواج بأسس ومهارات الاختيار وربطهم بمراكز متخصصة تساعدهم على تحقيق الاستقرار الأسري. وتستهدف المبادرة جميع طلاب مرحلة الثاني عشر في منطقة عجمان التعليمية، وغير المتزوجين من موظفي وموظفات دوائر ومؤسسات الإمارة. يضم برنامج مبادرة التثقيف الزواجي مجموعة من الدورات والمحاضرات المتخصصة التي تؤهل الطلبة للزواج، وتوضح لهم الأدوار والمسؤوليات وتحديد مهارات الاختيار ومرحلة الخطوبة باعتبارها المدخل الأساسي للاستقرار الأسري. إلى ذلك، يقول الدكتور عبدالله الأنصاري، مستشار مركز مودة الأسري بالجمعية، والمدرب المتخصص لأسس الاختيار الأمثل للشريك، إن المشروع جاء بسبب ملاحظة كثرة قضايا الطلاق في السنوات الأولى، وفي الغالب الطلاق يأتي لأسباب منها أن الزواج قد يكون لأهداف بعيدة عن الأسباب الأصلية للزواج، أو بسبب الاختيار الخاطئ. أسس ومبادئ تحدث الكثير من الخلافات والمشاكل بعد الزواج ولكن في حال لجأ العروسان للاستشارة قبل الزواج فهما يكتشفان السبب الحقيقي لاختيار الشريك، وفق الأنصاري، الذي يعمل كمأذون شرعي ومحكم أسري في محاكم إمارة عجمان، وربما يكون السبب آنيا في حال عدم الاستشارة وعدم التثقيف، فينتهي الزواج بالطلاق. وعن الأسباب الآنية للخلافات الزوجية، يقول إن الزواج الذي يتم بسبب التعلق بالشكل الخارجي أو المال أو لأجل إرضاء طرف تمت معاهدته على الزواج منه يفشل إذ يصطدم أحد الزوجين بأن الآخر ليس بالشخص المناسب لقضاء العمر بأكمله إلى جانبه. ويوضح الأنصاري أن المشروع لا يترك الفتيات عند حد منحهن الدورات التثقيفية، ولكن يتم ترك أرقام مركز مودة من أجل التواصل مع أحد الوالدين، ويمكن للفتاة العودة لأحد المستشارين لسؤالهم وقد تم تطبيق 90 في المائة من المشروع وهو الجزء الخاص بالإعداد. ويتابع «يستهدف المشروع حوالي ثلاثة آلاف من الطلاب والطالبات والموظفين، وسيتم اعتبارا من شهر يناير القادم عمل تقييم شامل، وصندوق الزواج حرص من خلال مشروعه مع مركز مودة على نقل الصندوق من مرحلة 70 ألف درهم إلى مشروع أكاديمي، وحرص مركز مودة على توفير الكادر التدريبي وتم تعيين خمسة مستشارين في البرنامج يقدمون استشارات عبر الهاتف وهم استشاري شرعي وقانوني واجتماعي ونفسي وصحي». ويرى الأنصاري أنه من المهم وضع أسس ومبادئ الحياة الزوجية للصغار قبل أن يبدأ الإنسان أولى خطواته نحو التفكير في الزواج. لعبة فكرية تقوم متخصصات يعملن ضمن المبادرة لإيصال المعلومات للطالبات من خلال فقرات تدريبية وورش، ومؤسسات تدريبية متخصصة، لإنجاز الكثير من التثقيف بشؤون الزواج وعملية الاختيار والتوافق، وعن طريق بالحوار والمناقشة وبعض التمارين والقصص الواقعية. وذكرت عائشة عبدالله، موجهة التربية الإسلامية بمنطقة عجمان التعليمية، وفي مدرسة الجرف الثانوية للبنات أن اللقاءات التي تجريها مع الطالبات من خلال الدورات تتضمن التعريف بالحملة التوعوية وبأسس اختيار النصف الآخر للمقبلين على الزواج. وتقول «في بداية اللقاء ومن خلال لعبة فكرية تجعل الطالبات يستنتجن أهمية الأساس المبني على قواعد علمية مدروسة وتضرب مثال لذلك ببرج خليفة من خلال شكله وضخامته وعدد السنوات التي تم فيها إنجازه، ويتم استعراض بعض العادات الغريبة في الزواج لبعض الشعوب كثقب اللسان ليلة الزفاف ووضع خاتم الخطوبة يتدلى منه خيطا كلما ثرثرت الزوجة قام الزوج بشده ليسكتها». وتوضح أنه من خلال العادات تمكنت الطالبات المقارنة بين تكريم الإسلام للمرأة المسلمة في كل مراحل حياتها، سواء كانت بنتا أو أختا أو أما أو زوجة ومنحها الحرية في التعبير والاختيار، أما فيما يختص بمعايير الاختيار كالتطابق والتكامل والمقارنة والجاذبية الجسدية والإكراه والحب حيث يتم تعريف الطالبات بتلك المعايير وتفصيلها وبيان أوجه الإيجابية والسلبية فيها، وتحويلها إلى عنصر إيجابي في تقوية أواصر المحبة بين الزوجين في الأسرة». أساسيات الاختيار توضح عبدالله «يتم تعريف الطالبات أن من أساسيات الاختيار السليم توجيه أسئلة الخطوبة المهمة وبحضور الأسرة التي يتم من خلالها التعرف على الجانب المعرفي أو الاجتماعي أو النفسي لكل من الخاطبين، ومن ثم التحقق من ملاءمتها لواقع كل منهما، وبعد ذلك تستنتج الطالبات سلم الأولويات في الاختيار لكل من الرجل والمرأة من خلال الاسترشاد ببعض الأحاديث الشريفة، والتطرق إلى الفئات التي تشارك في الاختيار سواء الأهل و أهل المشورة من ذوي الحكمة والرأي السديد، وكيف يتم التوفيق بين العاطفة والعقل في اتخاذ القرار، وفي النهاية يتم تعريف الطالبات على منافع الزواج السعيد الناجح نفسيا وصحيا واجتماعيا». من جهتها، تقول أنيسة درويش الاستشارية النفسية، التي يعمل في المشروع، إن هناك أسسا لاختيار الشريك، كثير من الفتيات لا يعلمن عنها إلا القشور والبعض منهن لا يعلمن منها شيئا، لأن على الفتاة أن تخطط كيف يكون شريك حياتها وفارس أحلامها، ومن أكبر الأخطاء أو السلبيات التي بسببها تنجم المشاكل أن يتزوج الرجل المرأة من أجل جمال وجهها وهي تتزوج منه لمعسول كلامه. لذا فعلى الشريكين، وفقه، أن يفكرا قبل الزواج بمعنى الزواج وكيف يكون. وتوضح أن «من أهم الحاجات الأساسية للزواج العفاف، ومن أهم الحاجات النفسية للزواج الشعور بالأمان والاستقرار، وأيضا الإنجاب كي يستمر النسل، وهذه الحاجات تجاورها حاجات لا بد أن تكون في الحياة الزوجية، ومنها ألا يتزوج الرجل المرأة بنية الطلاق، حيث يكون لديه هدف وحالما يتحقق يعمل على طلاقها، وكذلك المرأة لا بد أن تفكر كثيرا قبل الارتباط برجل من أجل السفر والهدايا والمسكن الفاخر. شركة عمر تقول درويش إن «الزواج شركة عمر والتفكير في أن الزوج سيكون شريكا يشارك الفتاة في كل تفاصيل حياتها اليومية يجعل الأمر مختلفا عند الاختيار، لذلك عليها وعلى الشاب التأني في القرار وأن يكونا دقيقين». وتضيف «للتخطيط للزواج لا بد من وضع نقاط للبدء وهي أن تخطط ثم تتيقن ثم تعمل وعندها ستحصل على نتيجة مرضية، وأن تكون هناك ثقافة صحيحة لمفهوم الزواج ومنها الارتباط بالشخص المناسب، وأن تكون لدى الاثنين ثقافة صحيحة عن الزواج حول قيمته ومفهومه، وبعد ذلك تأتي مرحلة اختيار الشريك المناسب والذي لا بد أن يضع كلا الاثنين قائمة بالمعايير التي يريدان أن تؤسس للحياة الزوجية». وتتابع «من المفترض في كلا الطرفين أن يبحثا عن معايير ضرورية في الشريك، ومنها أن يكون محافظا على صلاته، وصاحب خلق وقدوته الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يكون الزوج قادرا على الإنفاق وكريما ويدعم الأهداف وأن يقف إلى جانبها عند المرور بأوقات عصيبة، وأن يكون حنونا ومهتما بالحياة المهنية والمالية وأن يكون ديمقراطيا خلال الحديث والنقاشات». وتشير إلى أنه على كل فتاة أن تفهم أن الطرف الآخر يكون مختلفا في نظرته للأمور، وهو في ذات الوقت بحاجة لمن تحتويه وتفهم مشاعره ومتطلباته، وعلى كل فتاة ألا تختار الزواج كمخرج للطوارئ لمشكلة مؤقتة مهما طال الزمن وطالت مدة المشكلة؛ فهناك حلول كثيرة غير الزواج، وأيضا على الفتاة أن تختار من يدعم مشروع زواجها ويساهم في رفع مميزاتها الدينية والثقافية».
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©