الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللحم سيد طعام أهل الدنيا والجنة

اللحم سيد طعام أهل الدنيا والجنة
28 أكتوبر 2010 21:00
اللحوم غذاء أساسي ضروري للإنسان لاسيما الأطفال والشباب والحوامل، فهي غذاء مثالي كامل وتوفر البروتينات وهي مصدر رئيسي لبناء الأنسجة والخلايا، وخير الأطعمة التي تزيد إفراز العصارات الهضمية، وتزداد جودتها كلما زادت فيها كمية البروتينات وقلت الشحوم، وتأتي أهميتها في التغذية لأن الجسم قادر على تخزين العناصر الضرورية مثل السكر والشحم والفيتامينات، لكنه لا يختزن البروتينات وهي تتألف من أحماض ضرورية للحياة ولا يستطيع الجسم تخليقها من أي مصدر غذائي آخر. وورد ذكر اللحم في القرآن الكريم مرات عدة، منها قوله تعالى:»أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون، وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون» سورة يس الآيتان 71 و72. وفي هاتين الآيتين يلفت الخالق سبحانه وتعالى نظر عباده إلى نعمة على الإنسان ومنها الأنعام التي يستفيد منها بأشياء كثيرة ومنها اللحم الذي لم يكن فقط غذاء للناس في الدنيا وإنما أعده عز وجل أيضا للمؤمنين في الآخرة، فقال سبحانه: «والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون» سورة الطور- الايتان 21 و22، وكذلك قوله تعالى: «والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضوعة متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون» سورة الواقعة - الآيات 10 إلى 21. وذكر ابن ماجة من حديث أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «سيد طعام أهل الدنيا وأهل الآخرة اللحم» ومن حديث بريدة «خير الإدام في الدنيا والآخرة اللحم» وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام».. والثريد الخبز واللحم، ويروى عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال «كلوا اللحم فإنه يصفي اللون ويخمص البطن ويحسن الخلق». والمتتبع لكل كتب السنة والسيرة يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب اللحم ويأكله في غير إكثار ولا مداومة، عن الحسن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشبع من الخبز واللحم» كما كان اللحم من أطيب الأطعمة التي كان صحابته رضوان الله عليهم يتسابقون في إهدائها اليه، فكان سعد بن عبادة الشريف الأنصاري سيد الخزرج، عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، يبعث إليه كل يوم جفنة من ثريد اللحم أو ثريد بلبن أو غيره، فكانت جفنة سعد تدور مع رسول الله في بيوت أزواجه، وكان لحم الشـاه هو الأحب إلى رسول الله صلى اللـه عليه وسلم. يقوي الذهن والحفظ وفي الطب النبوي أفاض ابن القيم الجوزية في تناول موضوع اللحم وأشار إلى قول الزهري «أكل اللحم يزيد سبعين قوة، وقول محمد بن واسع، اللحم يزيد في البصر، وقال نافع كان ابن عمر إذا كان رمضان لم يفته اللحم وإذا سافر لم يفته اللحم، وقال ابن القيم إن اللحم أجناس يختلف باختلاف أصوله وطبائعه، فلحم الضأن جيد الحوليّ يولد الدم المحمود القوي لمن جاد هضمه، يصلح لأصحاب الأمزجة الباردة والمعتدلة ويقوي الذهن والحفظ، أجوده لحم الذكر فإنه أخف وألذ وأنفع، والخصي أجود، وكان أحب الشاه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمها، وكل ما علا منه إلا الرأس، ولحم العنق جيد لذيذ خفيف سريع الهضم، ولحم الذراع أخف وألطف وأبعد من الأذى وأسرع هضما وفي الصحيحين أنه كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولحم الفصيل ألذ اللحوم وأطيبها وأقواها غذاء، لا يولد الداء لمن اعتاده، ولحم الأرنب يعقل البطن ويدر البول ويفتت الحصى وأكل رؤوسها ينفع من الرعشة. وبالنسبة للحوم الطير فقد ورد في الصحيحين من حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل لحم الدجاج، وهو خفيف على المعدة سريع الهضم، يزيد في الدماغ ويصفي الصوت ويحسن اللون ويقوي العقل، ويولد دما جيدا، ولحم الحمام خاصة الذكور، شفاء من الاسترخاء والخدر والسكتة والرعشة، جيد للكلى، يزيد في الدم. ولحوم الطير كلها أسرع انهضاما من المواشي. بروتينات عالية القيمة ويؤكد الدكتور شريف عزمي أستاذ أمراض السمنة والنحافة بكلية الطب جامعة القاهرة أن اللحوم تتربع على قمة الأغذية البروتينية لما تحويه من بروتينات عالية القيمة، فقد أثبتت التجارب أنه لا يمكن الاستعاضة عن أربعين جراما من اللحوم بمئة جرام من القمح رغم ان الكميتين بهما مقدار متساو من البروتين ومرجع ذلك إلى ارتفاع القيمة الحيوية لبروتين اللحم، واحتوائه على العناصر اللازمة لبناء ونمو الخلايا، فهو يساعد في تكوين وتجديد كرات الدم الحمراء ويمنع الأنيميا، ويحافظ على الجهاز العصبي، ونقصه يسبب الإرهاق وفقدان الشهية والتعب وتلف المخ وبطء النمو عند الأطفال والعصبية الزائدة ونقص الوزن. وتعتبر اللحوم المصدر الرئيسي الغني بأنواع مختلفة من المعادن مثل الحديد والزنك والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والفيتامينات التي تنقي الدم وتقوي سعة الذاكرة. ومع أن فوائد اللحم أمر لا شك فيه فإن الإكثار من تناوله خطر على الصحة العامة، وقد كان الإسلام سباقا في نظرته المثالية لترشيد تناول اللحوم لتأتي الدراسات الحديثة مؤكدة ذلك، وقال الإمام الذهبي إن الطريقة المثلى هي «المحمدية» وهي الأخذ من الطيبات وتناول المباحات من غير إسراف كما قال تعالى «يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم» سورة المؤمنون - الآية 51. اللحوم المحرمة.. ولماذا حرمت ؟ قال الله تعالى :» حرمت عليكم الميتة و الدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع».أما أسباب التحريم فهي كما يلي: ? الميتة: هناك جسيمات في الخلية تفرز أنزيمات محلله للجسم فور الوفاة وتنشر الجراثيم الخطيرة خاصه في الأمعاء وتتكاثر هذه الأخطار بصوره رهيبة إضافة لانتشار طفيليات ضارة مع وجود ? الدم - الذي يحتوى على 68 مركبا داخل الاوعية الدموية مما يسبب أخطارا شديدة على من يتناول هذا اللحم وذلك يؤكد حكمه الذبح لضرورة تصفيه الدم والتخلص من أمراض الحيوان بعكس الاسماك التي يكون دمها بارد ويتركز في المفاصل مما يجعلها بيئة غير منشطه للميكروبات فور موت السمكة ? المنخنقة: هي تلك الحيوانات المشنوقة والتي ما زال الدم في جسمها فيكون بيئة قابلة لنمو الميكروبات فيتجلط الدم وتفجر الإنزيمات المحللة للجسم ومنها البروتينات، لذلك فإن الطريقة الأوروبية بصعق الحيوان يجعل بها كمية من الدم التي تكون مرتعا للجراثيم والأمراض ويتغلبون عليها بوضع توابل ومواد حريفة لموت الميكروبات ومنع نموها ومع ذلك ينتشر عند الأوروبيين الميكروبات الحلزونية بالأمعاء والمعدة. ? الموقوذة: فهي التي ضربت حتى الموت، وكانت هذه عادة لدى العرب قبل الإسلام وهى تعاني مشكلة وجود الدم بها فضلا عن تلف اللحم ليكون بيئة غنية للميكروبات في الأوعية الدموية ? المتردية: هي التي تقع من مكان مرتفع فيمكن ذبحها ما دامت حية وبها كسر فقط لأن إهراق الدم أساسي مع التخلص من الجزء الذي تعرض لكدمات، أما في حاله وفاتها فحكمها حكم الميتة. ? النطيحة: هي التي أصيبت من قرن حيوان فيكون موقع الإصابة ملوث بالميكروبات. ? ما أكل السبع: فإن مكان أنياب الحيوانات المتوحشة به ميكروبات وجراثيم إضافة لموت الحيوان بدمه. ويوما بعد يوم تثبت الأبحاث العلمية الإعجاز الحقيقي للشريعة الإسلامية والقرآن الكريم ويُظهر أسباب تحريم بعض أنواع اللحوم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©