مقديشو - وكالات الانباء: تلقت الحكومة الصومالية ضربة أخرى وجهت لسلطتها أمس الاول عندما سخر وزير دفاعها من الخطة التي تؤيدها بشأن استقدام قوات حفظ سلام ودعا الجنود السابقين إلى العودة للخدمة· والاستدعاء الذي وجهه وزير الدفاع أحد زعماء الفصائل السابقين الكولونيل عبد القادر ادن شاير المعروف ايضا باسم بري هيرعلي سلط الضوء على الشقاقات التي أصابت بالشلل الحكومة المؤقتة التي تحاول بسط السيطرة على البلد· وأدت المساعي لاحكام السيطرة على البلاد بالحكومة إلى قبول خطط متناقضة على مدى اليومين الماضيين· وكان أول تلك الخطط اتفاق من حيث المبدأ على ضم قواتها إلى قوات الحركة الإسلامية المنافسة لها والتي أطاحت بمحاولة الحكومة فرض سلطتها بينما كانت الأخرى خطة استقدام قوات حفظ سلام أجنبية والتي ثارت حولها نزاعات محمومة وأرجئت لفترة طويلة·
وقال بري هيرعلي لرويترز من معقله بميناء كيسمايو بجنوب الصومال ''ينبغي أن يعود ضباط الجيش الصوماليون السابقون للدفاع عن بلدهم ويؤدوا العمل الذي قد تقوم به القوات الأجنبية المفترض احضارها''· وتواجه الحكومة تهديدا من جانب الحركة المحاكم الإسلامية بشكل جيد والتي استولت على مقديشو وعلى مساحات استراتيجية قربها في يونيو·
وبسبب ذلك وافقت الحكومة من حيث المبدأ الاثنين الماضي على ضم قواتها إلى قوات المحاكم إذا تم التوصل إلى تسوية سياسية بين الجانبين·
غير أن دول شرق أفريقيا التي اجتمعت في نيروبي أمس الاول تحت مظلة الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) الإقليمية التي ترعى عملية السلام بالصومال حثت على سرعة تمويل ونشر قوات حفظ سلام يعارض الإسلاميون وجودها بشدة·
وقال عبد الرحمن ديناري المتحدث باسم الحكومة انها تؤيد الاتفاق بشأن ضم القوات غير أنه حذر من أنه في حال فشلت خطة إيجاد ''فسيخضع الصومال عندئذ للاضطرابات والفوضى التي ستؤثر على منطقة القرن الأفريقي''·
وقال بري هيرعلي ''اتفاق دمج القوات الذي تم التوصل اليه هام ويمكنه تغيير الكثير لكني أخشى أن يكون من المستحيل تنفيذه لأن ''المحاكم'' والحكومة بحاجة إلى الاتفاق بشأن قضايا صعبة اختلفوا بشأنها منذ البداية''·
وقال رجل ميليشا ''المحاكم'' طلب عدم الكشف عن اسمه ''القوات الحكومية تعمل عن كثب مع عدوتنا اثيوبيا· اذا لم تتوقف عن ذلك فلا أعتقد على الإطلاق أننا سنثق بهم''· ويقول شهود عيان ان قوات اثيوبيا موجودة بالفعل في الصومال لحماية الحكومة في مقرها مدينة بيداوة البعيدة عن مركز البلاد رغم النفي الاثيوبي لذلك·
وفي مقديشو التي يسيطر عليها الإسلاميون استدعى جنرال سابق كبير قال إنه يتصرف بناء على اوامر هيرعلي زهاء 300 من الضباط السابقين بجيش الرئيس السابق محمد سياد بري الذي أدت الإطاحة به في عام 1991 إلى غرق البلاد في حالة من الفوضى· وقال الجنرال محمد ادن جلال ''ينبغي أن تكون كل القوات جاهزة ومستعدة للدفاع عن البلاد ضد القوات الاثيوبية الموجودة في بلدنا واننا نؤيده وسنعير نداءه انتباهنا· وشهدت العاصمة الصومالية مقديشو خلال اليومين الماضيين تظاهرات كبيرة شارك فيها انصار المحاكم الاسلامية احتجاجا على خطط منظمة الايجاد القاضية بارسال قواتها الى الصومال·
عدد اليوم
