القاهرة - الاتحاد، عواصم-وكالات الانباء: اعربت واشنطن عن اقتناعها أمس بأن الاتحاد الافريقي سيقرر ابقاء قوته في دارفور، في حين اوضحت برلين بانها لا تنوي ارسال قوات مسلحة الى الاقليم المضطرب· فيما حذر الرئيس المصري حسني مبارك من نشر قوات دولية في دارفور دون موافقة السودان·
فقد اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك، ان الادارة الاميركية اعربت عن اقتناعها بأن الاتحاد الافريقي سيقرر ابقاء قوته في دارفور·
وقال المتحدث في ندوة صحافية ''نجري اتصالات دائمة بالاتحاد الافريقي· وسيتخذ قرارات اساسية في شأن قوته في دارفور''· واضاف ''نحن واثقون من انه لن يحصل فراغ في دارفور، وان قوة دولية ستنتشر هناك''·
ورفض ماكورماك ان يوضح ما اذا كانت الولايات المتحدة تلقت تأكيدا من الاتحاد الافريقي بأنه سيبقي قوات في دارفور طالما لم يوافق السودان على ان تنشر الامم المتحدة قواتها في الاقليم·
واكتفى المتحدث بالقول ''ثمة وسائل متعددة للتوصل الى ذلك· ولا اريد الدخول في تفاصيل الخيارات الدبلوماسية اليوم، لكننا على اتصال وثيق به''· وخلص الى القول ''والاتحاد الافريقي لا يريد ان يحصل فراغ· وهو يدرك اهمية هذه المهمة''· وترفض الحكومة السودانية ان تحل قوة من الامم المتحدة محل قوة الاتحاد الافريقي في دارفور، لكنها توافق على ان يمدد الاتحاد الافريقي مهمة قوته الى ما بعد 30 سبتمبر·
وعلى الصعيد نفسه، اعلنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان المانيا التي ارسلت جنودا الى جمهورية الكونجو الديموقراطية، لا تنوي ارسال قوات مسلحة الى دارفور في اطار قوة للامم المتحدة· وقالت ميركل امام النواب الالمان ''لست ارى حتى الان امكانية ان تأخذ المانيا على عاتقها مسؤوليات عسكرية في دارفور، بالاضافة الى الكونجو''·
ومن جانبه حذر الرئيس المصري حسني مبارك خلال استقباله وزير الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت أمس بالاسكندرية من نشر قوات دولية في دارفور دون موافقة السودان·
فيما أعلن وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية علي كارتي اتفاقه مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى خلال لقائهما أمس على ترتيب جزء من التمويل العربي لدعم قوات الاتحاد الافريقي في دارفور قبيل اجتماع مجلس السلم والأمن الافريقي في نيويورك يوم 18 سبتمبر الجاري خاصة وأن الاتحاد هدد بسحب قواته من الاقليم بسبب نقص التمويل·
وقال انه اتفق ايضا مع موسى على خطة للتحرك بين الجامعة والاتحاد الافريقي والامم المتحدة فيما يتعلق باقليم دارفور لافتا الى ان الايام المقبلة ستشهد حركة في محاولة استمرار قوات الاتحاد الافريقى في مواقعها بالاقليم ·
ورأى كارتي أن المحافظة على استمرار وجود القوات الافريقية في دارفور يمكن أن تجنب حدوث أى مشكلة تتعلق بتطبيق قرار مجلس الامن بنشر قوات أممية في الاقليم·
واتهم كارتي أميركا وبريطانيا باتخاذ مواقف ضد السودان لاغراض انتخابية، ولتحسين صورتهما بعد الاخفاقات التي تواجه سياساتهما في المنطقة· وانتقد قرار مجلس الامن الاخير حول دارفور·
وقال إنه يمثل انتقاصا واضحا للسيادة السودانية، وخرقا لاتفاقية ''ابوجا'' التي يطالب السودان بتنفيذها والتي شهدت عليها كل من بريطانيا وامريكا ، كما انه يتجاهل الاتحاد الافريقي ، وما طرأ من تحسن كبير على منطقة دارفور·
واكد وجود رفض شعبي واسع في السودان ضد دخول قوات أممية الى دارفور·
وقال: لن يقف أحد في السودان مع وجود قوات دولية، وقرار مجلس الأمن تجاوز الخطة الامنية التي تقدمت بها الحكومة السودانية الى الامين العام للامم المتحدة في الثاني من أغسطس الماضي والتي تساعد على حل كل المشاكل في المنطقة·
وأوضح أن صدور هذا القرار يمثل ارباكاً للساحة الداخلية السودانية، حيث تم اتخاذ الترتيبات اللازمة من اجل عقد مؤتمر اهل دارفور، وقال لن نستبق الاحداث، فالسودان لديه بدائل اخرى ، ونتوقع من بريطانيا واميركا ان تسعيا لفرض عقوبات على السودان·
وكرر كارتي دعوة حكومته الى المجموعات المسلحة في دارفور-التي لم تلحق باتفاق ابوجا- بأن تنضم للاتفاق ، مشيرا الى انه اذا كانت لدى بعض هذه المجموعات اعتبارات أخرى، فإن هذا أمر معترف به وانه يمكن الجلوس مرة اخرى للتفاوض حول هذه الاعتبارات دون ان إخلال باتفاق ''ابوجا''، كاشفا النقاب عن وجود اتصالات مع بعض المجموعات المسلحة في الاقليم·
عدد اليوم
